|
المناصير .. معظم النار من مستصغر الشرر .! / عثمان مرغني - الرائ العام
|
المناصير .. معظم النار من مستصغر الشرر .!
وعدنا القاريء الكريم بأن نعود الى موضوع تهجير الأهالى بعيدا عن المناطق التي ستغمرها بحيرة سد مروي واكتمل تهجير 4% منهم..ويشكل " المناصير " غالبية المطلوب تهجيرهم بالتحديد 68% .. ورغم أن المرحلة الاولى من التهجير انتهت بسلام إلا أن تهجير " المناصير " أضحى معضلة حقيقية في غمار الشد والجذب بين ادارة السد و اللجنة التي انتخبها الأهالى لتمثيل مصالحهم .
ولأهمية هذه القضية فقد استمعت في البداية لرأى ادارة السد ممثلة في المسئول عن التهجير « احمد محمد محمد الصادق كاروري » ثم استمعت الى رئيس لجنة أهالى المناصير وعدد من أعضاء اللجنة اضافة الى بعض الاخوة المواطنين من أهالى المنطقة خارج اللجنة و تلقيت عددا مقدرا من الاتصالات الهاتفية والرسائل التي تلقي مزيدا من الضوء على القضية ..
ولكثرة التفاصيل فإنني أفضل أن أطرحها على القاريء في مقال طويل بعد غد الاثنين باذن الله وأكتفي هنا بالاشارة الى خلاصات موجزة .. أهمها أن القضية (لا) تبدو " مسيسة " بالصورة التي رسمها السيد كاروري من ادارة السد .. ولكن بعض المنعطفات الحادة فيها لا تبدو منطقية خاصة اصرار ادارة السد على عدم الاعتراف باللجنة التي انتخبها الاهالى .. وتلك قضية تبدو محيرة للغاية فاللجنة انتخبت تحت اشراف معتمد المنطقة وبوصاية قاضٍ وتبدو من الناحية الإجرائية عملية ديموقراطية لا غبار عليها وتمثل رأى المواطنين .. فموقف ادارة السد في رفض الاعتراف بها ربما فيه درجة من التعسف لا مبرر لها ..
ومع ذلك فإن مجهود ادارة السد في توفير أفضل الخيارات للمهجرين أمر لا يمكن لأحد انكاره .. ولا أرى في التفاصيل ما حاول البعض رسمه من هواجس عن تعمد الاجحاف بحق المناصير أو التحايل على حقوقهم لحساب فئة أو قبائل أخرى .. ومثل هذه الاتهامات تعكر أجواء القضية بلا مبرر وتمنح الآخرين الحق في التوجس من المدخلات السياسية التي قد تخلط بالقضية ..
عقدة الخلاف حالياً تتركز في الإختيار بين منطقة " المكابراب" أو التهجير في مواقع محلية حول بحيرة السد .. والطرفان هنا إدارة السد ولجنة المناصير لا يختلفون كثيرا في الخيارين من حيث المبدأ لكنهم يتنازعون في توصيف معنى كلمة " مواقع محلية حول بحيرة السد " .. فالمناصير يحددون مواقع معينة مباشرة على ضفاف البحيرة بينما ادارة السد تقترح منطقة اسمها "كحيلة شرق" بعيدة من بحيرة السد في اتجاه مدينة أبو حمد.
هناك عدد مقدر من اهالى المناصير يحبذون الذهاب الى منطقة "المكابراب" و البعض الآخر يفضل البقاء حول بحيرة السد .. لكن ادارة السد ترى أن منسوب البحيرة غير ثابت وقد يتخطى الحدود المقدرة له فيفيض في مناطق التهجير الجديدة .. والأحوط هو ابتعاد المواطنين بمسافة لا تقبل المجازفة.
وهناك خلاف آخر حول تقديرات التعويضات المادية .. عن الأصول من نخيل ومزارع وبيوت .. لكنها خلافات مقدور عليها باعتبار "سابقة" المجموعة الاولى التي تم تهجيرها الى مدينة الحماداب الجديدة أو " الملتقى سابقا" ..
وعلى كل حال هذه قضية قومية تهم كل سوداني وليست بحدود الخصوصية بين الأهالي المتضررين أو ادارة السد ..!! ويتطلب الأمر الاهتمام بها لأن معظم النار من مستصغر الشرر ..!
|
|
|
|
|
|