هــل بالطلــول لــسائــل ٍ ردُّ ***أم هـــل لهـــا بـتكلّم ٍ عهـدُ
دَرَس الجديدُ ، جديدُ معهدها ***فــكأنمـــا هــي ريطــة جردُ
من طول ما تبكي الغيوم على***عَـــرَصــاتِهــا ويقهقــه الرعدُ
وتــلُـــثُّ ســـاريـــةٌ وغاديـــةٌ ***ويــــكرُّ نحــــسٌ خلفه سعدُ
تـــلــقـــاءَ شــاميــةٍ يمانيــة ***لــهــا بــمــورِ تُــرابـها سَردُ
فكست بــواطنها ظواهرهـــا ***نــــوراً كـــأن زهـــاءه بـــــرد
فوقفت أسألها ، وليس بهـــا ***إلا الــمهـــا ونـــقــانــق رُبد
فتبادرت درر الشؤون عــلــى ***خـدّي كـــمـا يتـــنــاثر العقد
لهفي على(دعد)وما حفلت ***بـالاً بــحــرِّ تلــهفـــي دعــدُ
بيضـاء قـــد لبس الأديم بها ***ء الحسُن ، فهو لجِلدها جِلـــد
ويــزيـــنُ فـــوديها إذا حسرت ***ضــافـــي الغدائر فاحمٌ جَعــد
فــالوجـه مثل الصبح مُبيضٌّ ***والشعــر مــثــل الليل مسودُّ
ضــدّانِ لـمـا استجمعا حسُنا ***والضــدُّ يــظهــر حُسنه الضــدُ
وكـــأنهـــا وسنَــى إذا نظرت ***أو مـدنـف لــمَّــا يُفِـق بـــعـــد
بــفتــور عيــن ٍ مــا بهـا رمَدٌ ***وبـــهـــا تُــداوى الأعين الرمدُ
وتــريـــك عِـــرنـيـناً يــزيّــنـه ***شـمــمٌ ، وخــداً لــونــه الوردُ
وتــجيــل مسواك الأراك على ***رتـل ٍ كــأن رضـــابــه الشهـد
والــصـــدر مــنهــا قــد يزينه ***نــهــدٌ كــحــقِّ العاج إذ يبدو
والمعصمانِ ، فما يـرى لهمـا ***مـــن نــعمــةٍ وبــضاضةٍ زنــد
ولـــهـــا بـنــان لـــو أردت له ***عــقـــداً بــكفـــك أمكن العقد
وكـــأنمــا سُـــقيــت ترائبها ***والنحـــرُ مـــاءَ الــورد إذ تبــدو
واسترسل في ذكر أوصافها إلى أن قال:
مــا عابها طــول ولا قِــصَـــر ***فـــي خلقهــا ، فقوامها قصـد
إن لم يكن وصل لــديك لـنــا ***يشفي الصبابة ، فليكن وعــد
قــد كــان أورق وصلكــم زمناً ***فــذوى الـــوصــال وأورق الصد
لله أشــواقــي إذا نــزحــــت ***دار بـــنـــا ، وطـــواكـــم البعــد
إن تـــتهمــي فـتهامة وطني ***أو تــنجــدي ، يكن الهوى نجدُ
وزعمـــت أنـك تضمرين لـنـا ***وداً ، فــهــلاّ يــنفــع الــــــودُّ !
وإذا المحب شكـا الصدود ولم ***يـــعطـف عليـــه فقتلــه عمد
نختصُّها بالود ، وهي علــى ***مــالا نــحــب ، فــهكذا الوجـــد
أو مـــا تــرى طمــريَّ بينهما ***رجـــل ألــــحّ بـــهــزلـــه الجـد
ولـــقــد علمــتُ بأننـــي رجلٌ ***فــي الصالحــاتِ أروحُ أو أغـدو
سلمٌ على الأدنى ومرحمـــةٌ ***وعــلى الحـــوادث هــادن جَلدُ
مـتـجلبــب ثـوب العفاف وقــد ***غــفــل الــرقيـب وأمــكـن الوِردُ
ومجانبٌ فــعـل القبيح ، وقـــد ***وصــل الحبيب ، وساعد السعد
ليــكــن لــديــكِ لسائـل ٍ فــرجٌ ***أو لــم يكـــن.. فليحسن الـردُّ
وغداً نعود اليكم بالجديد اعزائي فانتظروني ولا تملو" من الغيركم بشيل صمتي ويعبر عنو بالكلمات"