و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 00:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-28-2004, 01:35 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ

    ترجمة من سلسلة " عظماء السُود فى العالم " للمؤرخ ( ج.م. روجرز – J.M. Rogers )


    و أُبـــْرُهَـــةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـــــــرُ


    تقـديــــم:

    "أبرهة", الذى حوَّلته ثقافة "العربسلام" إلى أُضحوكة و دمغته فى أذهاننا بالصورة السلبية التى تدفعنا إلى الإستحياء و التبرؤ منه, هو قائد عظيم, أثرَّ فى مجرى التاريخ البشرى و ما زال تأثيره يُـلقى بظلاله إلى يومناهذا.
    و إذا تركنا لورقة " روجرز" المترجمة فيما يلى توضيح تأثير "أبرهة" الأساسى الذى غيَّر و جه التاريخ, و الذى بموجبه حوَّل "العربسلام" شخصيته إلى صورةٍ سلبية إختلط فيها الأيديولوجى بالمقدَّس, فإنه لتوضيح هذه الصورة السلبية لابد لنا من عرض نماذج لتجلياتها عبر حقب التاريخ.
    و الملاحظ أن الذين تنعكس عليهم صورة " أبرهة" السلبية, أى "السُود" عالمياً و سكان القرن الأفريقى إقليمياً, و الأثيوبيين - و إستطراداً السودانيين - حصرياً, كانوا كلما إقتربنا تاريخياً من حدث "أبرهة" العظيم نجدهم يتمتعون بوعى أكبر فى التفرقة بين ما هو أيديولوجى و ما هو مقدس, على عكس حال "السُود" المسلمين اليوم الذين من فرط ما كابدوه من أيديولوجيا "العربسلام" أصبحوا لا يدركون الحدود بين المُقدّس والأيديولوجى حتى يمكنهم الوقوف ضد ما ينتقص من كرامتهم الآدمية. و "سُود" الجزيرة العربية القدامى كانوا بوعيهم ذاك قادرين على تمزيق أيديولوجية " العربسلام" و رؤية ما خلف الصورة السلبية التى رسمتها " لأبرهة", رادين الإعتبار الذى يستحقه له, و كاشفين عن الوجه العنصرى القبيح لهذه الثقافة المتسربلة بالمقدس.
    فكما وضح فى " بوست" " الجاحظ الأسود" سابقاً, أن القبائل " العربية" ذات السحنة السوداء و " السوُد" المقيمين فى الجزيرة العربية كانوا واعين بشكل لا يقبل اللُبس بالصراع الأيديولوجى الثقافى المحتدم آنذاك, فعندما تتم إشارة عنصرية منحازة ضد " الأسود" من قبل أحد العُربان الذين يتخذون من المقدَّس أيديولوجية لإضطهاد أحفاد " أبرهة", كانت الإجابة تأتيه كما لو كانت تنتظر من يستفزها :

    و لقمان منهم و ابنه و ابنُ أمِّه و أبرهة ُ المـلكُ الذى لـيس يُـنكرُ
    غزاكم أبو يكسومَ فى أمِّ داركم و أنتم كـَقبْص ِ الرَّمل ِ أو هو أكــثرُ
    و أنتم كطيرِ الماء ِ لمَّا هوى لها ببلقعةٍ, حُـجـنُ المـخالـب ِ أكـدرُ
    فلو كان غير الله ِ رامَ دفاعه علمتَ و ذو التـَّجريبِ بالناس ِأخـــبرُ


    و تبدأُ القصيدة بتعداد عظام "السُود" الذين لهم طول باع فى الدين و الرسالة الإسلامية, ثم يتم التركيز على " أبرهة" بالذات, الذى تحاول أيديولوجيا المقدَّس النيل بصورته السلبية التى رسمتها له من أبناء الأساود. فهو أولاً و قبل كل شىء ملكٌ لا يُنكَرُ, و فوق ذلك قد غزاهم فى أُم دارهم حيث كانوا من كثرتهم كقبصِ الرَّمل أو هو أكثرُ, و كانوا من الخوف و الروع يفرون أمامه كطير الماءِ لمَّا مال عليهم بأرضٍ بلقعٍ جرداء, من فرط تصحرها و قحطها أكْدر من حُجُن المخالب. و من فرطِ قوة " أبرهة" ما كان يستطيع أن يقف أمام سطوته و جبروته إلا الله جلَّ و علا, و لو حاول غير الله – أياً كان - الدفاع عن بيته, فأنت تعلم علم اليقين, كما يعلم من جرَّب " أبرهة" من قبل, أنه خبيرٌ بحرب الآدميين.
    و يطال إستهجان " سُود" ذاك الزمان, و هم يتناولون أيديولوجية العُربان المتسربلة بالمقدَّس بالتشريح, حتى أرضهم التى سمح لهم تقديسها تمرير إضطهاد " الأسود" القادم حاجاً لها, فكانوا يقولون عن هذه الأرض المقدَّسة أيديولوجياً:

    و لو كان فيها رغبةٌ لـمتوَّجٍ إذاً لأتتها بالـمـقاول حِــميرُ
    و ليس بها مشتىً و لا متصيَّف و لا كجُؤاثا ماؤها يتفجّـــَرُ
    و لا مرتعٌ للعينِ أو متقنَّص و لكن تُجراً و التجارةُ تُحْـــقَرُ


    فأرضهم التى يعتقدون أن تقديسها يسمح لهم تمرير أيديولوجية إحتقار "الأسود" المقيم بين ظهرانيهم و فيما وراء البحار, لو كان يرغب فيها صاحب مُلك لطمِعَت فيها بادىء ذى بدء "حِمير", و لكنها أرض لا يمكن للمرء أن يستمتع فيها بشتاءٍ و لا صيف, و شتَّان ما بينها و بين منطقة " جُؤاثا" – و لابد أنها تقع خارج تلك الصحراء – ماؤها يتفجَّـرُ. و لا فيها ما يسُر العين أو ما يمكن إصطياده بل كل ما فيها تجارة فقط, و التجارة عمل حقير بمعايير ذاك الزمان.
    و قد أطلَّت صورة " أبرهة" السلبية برأسها فى حدث سَـب " الحجاج إبن يوسف" بتعييره كأحد المنحدرين من نسل " أبرهة", فكان ذلك سبباً فى تركه تعليم الصبيان القرآن فى " مكة", و الإنضمام إلى خليفة "الأمويين" فى الشام, ليُظهر بعد ذلك إمكانيات قيادية و عسكرية قّلَّ ما تكررت فى التاريخ الإسلامى, و لينقذ "الدولة الإسلامية" من التمزق و الإنهيار بتأسيس و تقوية و توسيع الدولة الأموية, و رغم إنجازه الجبار هذا لم ينل من الخليفة الأموى مراده فى ولاية أو منصب أكبر, فهو رغم ذلك يظل حفيد " أبرهة" الملعون. و لابد لنا هنا أن نلاحظ المفارقة بين ما كان " أبرهة" ينوى القيام به من إزالة " مكة" من الوجود و منع العبادة فيها, و ما قام به حفيده " الحجَّاج" بإزالتها و إعادة بنائها من جديد من أجل توحيد الدولة الإسلامية و إستمرار العبادة فيها !.
    و أواخر القرن العشرين حين نشبت الحرب بين "اليمن" و "إرتريا" حول جزر "حنيش" أطلت صورة " أبرهة" السلبية برأسها من جديد, فجاءتنا " مانشيتات" الصحافة العربية متأبطةً كل محمولات و ذخيرة ثقافة " العربسلام" المنحازة ضد " الأسود": " أحفاد أبرهة يغزون العرب"! " أطماع أبرهة تحيا من جديد" ! ... إلخ. و قد فصلت محكمة العدل الدولية فى موضوع النزاع, و لم تكن "أطماع أبرهة" من بين الحيثيات التى ناقشتها أو وضعتها فى الإعتبار المحكمة الدولية, و نال أحفاد " أبرهة" الإرتريين حقهم فى هذه الجزر, بينما بقيت عناوين و مقالات الصحف العربية المنحازة ضد "الأسود" باقية فى الإرشيف تشهد على إستخدام المثقفين العرب للمقدس كأيديولوجية ضد " السُود".
    و بينما كنت أتسكَّع فى أحد معارض الكتاب بدولة عربية, وقعت عينىَّ فى جناح لكتب الأطفال على كتاب لقصة "أبرهة", و فى الغلاف رُسمت وجوه اشخصيات " سُـوداء", و الأدهى " مُشلَّخة" كما شلوخ السودانيين بتنويعاتها. و كم أتألم لعدم إحتفاظى بنسخةٍ من ذاك الكتاب. و أنا أتصفَّح الكتاب كنت أتسائل عن شعور الطفل السودانى – و الطفل الأسود المسلم على العموم – و هو يقرأ هذا الكتاب, ... أليس الأثر النفسى الذى يصل إلى وجدانه من مادة هذا الكتاب هو نفس الأثر النفسى الذى يصيبه من جراء قراءة مادة مجلة "طرزان"؟, أى الشعور بالدونيَّة أمام الآخر المتفوِّق, و أليس من ألَّف و حرص على تضمين الكتاب تلك الرسوم بتفاصيلها تلك ينتهج نفس سياسة مؤلفى مجلة "طرزان"؟, أى سياسة التفوق على الآخر من خلال نشر أيديولوجيا تشحنه هو بمشاعر التفوق الزائف و تجعل صورته نموذج للخير و الصفات الإيجابية, و تُشعِر الآخر بالضعف و تلصق به صورة الشر و الصفات السلبية.
    و حين وقفت حكومة " الإنقاذ" مع "العراق" فى حربه مع "الكويت", ظناً منها أن أهل السودان "عرب" أهل "نشامة" لا يخافون فى الوقوف مع الحق لومة لائم, كان شقيقى وقتها فى بيداء من بيْـد الجزيرة العربية يستقل تاكسياً منتصف الليل فى طريقه إلى موقع عمله, و كان يركب فى الأمام بجانب سائق التاكسى بينما جلس فى الخلف أحد الشوُّام و بجانبه أحد الخليجيين, و بعد فترة سأل الخليجى الشامى : من أى بلادٍ أنت ؟ فقال له من سوريا. فهلل الخليجى : هالله هالله, عرب و نِعمَ الأهل. ثم صمتَ بُرهةً و مال نحو الأمام مقترباً من أُذن شقيقى, ثم صرخَ حتى جَفَلَ أخى: أمَّا قوم " أبرهة" !! لعنهم الله لعنةً واسعة !! ... و أخى منذ أن وعت عينىَّ على الدنيا و أنا أراه يقيم الصلوات الخمسة حاضراً كما لو كان موعوداً بالجنة !
    من أجل ذلك و غيره الكثير الكثير, كان لابد من قراءة سيرة سلفنا " أبرهة" العظيم قراءة جديدة تفرِّق بين المقدس و الأيديولوجى المنحاز ضد ذواتنا و الذى يجعل من المقدس " أيديولوجية أعداء أسلافنا".


    يتبــــــــــــع ...
                  

العنوان الكاتب Date
و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ Tanash09-28-04, 01:35 PM
  Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ Tumadir09-28-04, 04:46 PM
  Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ omar ali09-28-04, 06:39 PM
    Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ Tanash09-29-04, 03:32 AM
      Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ Tanash09-29-04, 03:42 AM
  Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ Khalid Eltayeb09-29-04, 06:30 AM
    Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ Tanash09-30-04, 03:07 AM
      Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ Tanash09-30-04, 04:03 AM
        Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ Tanash09-30-04, 11:49 PM
          Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ Rawia10-01-04, 06:03 AM
            Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ Ahmed Elsharif10-01-04, 10:49 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de