|
قرصة ياااااا ....
|
عمنا برعي كان مثلي الاعلى .... فقد كان صديقا لوالدي و كان يسكن بجوارنا. ابناؤه في مثل
عمرنا تقريبا فقد كان له ولدان و بنت. ابنه الاوسط عبد الحميد زميلي في المدرسة . و ما شاء الله
فقد تخرج ثلاثتهم من كليات الطب بتفوق؛ الاكبر من طب الجزيرة – الدفعة الثانية – و عبدالحميد و
اخته من طب الخرطوم؛ و جميعهم تخصص و تلقفتهم المنافي.
كان عمنا برعي مثالا للاناقة و الرقي؛ فقد تعلمنا منه كيفية تثبيت ربطة العنق بثلاثة طرق مختلفة؛
اذ تختلف طريقة الربط باختلاف نوعية الربطة..... او كما قال ....
كما كان مثقفا ثقافة عالية و ذا عقل منفتح و لغة انجليزية رصينة ؛ كانت كلماته منتقاة
بعناية فائقة ... كنا نحرص على التحدث معه و الاستماع اليه للاستمتاع بكلماته الفخمة و تعبيراته
الجزلة و بالذات تلك التعبيرات الانجليزية التي كان يزين بها حديثه و يكثر من استعمالها لتقريب
ما يود الاشارة اليه.
بعد سفري للخارج للدراسة و من ثم للعمل؛ لم اعد اقابله كما في السابق؛ و ان كنت احرص على
السؤال عنه في اجازاتي المتقطعة للسودان؛ و عرفت في إحداها بانه قد تقاعد بعد ان تولى منصب
وكيل الوزارة؛ لبلوغة السن القانونية .... يوم كان للوزارت وزير واحد و وكيل و احد و دونما
وزير دولة واحد.
في اجازتي السابقة للسودان؛ و في طريقي للخرطوم من سعد قشرة مستقلا احدى الحافلات العامة؛ و عند
محازاتنا لسوق الخضار – امام موقف شمبات سابقا – سمعت من ينادي على الكمساري من الخلف و
بطرقعة من اصابعه قائلا: قرصة ياااااااااااا .....
التفت تلقائيا لارى المطرقع الذي كان حينها خلفي تماما فالتقت نظراتنا؛ فاطرق قليلا و حياني
قائلا: حمدالله على السلامة يا ابني ......
ثم اردف مبتسما: نعمل شنو بس ......
|
|
|
|
|
|