"الفريضة الغائبة" هل هو الحوار أم الجهاد!!!!!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 03:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-14-2004, 01:01 AM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"الفريضة الغائبة" هل هو الحوار أم الجهاد!!!!!!!

    كنت أعد في قراءة خاصة للفريضة الغائبة الحقيقية في عصرنا هذا، ألا وهي "الحوار" والتي أرى أنها فريضة بنص الآية الكريمة " في قوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن}النحل: 125"، وأساءل هنا هل فريضة "الحوار" هذه غائبة أم مغيبة!!! ولماذا!!!
    أثناء بحثي وجدت هذا المقال فرأيت إشراككم في قراءته، و"الحوار" حول ما جاء به.

    "الفريضة الغائبة" أو "مانيفستو" الحركات الجهادية والإرهابية

    ننشر تعقيب الشيخ جمال البنّا على كتاب "الفريضة الغائبة" مرفقاً (على حلقتين) بنص "الفريضة الغائبة" نفسه، الذي كان العقيد عبّود الزمر قد أمر بـ"إعدامه" (أي بأعدام الكتاب) قبل اعتقاله مع رفاقه لأن من كان يقتني الكتاب كان حتماً عضواً في جماعات "الجهاد".أي أن الكتاب كان، بدون قصد، بمثابة بطاقة عضوية "رسمية" في تنظيم سرّي.
    ولا بد من ملاحظة, وهي أن نقطة "التفرقة بين العدو القريب والعدو البعيد" التي ترد في "الفريضة الغائبة"، والتي يشير الشيخ البنّا إلى أهمّيتها، كانت تمثّل الفاصل بين "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" المصريتين من جهة، وخط بن لادن من جهة أخرى. فكانت هاتان الجماعتان تعطيان الأولوية للإطاحة بالنظام المصري، في حين كان بن لادن، وكان لقبه في أدبيات جماعة "الجهاد" هو "المقاول"، يصرّ على قتال الأميركيين أولاً. وقد استمرّت "الجماعة الإسلامية"، على العموم، على خط قتال "العدو القريب"، أي النظام المصري، في حين انحازت جماعة "الجهاد"، بزعامة الظواهري، مرغمةً، إلى دعوة بن لادن بعد أن سحقتها قوى الأمن المصرية وخلافاتها الداخلية. ثم جاءت عملية 11 سبتمبر الإرهابية الكبرى لتجبر كل الجماعات الأصولية في كل أنحاء العالم على الإلتحاق بـ"القاعدة"، بعد أن باتت جميعها عرضة للملاحقة الأميركية. وهكذا نجح بن لادن في وضع يده على الحركة الأصولية في العالم، شاءت أم أبت.
    وفي النهاية، فإن "الفريضة الغائبة" بإيجازه ودقّته قد يكون أهم "مانيفستو" أصدرته الحركة الإسلامية الأصولية في تاريخها كله. ويندر ألا تجد فيه أيا من القضايا النظرية والعملية التي تتّسم بها الحركات الأصولية الإرهابية حالياً.

    بيار عقل
    *

    جماعة الجهاد والجماعات الإسلامية
    وكتاب "الفريضة الغائبة"

    جمال البنا
    اشتهرت جماعة الجهاد عندما نجح خالد الاسلامبولي وزملاؤه في اغتيال السادات رحمه الله وسط حرسه وفي إحدى مناسبات الاحتفال واستعراض القوة.
    وبقدر ما رزق هذا الحدث من إذاعة ونشر لما اتسم به من جرأة وشجاعة و"دراماتيكية"، ولما انتهى إليه من مصرع "آخر فراعنة مصر" وصاحب "الصدمات والتحولات" الخ... بقدر ما ذاع وانتشر الحديث عن جماعة الجهاد .
    وسالت أنهار الصحف أحاديث بعد أحاديث عن هذه الجماعة وشيخها الكفيف عمر عبد الرحمن وكتابها الغامض: "الفريضة الغائبة" الذي اعتُبِرَ وثيقة إعدام السادات ووضعه المهندس محمد عبد السلام فرج .
    ولم يرزق كتاب "الفريضة الغائبة" انتشارا أو ذيوعاً لأن الجماعة نفسها أحرقت نسخ الكتاب، ولم يبق منه إلا نسخ معدودة، ضمت إحداها إلى أوراق التحقيق في قضية اغتيال السادات..
    وتمكن بذلك المحامون من الإطلاع عليه.

    كتاب الفريضة الغائبة

    قدمت إلينا إحدى دور النشر صورة كتاب الفريضة الغائبة المأخوذة من أوراق التحقيق. وطلبت أن نعلق عليه ونشرته في كتاب باسم "الفريضة الغائبة جهاد السيف أم جهاد العقل".
    وتعرض تعليقنا عندما طبع لمضايقات، أدت إلى حذف الكثير منه، وظهرت أثار ذلك في عدم انتظام السياق، وما تخلل الصفحات من بياض..
    وقلنا في مقدمة الكتاب:
    "غفر الله لصاحب "الفريضة الغائبة". لقد أحاطت به وتحكمت فيه فتنة يضل فيها العليم، ويضيق بها الحليم، وتَنبَهِم فيها المعالم، وتنمحي المراسم.. فلا عجب إذا زلت الأقلام وطاشت الأحلام" .
    ومن قبل، قَتَلَ لفيف من المسلمين "عثمان" وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً، وكفروا عليا، وهو من هو، وتقربوا إلى الله بدمه! ..
    وقد كان العهد قريباً بالنبي، والقرآن غضا طريا، والألفة والمحبة أقرب إليهم وأمثل بهم..
    ومن أجل هذا فإننا كرجال فكر نتصفح التاريخ، ونستعرض الأحداث في القديم والحديث لا نرى فيما رآه صاحب الفريضة الغائبة، وما انتهى إليه إلا فصلاً من مأساة التعقيد الاجتماعي عندما تتراكم الأخطاء، وتتشابك التصرفات من حل سقيم أو إرجاء عقيم.
    ولا يعد هناك إلا القطع..
    ونحن نعذره، ونلتمس له المغفرة، ولا نرى فيما ذهب إليه فكره – على خطئه – شراً محضاً، ولا في سبيله – على شططه – سوءا خالصاً.
    وإن كنا نختلف معه جملة وتفصيلاً، ونؤمن أنه لو قدر له ولجماعته النصر لاستحلوا دماء كل معارض، ولأخرسوا أصوات كل مخالف ولما رأوا فيه إلا فاجراً كفاراً.
    ولكننا نستلهم الإسلام وتوجيهه: "صِل مَن قطعك، وأحسِن إلى من أساء إليك".
    كما نؤمن بحرية الفكر، وحق كل كاتب في أن يكتب ما يمليه فكره كائنا ما كان". انتهى ..
    وليس في كتاب الفريضة الغائبة إلا القليل جدا الذي يعد جديداً على فكر جماعات الرفض فهو يضم – تقريباً – مقدمة وثلاثة فصول ..
    ففي المقدمة يشير الكتاب إلى أهمية الجهاد وأنه: "السبيل الوحيد لعودة ورفع صرح الإسلام من جديد" وأن: "طواغيت هذه الأرض لن تزول إلا بقوة السيف" وأن الإسلام مقبل، وأنه سيفتح روما كما فتح القسطنطينية".
    وتبدأ الفصول وهي باختصار:

    الفصل الأول :

    يعالج الفصل الأول "إقامة الدولة الإسلامية" وهذه الإقامة "فرض أنكره بعض المسلمين وتغافل عنه البعض" والكتاب يثبت وجوب إقامتها بأن الدولة الإسلامية هي أداة الحكم بما أنزل الله وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولا خلاف في أن الحكم بما أنزل الله واجب..
    ويرى الكاتب أن إعلان الخلافة الإسلامية يعتمد على وجود النواة وهي الدولة الإسلامية. ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.
    ويتساءل الكاتب "هل نحن نعيش في دولة إسلامية"، ويرد بفتوى للإمام أبى حنيفة وبعض أصحابه حول دار الإسلام ودار الكفر، ويجزم بأن "الأحكام التي تعلو المسلمين هي أحكام الكفر، وضعها كفار وسيّروا عليها المسلمين". وأن حكام المسلمين في ردة عن الإسلام "لأنهم تربوا على موائد الاستعمار سواء الصليبية أو الشيوعية أو الصهيونية، فهم لا يحملون من الإسلام إلا الأسماء، وإن صلوا وصاموا وادّعوا أنهم مسلمون، وقد استقرت السُنة على أن عقوبة المرتد أعظم من عقوبة الكافر الأصلي. وأن علماء المسلمين قد اتفقوا على أن الطائفة إن امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها إذا تكلموا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلاة والزكاة وصيام شهر رمضان أو حج البيت العتيق.." .
    ويجرى الكاتب مقارنة بين التتار وحكام اليوم يستشهد فيها بكلام لابن تيمية في هذا الصدد. بل هو يورد مجموعة فتاوى لابن تيمية في هذا الصدد تتضمن حكم مساعدتهم، وحكم الجنود المسلمين الذين يرفضون الخدمة في جيش التتار، وحكم أموالهم، وحكم قتالهم، وأن قتالهم ليس قتال وَحُكمُ من والاهم من المسلمين، وَحُكمُ من يخرج للقتال في صفهم مكرهاً الخ ...

    الفصل الثاني :

    يعرض الفصل الثاني ("آراء وأهواء") بعض الآراء "لإزالة هؤلاء الحكام وإقامة حكم الله" ويفندها. فهناك من يرى إقامة الجمعيات الخيرية، أو يفضل الانشغال بالطاعة والتربية وكثرة العبادة، أو إنشاء حزب إسلامي، أو الاجتهاد للحصول على المناصب بحيث تملأ المراكز بالطبيب المسلم والمهندس المسلم الخ. ومنهم من يقول إن الطريق لإقامة الدولة هي الدعوة فقط وإقامة قاعدة عريضة، وهناك من يرى الهجرة أو الانشغال بطلب العلم.
    والكاتب يفند هذه المذاهب كلها بمختلف التأويلات.

    الفصل الثالث :

    يدلل الفصل الثالث على أن "أمة الإسلام تختلف عن الأمم الأخرى في أمر القتال"، ومفتاح الفصل أن "هذه الأمة تختلف عن الأمم الأخرى في أمر القتال. ففي الأمم السابقة كان الله سبحانه وتعالى ينزل عذابه على الكفار وأعداء دينه بالسنن الكونية، كالخسف والغرق والصيحة والريح. وهذا الوضع يختلف مع أمة محمد، فالله سبحانه وتعالى يخاطبهم قائلاً لهم (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) {14 التوبة}. أي أن على المسلم أولاً أن ينفذ الأمر بالقتال بيده، ثم بعد ذلك يتدخل الله سبحانه وتعالى بالسنن الكونية، وبذلك يتحقق النصر على أيدي المؤمنين من عند الله سبحانه وتعالى.
    وبصدد تفصيل ذلك، يشير الكتاب إلى "الخروج على الحاكم" وهو يستشهد بما ذهب إليه ابن تيمية "كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها باتفاق أئمة المسلمين وإن تكلمت بالشهادتين". ثم يناقش الفصل نقطة هامة هي "التفرقة بين العدو القريب والعدو البعيد" – وبعبارة أخرى أيهما أولى بأن توجه إليه الحرب أولاً الاستعمار أو الذين يحكمون بغير ما أنزل الله؟ وهو يرى الثاني. ويرد على من يقول "إن الجهاد في الإسلام للدفاع فقط" وإن الإسلام لم ينتشر بالسيف ويرى أنه "قول باطل" ويستدل على ذلك بخطابات النبي إلى الملوك وكذلك بآية السيف التي نسخت 114 آية من آيات الموادعة والصفح والسماح.
    ويفند الفصل بعض الدعاوى التي تثبط عن القتال كدعوى أننا نعيش في مجتمع مكي، ويرى أن "القتال الآن فرض على كل مسلم" وأن الجهاد مراتب وليس مراحل. أما خشية الفشل فإن الله تعالى يعدنا بالنصر وادعاء عدم وجود القيادة يُْسَتدْرَك بأن توكل إلى الأحسن إسلاماً.
    * * *
    من هذا العرض لكتاب "الفريضة الغائبة" يتضح أنه ليس فيه جديد عن مفهوم جماعات الرافضة الجديدة..
    فهو – مثلاً – يهيم بالخلافة ويرى أنها ركن من أركان الإسلام. "فمن مات وليس في عنقه بيعه مات ميته جاهلية".
    والكتاب يكفّر المجتمع الحديث كبقية جماعات الرفض..
    ويرفض صور العمل الإسلامي البديلة كإقامة الجمعيات الخيرية، أو التربية الخ...
    وهذا ما انتهى إليه قبلهم حزب التحرير.
    وربما كان الجديد في الفريضة الغائبة هو تعميق قضية "الخروج" على الحاكم، وأن "الحكام المسلمين أولى بالقتال من المستعمرين".
    ولا يتسع المجال لتفنيد هذه الدعاوى، فهذا ما قمنا به في الكتاب، وحسبنا الإشارة إلى النقطة الرئيسية في جماعات الجهاد، وهي "الجهاد".
    فحتى لو قصرنا التعبير على أضيق معانيه وهو "القتال" ..
    فهل يُتَصوّر استخدام القتال للقضاء على الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله ! .
    هل سيمكن لأي هيئة أن تؤسس جيشا كجيش الدولة فيه دبابات ومدافع وطائرات ؟! .
    أو هل سيأخذ القتال شكل الاغتيالات؟.
    إن أي دارس لتاريخ الحركات السياسية يتبين استحالة تكوين جيش. ويتبين كذلك عقم أسلوب الاغتيالات.
    "فالقتال" لا يجدي كأسلوب في اقتلاع الحكام البغاة.
    وإذا أرادوا أن يتجهوا بقتالهم نحو الكفرة، وأن يفتحوا روما.
    فهل سيمكنهم تحقيق الانتصار بالسيف في عصر الصواريخ والطائرات الخ، إذا أرادوا حقا الانتصار فعليهم أن يدرسوا "التكنولوجيا" الحديثة، وأن يعكفوا عليها.
    وعليهم أن يعلموا أن النصوص وحدها والعكوف عليها دون العمل لن تفيدهم فتيلاً، وإنما تفيدهم علوم واكتشافات الأوربيين والأمريكان الكفرة وأهل الجاهلية.
    * * *
    مع إن هذه الكلمات المحدودة تكفي لنسف فكر جماعة الجهاد، فإن الجماعة واصلت البقاء!.
    واكتسب شيخها (الشيخ عمر عبد الرحمن) الذي أفلت من قضية اغتيال السادات شهرة مدوية.
    لأن العملية عملية مناخ يتغذى على الأخطاء.
    ولأن فساد النظم لا يقل عن فساد الأفكار.
    وما ظلت النظم الحاكمة الفاسدة، تتسلح بالإرهاب والديكتاتورية فستظهر أمثال دعوات الرفض على اختلاف صورها.
    رغم ما تتسم به من بطلان لأنها رد فعل للفساد، والفساد لا يولد إلا فساداً.
    * * *
    أدى فرار جزء كبير من قيادات الجهاد إلى الخارج والمحاكمات التي غيبت معظم القادة الذين لم يتيسر لهم الفرار، وما تلا ذلك كله من تطورات إلى أن تستقل مجموعة وتحمل إسم "الجماعة الإسلامية" معظم قيادتها ممن فر إلى الخارج وتعاون فصيل منها مع بن لادن في مقاومته للغزو السوفيتي لأفغانستان وتحريرها منه كما اشترك فصيل آخر في البوسنة والهرسك، بينما ظل فريق محدود يعمل "تحت الأرض".
    وليس هناك فرق بين جماعة الجهاد التي قامت باغتيال السادات، وبين الجماعة الإسلامية والقاسم الرئيسي بينهما هو فكرة الجهاد ورفض النظم القائمة المستمدة من فكرة سيد قطب عن الجهاد بالدرجة الأولى.
    وجاء في "ميثاق العمل الإسلامي" الذي وضعته الجماعة الإسلامية :
    أن الإسلام جاء ليدخل الخلق كلهم في دين الله تعالى وشرعه (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ).
    وجاء أيضاً ليمحو الشرك في كل صوره من فوق ظهر الأرض "حتى يعبد الله وحده لا شريك له" كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
    نعم كان القتال دعوة للتوحيد بنص حديث رسول الله "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".
    كان القتال دعوة للتوحيد لأن الإمبراطوريات والممالك أبت بسلطانها ونفوذها أن تسمح لدعوة التوحيد ودعاته بالنفاذ إلى أرض الله وخلق الله بحجة أن هذه أرضها هي، وهؤلاء رعاياها، فكان لابد من القتال.
    وكان القتال سحقا للشرك بإزالة هذه الطواغيت التي علت تلك المجتمعات حاكمة آمرة ناهية، تشرع للناس وتحمل الناس على التحاكم لشرعتها وتجبرهم لها رغبة ورهبة.
    كان لابد من القتال لإزالة كل سلطان يُعبَد من دون الله، لإزالة كل سلطان يقف في وجه دعوة الإسلام، لإزالة كل سلطان يأبى أن يدخل في دين الله ويستكبر ويرفض أن يذعن ويدفع الجزية، ويصر على أن يعلو ويهيمن.
    كان لابد من القتال، لإزالة الفتنة وسحق الشرك، وإعلاء شرع الله (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ).
    إن أحد لم يخلق من دون الله. وإن أحداً لم يخلق مع الله. لذا فإنه ليس من حق أحد أن يشرع من دون الله. ليس من حق أحد أن يشرع مع الله. قال ابن تيمية "ليس لأحد أن يحكم بين أحد من خلق الله، لا بين المسلمين، ولا الكفار. إلا بحكم الله ورسوله".
    "إن الناس لم يخلقوا الأرض التي عليها يحيون وعليها تقوم مجتمعاتهم، لذا فإنه ليس من حقهم أن يهيمنوا أو يهيمن بعضهم ليشرع ويحكم ويأمر وينهي من دون الله"
    إننا كمسلمين – مأمورون أن لا ندع أي طائفة على وجه الأرض تحكم الناس بغير شرع الله، فمن أبى ذلك ورفض الإذعان قاتلناه.
    يقولون: هذه وصاية منكم على البشرية!!.. نقول: هذه وصاية شرع الله ودينه على أرض الله وخلقه، نحن مأمورون بتحقيقها لصالح البشرية بوصفنا خير أمة أخرجت للناس.
    إن الإسلام ليس مجرد عقيدة في القلب فقط حتى نقنع بحكايتها باللسان والدفاع عنها بالقلم والبرهان ثم نمضى قائلين:"فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ". لا، هذا فهم أعوج مبتور. إن الإسلام منهج حياة، إنه شرع الله الذي جاء ليسيِّر حياة الخلق. لذا فنحن لا نكتفي بخطبة أو موعظة نقول فيها "عقيدتنا" وندافع عنها وكفى. كما أنا لا نقنع بحلقة علم نعُلم فيها أو نتعلم بعض المناسك والشعائر وكفى. بل لابد وأن ننطلق بهذا الدين دعوة باللسان، وحجة بالبيان، ودعوة بالحسنى، وجهاداً بالسيف. أما اللسان والبيان والحسنى فللقلوب والعقول، فإن آمنت فيها ونعمت، وإن أبت فالجزية والصغار وعلو أحكام الإسلام على الديار، فإن امتنعت واستكبرت وعاندت ولم تسلم لنا القيادة فالسيف السيف. حتى تنزاح هذه الطواغيت، وبعد ذلك نقول(فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر).
    وركاكة وطفولية هذا التفكير، وأنه ليس إلا عاطفة جامحة، هو مما لا نجد أنفسنا في حاجة لتفنيده، لا من الناحية الأصولية ولا من الناحية العملية والمنطقية. ويكفي فحسب أن يقول أنهم عكسوا مقصد الشريعة من الجهاد.
    ****
    ونتيجة لاستسلامهم لهذا الفهم السقيم، ولأن القضية أصبحت عداوة ما بين السلطة وبينهم، فإنهم تورطوا في عمليات اغتيال وتدمير لم تثمر إلا في تشديد القبضة وإصدار الأحكام بالسجن أو الإعدام عليهم وختموا هذه التصرفات الطائشة بمذبحة الأقصر التي قتل فيها أكثر من خمسين سائحاً أوربيا بريئا جاءوا ليشهدوا عظمة المصريين القدماء فقضت عليهم خِسّةُ فئة ضالة نسبت نفسها إلى مصر والإسلام وهما منهم براء.
    إن الدوي الذي أثارته هذه المذبحة، وحقيقة أن ضحاياها لا علاقة لهم بالإسلام أو الصراع الدائر ما بين الإسلاميين والحكومة، والإساءة الكبرى التي أوجدتها لمصر واقتصادها، جعلت زعماء هذه الحركة الذين كانوا يقضون السنوات التي حكم عليهم بها يعيدون النظر. وهكذا بعد عشرين عاماً من الضلال والتهور انتهوا إلى خطأ اجتهاداتهم وأعلنوا ما أطلق عليه "مبادرة وقف العنف".
    ففي الخامس من يوليو سنة 1997 وأثناء نظر القضية العسكرية 235 فوجئ الحاضرون بأحد الإخوة المتهمين في هذه القضية وهو يقف في مواجهة رجال الإعلام ليلقي بيانا مذيلا بتوقيع القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية يدعو الإخوة لإيقاف العمليات القتالية وحقن الدماء.
    وكانت هذه المبادرة من طرف واحد، وقيل أن الشيخ عمر عبد الرحمن أرسل يؤيدها من محبسه في أمريكا وقيل إن آخرين عارضوها، كما أحاطت بها بعض الشبهات في الداخل. وأصدر "القادة التاريخيون" كما أطلق عليهم عدداً من الكتيبات شرحوا فيها وجهة نظرهم الجديدة تحت عنوان "سلسلة تصحيح المفاهيم" ضمّت:
    1. مبادرة وقف العنف رؤية واقعية ونظرية وشرعية.
    2. النصح والتبين في تصحيح مفاهيم المحتسبين.
    3. تسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء.
    4. الغلو في الدين وتكفير المسلمين.
    وألفها أسامة إبراهيم حافظ، وعاصم عبد الماجد، وعلي محمد على الشريف وحمدي عبد الرحمن عبد العظيم وناجح إبراهيم عبد الله. وراجعها وأقرها كرم محمد زهدي، أسامة إبراهيم حافظ، فؤاد محمود الدواليبي، عاصم عبد الماجد محمد، ومحمد عصام الدين دربالة.
    وكل واحد في حدود 160 صفحة من القطع المتوسط.
    ولا جدال أن هذه خطوة سليمة، فالرجوع إلى الحق فضيلة، ولكن ما لاحظناه أنهم استندوا إلى أقاويل الفقهاء والسلف في دعم اتجاههم الجديد. وقد كان أفضل شيء تبيّنهم أن الجهاد ليس وسيلة لأسلمه العالم أو توصيل دعوة الإسلام إليه، كما زعم سيد قطب. ومع هذا فإنهم ما ظلوا يعتمدون على المراجع التراثية التقليدية، ولا يستهدفون العلم والمنطق، فهناك احتمال أن يجدوا في أقوال السلف والفقهاء وما يمكن أن يضلهم مرة أخرى.
                  

العنوان الكاتب Date
"الفريضة الغائبة" هل هو الحوار أم الجهاد!!!!!!! nadus200010-14-04, 01:01 AM
  Re: "الفريضة الغائبة" هل هو الحوار أم الجهاد!!!!!!! nadus200010-14-04, 03:49 AM
  Re: "الفريضة الغائبة" هل هو الحوار أم الجهاد!!!!!!! Yasir Elsharif10-14-04, 05:46 AM
  Re: "الفريضة الغائبة" هل هو الحوار أم الجهاد!!!!!!! abdalla BABIKER10-14-04, 07:49 AM
    Re: "الفريضة الغائبة" هل هو الحوار أم الجهاد!!!!!!! nadus200010-18-04, 03:11 AM
      Re: "الفريضة الغائبة" هل هو الحوار أم الجهاد!!!!!!! nadus200012-22-04, 02:01 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de