|
**** حين ذبل الياسمين*****
|
هكذا هي الدنيا لا تعطي إلا القليل ولكنها تأخذ الكثير ... لايبقي من الورد إلا الفتات ولا من الجمر المتقد إلا الرماد ونصل السكين الحاد بقدر ماهو مفيد هو قاطع وبتار ولاتعرف معني الامل تلك الصبية الجميلة ولا تلك لطفلة التي تلهو بلعبتها غير عابئة بمن حولها ولا ذلك الرضيع الذي امسك ثدي أمه بكل قوة وكأنه يخشي انتزاعه أهو الخوف من يطعمه أو التشبث بالحياة ليكبر ... ويري كم هي الدنيا . فتاة جميلة بيضاء حورية تلهو بشعرها الاسود في عتمة الليل على صفيح ساخن تتحدي الكل بما تملك ولكن مجرد الركض وراءها وظهورها في وضح النهار لا توجد تلك الصبية بل عجوز سطر الزمن همومه في تجاعيد وجهها ونفث الظلم رياحه في صوتها رداؤها أسود وشعرها غزل من الالم والعذاب وكل من يتبعها يضيع في طرقات طويلة ومظلمة لا يشعر بالزمن ولا بمرور السنوات وانا مشيت خلفها كل تلك الاعوام لكي اكتشف كم انا ابله . نحب من لا نعرف ونكره من عرفنا نجعل من البعض نبراس نور وضياء والبعض الآخر كهف ظلمة وضياع ومحونا من قلوبناكل مشاعرنا إلا الإخاء والأشعار وفتحنافقد كان زماننا زمن العجائب والغرائب ... وجدنا فيه صندوقاً نقلبه بالجهاز لنري العالم أجمع في لوحة من زجاج ومجموعة من الاوراق تصدر هنا وهناك تحمل لنا الاخبار والاشعار وفتحنا قلوبنا ليسكنها بعض الكتاب آناس لا نعرف من هم وهل هم حقيقة أم خيال ؟ ولكننا في زمن نطق ليه الجماد وتلاعب بنا سحرة الاضواء واصوات الجنان ... كنت من الناس الذين سحرهم لون الضياء وأبحروا في بحر لا نعرف مدي له أو صدي أو ضياء ولكن أبحرنا .. وللحديث بقية
كرماوي في عينيك برضو """"
|
|
|
|
|
|
|
|
|