|
Re: مستقبل العلم...ومفهوم المعرفه...وعلاقتهما بالانسانية (Re: Elsadiq)
|
صحيح أن العالم ينظر الى العلم دائما من ناحية فوائده العمليّة وقيمة اسهامه فى توطيد الحضارة , وصحيح أيضا أن المجتمع الحديث مدين للعلم بكل ماهو فيه الآن من وسائل التقدم , الاّ أننى أعتقد أن وضع المسألة الخاصة بالنظرة الى العلم فى هذا الاطار انّما هو شيئ يحتوى على خطورة كبيرة فى المستقبل المنظور.....لماذا ؟
لأننى أرى أن العلم كالفضيلة , أى أن قيمته تكمن فى ذاته بغض النظر عن فوائده , أى فى كونه غاية فى حد ذاته وليس وسيلة , أى فى كونه منزّه عن الغرض (علما بأن الأغراض التى تحتاج الى العلم لتتحقق سيتم افرازها تلقائيا وعلى أى حال حتّى وان نزّهنا العلم عن الغرض, وبالتالى ستكون المثل العليا هى الفيصل فى التطبيق العملى لما يؤتينا الله من علم) .....
وصحيح أيضا أن التطبيقات العملية للعلم لها قيمتها القصوى وأهميتها العظيمة ولكنّها ليس لها قيمة مثالية من خلال النظرة التى ينظر بها الانسان الى العلم الآن, وهنا من وجهة نظرى مكمن الخطورة على كوكب الأرض فى ظل التقدم اللامعقول للعلم والتقنية وهو ذلك التقدّم الذى وصل الى حد يحتاج معه لقيم مثالية تحرّكه وتحكمه وتضبطه لتكون صمام أمان يسمح بسريان مجرى العلم فى المجتمعات البشرية فى اتجاه الخير والحق والعدل والمثل العليا ويقاوم سريانه فى الاتّجاه المضاد الذى قد يدمّر البشرية (تماما كصمامات الأوردة الدموية التى تسمح بسريان الدم فى اتجاه واحد فقط)
خلاصة ما أريد قوله هو أن الغائية التى ينظر بها العالم للعلم الآن بعيدا عن القيم والمثل العليا وبعيدا عن تقدير العلم لذاته قد تكون هى السبب فى خراب الكوكب ونكوص الحضارة البشرية فى ظل تقدّم علمى بامكان من يتملّكه لو كان أخرقا أو شرّيرا أو همجيّا...الخ أن يبيد نصف البشرية قبل مغيب شمس اليوم الذى يقرّر فيه ذلك
ويحضرنى هنا رد "ألبرت آينشتين" فى حديث صحفى على سؤال عن تصوّره للحرب العالمية القادمة , فقال أنه لايستطيع تخيّلها ولكنه يعتقد أن الحرب العالمية التى ستليها قد تكون الأسلحة المستخدمة فيها هى الحراب والسيوف
انتهي
|
|
|
|
|
|