|
صغار يتوهون في سوق العمل ويرهنون مستقبلهم للضياع .. !
|
احمد حسن.. في العاشرة من العمر.. صبي معلم بالمنطقة الصناعية الخرطوم... يعمل لأن والده وامه منفصلان.. ولا يعرف مكان ابيه.. وتزوجت امه من رجل آخر اجبره على العمل والكسب لأن ذلك يصنع الرجل على حد قوله.. احمد قال انه في هذه المهنة منذ أكثر من عام وكان قد بدأ التعليم بمدرسة مايو ولم يكمل عامه الأول.. بسبب عدم الرغبة من جهة وتشجيع زوج والدته من الجهة الأخرى. وان دخله في اليوم يتراوح بين 3ـ 5 الاف جنية وان عمله طوال النهار يتمثل في تنظيف بعض الأجزاء التي تستبدل بقطع غيار جديدة. كما انه يقوم بالمناوبة مع معلمه طوال الوقت لتوفير ما يحتاجه من مفكات ومفاتيح، وانه كثيراً ما يخطئ في هذا فلا يسلم من التوبيخ او«قرصة» الزردية ان لم يقذف بالمفك في بعض المرات.
احمد قال انه يتمنى ان يمتلك ورشة في المستقبل، ويقول ان«الدراسة» لا تجلب المال.. وأنه يساعد في مصاريف البيت من دخله ولهذا يعاملونه في البيت كأحسن ما يكون، وانه لا يمانع ان يواصل تعليمه ولكن ليس الآن.
امنة هارون .. 12سنة بائعة تسالي وفول وسمسمية تتنقل بين برندات السوق العربي.. تقول انها لا تعرف شيئاً عن اسرتها وانها وجدت نفسها هكذا.. تربت في كنف اسرة لا تمت لها بصلة.. وكانت هذه الأسرة تترك لها اشغال المنزل بكاملها.. من كنس ونظافة وترتيب وغيرها من الأعمال المنزلية.. وانهم لم يدخلوها المدرسة رغم انها في مثل إحدى بناتهم.. ولهذا قررت الهرب والعمل بمفردها.. ووجدت مجموعة من البنات في مثل عمرها.. يعملن في هذه المهنة ويقمن جميعاً مع امرأة كبيرة من غرب السودان تصنع لهم الحلاوة والفول والتسالي.. يسرحن بها.. ويجلبن لها العائد.. فتمنحهن بعض المال وتوفر لهن مكاناً في منزلها يقمن فيه. آمنة تقول انها تتمنى ان تتزوج وتعلم ابناءها لأنها لا تستطيع ان تفعل هذه لنفسها الآن.. فقط تقول ان البعض يضايقهن ويظنون انهن«أي كلام» اما الكشات فتقول انهن اصبحن يعرفن طريقة«المخارجة» منها.
البشير ياسين .. 14 سنة مساعد جرسون بمطعم بالسوق الشعبي.. يعمل في نظافة المحل والمساعدة في تقطيع وتقشير الخضروات.. وكذلك تعبئة مياه الشرب للزبائن وقال: انهم في اسرتهم يعملون كل بجهده.. فلا عائل لهم بعد ان توفي والدهم.. وانه لا يمانع ان وجد فرصة للدراسة في غير وقت العمل والذي قال انه يتم بنظام الورديات ويستمر لوقت طويل. البشير قال انه يتحصل على 7 آلاف جنيه يومياً فضلاً عن انه يتناول عدداً من وجباته بالمطعم ـ وقال ان صورة انداده وهم يتوجهون الى المدارس لا تفارقه ابداً يتمنى لو استطاع ان يفعل مثلهم.. ولكن الظروف أكبر منه ولا يستطيع ان يقاومها في هذه المرحلة.. وقد يفعل مستقبلاً.
مجوك وشول .. 11سنة «صبي ورنيش» دفعته اسرته للعمل.. وقال انه يتحصل يومياً على ما بين 7 ـ 10الاف جنيه، وان خروجه للعمل جعله يتعرف على«اصحاب كثيرين».. وان لديه زبائن مرتاحين اصحاب عربات ومحلات يزورهم يومياً لعمليات التلميع التي يطلبونها لأحذيتهم.. يجلس معهم لأوقات طويلة.. ولا يشعر بالملل بعكس أيامه في المدرسة التي كان مستواه فيها سيئاً.. لأنه لا يذاكر ولا ينتبه اثناء الدروس. دينق يقول ان الخرطوم التي يأتيها من الأطراف تعجبه وخاصة منظر العربات، وان جولاته بين العمارات تجعله يتمنى ان يعمل واحدة مثلها ولهذا يؤمن بأن العمل لا التعليم طريقه لتحقيق هذا الحلم
|
|
|
|
|
|
|
|
|