|
صورة الخواجه بين الواقع والخيال
|
من ينفي الآخر ينفي ذاته، لأن الآخر مكمّل للذات، ومن يختزل الآخر يختزل ذاته. ذلك أن الذات المتعددة تقتضي وجود آخر متعدّد، لقد اختزل مصطفى سعيد في رواية الطيب صالح "موسم الهجرة إلى الشمال"، اختزل الغرب إلى أنثى مستجيبة والشرق إلى ذكر فحل، فوقعت الكارثة، لقد تحوّل مصطفى سعيد الصيّاد الذي لا يشق له غبار في الإيقاع بالنساء إلى طريدة تقتنصها جين موريس بكل عنجهية وصلف. تقابل هذه الصورة الأخلاقية الشوهاء صورة دينية لا تقل عنها تشويها اعتقد لو الذاكره بخير في "عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم تبدو الأمور محسومة بشكل حاد: الغرب مادي ملحد يطوّر فلسفة وضعية، بينما الشرق هو روحاني مؤمن يطور قيما إنسانية. وفي "قنديل أم هاشم" ليحيى حقي، البطل يفقد الإيمان في لندن بسبب البنت التي أحبّها، وعندما يعود إلى مصر يستمرّ في معاداته للدين والخرافة ويحطّم قنديل أم هاشم. وبعدها يثوب إلى رشده، فصار يعالج المرضي بالزيت المقدس وبالأدوية ، أي بالدين والعلم.
كذلك درج الكثير من المثقفين علي تصوير الغرب على أنه البلاء الأعظم والطاعون المقيت والشيطان الرجيم، ويفقد بشره كل صفة إنسانية. خلافاً لهذه الصورة الساذجة يصف لنا غسان كنفاني العدو الصهيوني بأشكال مختلفة . ففي احدي رواياته يصف لنا سيده اوروبيه يهوديه علي انها سيدة مهذبة رقيقة الحواشي لا تتجلى عليها علامات الغطرسة الصهيونيةاو العدوانيه. فالآخر، وإن كان ينتمي إلى معسكر الأعداء، قد يكون إنسانياً أكثر ربما من الاخ اوالجار المحسوب على معسكرنا.
وهكذا نجد انفسنا امام اشكاليه حاده تسائلنا: هل الأنا تتناقض مع الآخر؟ هل الأنا تمثل الصديق والآخر يمثل العدو؟ أليس الأنا والآخر صديقان وعدوان معاً؟ هل هناك صراع حتمي بين الأنا والآخر أم تآخ وتكامل بينهما؟
هناك العديد من السودانيين الذين عاشو او لايزالون في بلاد الثلج قد تواصلو الي حدود ومسافات تقرب او تبعدمع الاخر الاروبي اوالامريكي او.....او.....ماذا يقولون عن الخواجات؟؟؟؟؟؟؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|