|
أيها المتوحشُ الذي يخافُ عتمةَ الدِّفءِ و ينتشي بشسوعِ البحرِ و لا نهائيةِ
|
17 أكتوبر عام 1991 قدّم " محمد براده " للجزء الثاني من السيرة الذاتية للأديب المغربي الراحل ( محمد شكري ) ، و المعنونة ب " زمن الأخطاء " ، واصفاً إياه بالمتوحش الذي يخاف عتمة الدفء ... ، و ها هو شكري ينزُّ دفقاً حميماً حين يقول : " ... بين أعمى و مبصر ، حقيقةُ الشيء يختلف معناه في لمسهما و إنصاتهما . هذا ما يقوله - عادةً - المبصرون . ماذا عسى يقوله الابنُ عن موت أمه ؟ لا شيء من كل شيء . أمِنَ القطرةِ نعرفُ البحر ؟ و من حبةِ الرملِ نعرف الصحراء ؟ و الورقةُ الوحشية الخضراء هي كل الغابة ؟ هذا مثل من يحلم بالسفرِ و لا يسافر ؟ إنه يتوالدُ و لا ينتظر موسم اللقاح . أما أنا فلا طموح لي في يمين الأصفار . و ذرية الأجيال . إن الكلمات تبللت ، و الوحي اللغوي مات قديسوه . لم يبقَ لنا إلا كفاح أهرامات ذكائنا تنبعث خلاياها السابتة لتنقذنا من ركودنا في الأوان المناسب . عاش الأحياءُ قدرما يموت الأحياء - الأموات ! ... " ( محمد شكري ، زمن الأخطاء ، صفحة 235 )
|
|
|
|
|
|