|
Re: Joe Slovo Memorial Lecture (Re: Adil Ali)
|
(2-3) الجزء الثاني من ورقة الرئيس الراحل للحزب الشيوعي لجنوب افريقيا، جو سلوفو، التي قدمها عام 1991 بمناسبة احتفال الحزب بمرور سبعين عاماً على تأسيسه 1991. على المستوى النظري، طور حزبنا نظرية ثورية حقيقية تتناسب والظروف المحلية في جنوب أفريقيا اعتماداً على مفهومه ونظرته للاستعمار هناك كنمط خاص ومختلف من أنماط الاستعمار. نجح حزبنا في تطوير نظريته الثورية المذكورة من خلال استخدامه للماركسية كأداة تحليل وليس كتعليم تلقيني جامد، وهو منهج تحليلي ساعد في الوفاء بالتزامنا إزاء إحداث التحول الوطني الديمقراطي المطلوب في البلاد كخطوة أساسية على طريق الاشتراكية. هذا النهج ساعد حزبنا في تحديد هوية العدو الأساسي فضلاً عن تحديد قوى التغيير وطبيعة التعدد الطبقي للنضال المباشر. فالمسألة الأساسية بالنسبة لحزبنا لم تكن قاصرة فقط على الطبيعة الطبقية أو الوطنية لنضاله، فالحزب لم يخاطب المحتوى الطبقي فحسب للنضال الوطني أو المحتوى الوطني للنضال الطبقي في سياق أوضاعنا المحددة. من المساهمات الأخرى الرئيسية للحزب نشر مفهوم التحرر الحقيقي الذي يتجاوز مجرد الجانب السياسي مركّزاً أيضا على الديمقراطية الاقتصادية. يجب ألا ننسى ان هذه المساهمة الأيدلوجية تركت أثراً حقيقياً على مجمل الحركة الوطنية والديمقراطية، فقد ساعدت في المقام الأول على تحول المؤتمر الوطني الأفريقي إلى حركة ثورية وطنية. كان لمفاهيم حزبنا النظرية إنعاكاستها البعيدة المدى وذلك بفضل ترجمتها في الأساس إلى ممارسة ثورية حقيقية على أرض الواقع. فمن ضمن الانعكاسات الأكثر أهمية الإلتزام القوي لحزبنا بالمساعدة في بناء مؤتمر وطني أفريقي أكثر قوة وفعالية كقائد للنضال الوطني الديمقراطي بمجمله، كما أدى هذا الالتزام إلى خلق تحالف قوي ومستمر بين الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا و"المؤتمر الوطني الأفريقي" وهو تحالف قائم على أساس احترام كل طرف لاستقلالية وديمقراطية الطرف الآخر. بوصفنا حزب مستقل يمكننا القول انه كان لنا دور الريادة في تأسيس تنظيم سياسي حقيقي لم يكن على الاطلاق قائما على أساس عرقي، إذ يعود تاريخ هذه التجربة إلى منتصف عقد العشرينات من القرن الماضي عندما اختلف حزبنا مع منشئه في أوساط حركة العمال البيض. كان لنا دور الريادة كذلك في بلورة حتى الرؤية الخاصة بضرورة قيام تنظيم سياسي غير عرقي علاوة على تأكيد حزبنا عام 1929، أي قبل تأسيس المؤتمر الوطني الأفريقي، على ضرورة المطالبة بحكم الأغلبية. ليس ثمة شك في ان حزبنا، ممثلا في عضويته وهيئاته وتنظيماته، ظل خلال السبعين عاما الماضية، عندما كانت تصنَّف نقابات العمال السود في خانة الخيانة والمؤامرة، يناضل بكل جسارة في سبيل إرساء الركائز التاريخية للحركة النقابية الفاعلة التي ظهرت الآن. كما أسلفت، فان اُمميتنا اتجهت صوب الالتزام التلقائي بالسياسة الخارجية السوفييتية، ولكن على المستوى الداخلي وضعنا التزامنا بالاُممية بصورة مستمرة أمام محك النضال ضد العنصرية والقبلية والشوفينية والإقليمية. ما يمكن قوله هنا هو ان الشيوعيين لعبوا دوراً بارزاً في النضال ضد هذه التوجهات، وعندما أتت مرحلة النضال المسلح، كجزء من النضال السياسي لحزبنا جنبا إلى جنب مع المؤتمر الوطني الأفريقي، استشهد وجرح المئات من الشيوعيين وزج بالعديد من أعضاء حزبنا في السجون والمعتقلات. وفي أواخر عقد الثمانينات، عندما دعيت الحركة بأكملها للمشاركة في عملية التحوّل، لعب حزبنا دوراً رئيسياً وساعد في تحديد ورسم أساس مجتمع ما بعد النظام العنصري بما في ذلك المساهمة في وضع أسس ومبادئ الديمقراطية التعددية والاقتصاد المختلط.
حاضر الحزب الشيوعي في جنوب إفريقيا B]ماذا عن الحاضر؟ ينشغل حزبنا في الوقت الراهن بآثار المتغيرات التي حدثت في بعض مفاهيمنا الأيدلوجية الرئيسية. من الواضح، على سبيل المثال، ان أطروحة "الاستعمار ذي الطابع الخاص" في حاجة إلى نظرة خاصة، فهذا على وجه التحديد هو الواقع الذي ساعد على استمرار وضع السود كشعب مستعمَر على مدى عشرات السنين. رغم استمرار واقع الهيمنة كحقيقة حياتية في مجتمعنا، ترى هل لا يزال هذا المفهوم مستمراً على نفس المنوال كما كان عليه الحال سابقا في ضوء المتغيرات السياسية المتواترة التي نمر بها؟ ربما يكون الوقت قد حان بالفعل للمزيد من التركيز على المحتوى الطبقي الخاص بالسعي المتواصل في جبهة التحرر الوطني، إذ بصرف النظر عن النتائج التي سنتوصل إليها في نهاية الأمر، فان نهج التعددية الطبقية لقوى التغيير الرئيسية لا بد ان يظل موجوداً لأن وجود حزبنا ووجود الحركة النقابية، كقوى مستقلة وجزء من التحالف، بات أمراً حيوياً الآن أكثر من أي وقت مضى. كما من الضروري كذلك ألا ينتهي مطاف تطلعات الطبقة العاملة في ذيل قائمة الأولويات خلال حقبة ما بعد نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا. من المشاكل الأخرى التي تشغلنا في الوقت الراهن تحديد دور حزبنا الشيوعي بصورة أكثر دقة كقوة مستقلة في ضوء الإجماع الواسع الموجود الآن في أوساط التحالف حول شكل وهوية جنوب أفريقيا غداة انهيار نظام الفصل العنصري وحول الاستراتيجيات والتكتيكات اللازمة للوصول إلى هذه المرحلة. نعكف الآن كذلك على نقاش داخلي حول العلاقة بين اقتصاد مرحلة ما بعد النظام العنصري ورؤيتنا الخاصة بتحقيق المرحلة الاشتراكية في جنوب أفريقيا. ما أود تأكيده هنا هو ثقتنا التامة في ان المؤتمر المرتقب لحزبنا في ديسمبر المقبل سيتوصل إلى إجابات قاطعة ومؤكدة لهذه القضايا، كما أود كذلك التأكيد على التزام حزبنا نهجاً منفتحاً في فحص ودراسة سياساته في ضوء معطيات الواقع الجديد في البلاد. يتبع......
|
|
|
|
|
|
|
|
|