الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي (Re: TahaElham)
|
Quote: نحو حزب ديمقراطي للوسط ويسار الوسط السوداني
عادل عبدالعاطي
تطرح الظروف الحالية ؛ المتمثلة في عجز المعارضة السودانية ؛ الممثلة في التجمع الوطني الديمقراطي وحزب الامة ؛ وافلاس وانهيار نظام الانقاذ ؛ والذي لا يزال باقيا في الحكم فقط من جراء ضعف معارضيه ؛ كما المتمثلة في المفاوضات الدائرة بين النظام والحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ لاقتسام السلطة بينهما ؛ بعيدا عن راي وتطلعات الجماهير الشعبية؛ تطرح ضرورة تكوين حزب ديمقراطي في السودان ؛ يعبر عن القوي الديمقراطية والليبرالية ؛ ويملأ الفراغ السياسي العريض في وسط ويسار وسط الخرطة السياسية السودانية.
ان هذه الخرطة ؛ كما نراها اليوم ؛ تعاني من اختلال قاتل ؛ اذ انه علي يمينها نجد الحركة الاصولية بشقيها - المؤتمرين الوطني والشعبي - ؛ والاحزاب الطائفية ؛ بينما علي يسارها نجد الحزب الشيوعي والتجمعات اليسارية والقومية الصغيرة ؛ كما نجد علي تخومها حركات غير واضحة في توجهاتها الايدلوجية والسياسية ؛ مثل الحركات الاقليمية والجهوية والعسكرية؛ تاركة بذلك فراغا عريضا في منطقة الوسط ويسار الوسط ؛ لم يجد التعبير السياسي والتنظيمي عنه ؛ لكما لم يجد التعبير عنه علي مستويات التوجهات الاقتصادية او الفكرية.
اننا نري انه قد اتي الوقت لمل هذا الفراغ؛ ولايجاد هذا التعبير السياسي ؛ كما نطرح ان يكون هذا التعبير ؛ في صورة حزب ديمقراطي ليبرالي ؛ واضح في توجهاته وبرامجه ؛ ومبدئي في تعامله مع اعضاءه والجماهير ؛ وقائم علي المؤسسات ؛ لا علي الافراد او الاسماء او العقائد؛ ومستشرف لافاق الغيير والتجديد في الحياة السياسية والاجتماعية السودانية
ونحن اذ نطرح ان يكون هذا التعبير في شكل حزب؛ فذلك كون الحزب السياسي هو الاداة الامثل للعمل السياسي ؛ ولان مختلف اشكال الحركات والتجمعات والجبهات والتحالفات ؛ انما تعبر من جهة عن عدم وضوح نظري وسياسي ؛ ومن الجهة الاخري تعبر عن تعامل تكتيكي ووقتي ؛ تجاه الواقع السياسي ؛ في حين ان الحال السوداني يحتاج الي معالجات جذرية واستراتيجية.
كما نطرح ان يكون هذا الحزب حزبا ديمقراطيا ليبراليا ؛ وذلك لان كل محاولات السيطرة والتسلط ؛ من مواقع اليمين او اليسار قد فشلت فشلا مرا ؛ في الاستجابة لمطامح الافراد والشعوب ؛ علي مستوي السودان والعالم ؛ وكذلك لان الديمقراطية كنظام حكم قد اثبتت انها الشكل الارقي لادارة الصراعات الاجتماعية والسياسية ؛ ولان الليبرالية الفكرية والسياسية والاقتصادية قد اثبتت انها الطريق الاكثر نجاعة لموازنة واشباع حاجات الفرد والجماعات.
اننا نعتقد ان غياب وجود حزب ديمقراطي للوسط ويسار الوسط في السودان ؛ قد انعكس سلبا علي مجمل التطور السياسي للسودان ؛ في تاريخه الحديث ؛ حيث فرض علي السودانيين اما الانتماء الي احزاب طائفية عتيقة ؛ او التوجه شطر قوي عقائدية متطرفة ؛ او الرجوع الي ولاءات جهوية وعرقية واقليمية ضيقة ؛ وهي جميعها اختيارات صعبة ؛ ولا تعبر عن تيار عريض من المواطنين السودانيين ؛ ممن خرج عن اسار الطائفية والجهوية ؛ وممن نفر عن تحجر العقائدييين من اليسار واليمين ؛ وممن سعي الي البحث عن تطور ايجابي ومتزن ومؤسسي للسودان ؛ يخرجه من آسار التخلف الاقتصادي والاجتماعي ؛ دون ان يدخله في دوامة من التجارب الايدلوجية العنيفة والقسرية.
ولقد تمت عدة محاولات لانشاء احزاب من هذا القبيل ؛ سواء من مواقع الوسط ؛ او يسار الوسط ؛ كان الحزب الوطني الاتحادي اولها ؛ ولكن تجربته افرغت من مضمونها ؛ نسبة لافتقاده للبرنامج العلمي ؛ واعتماده علي نفوذ القياده الكارزمية؛ وارتماؤه فيما بعد في احضان الطائفية ؛ ثم كانت المحاولة من اليسار في صورة الجبهة المعدية للاستعمار في الخمسينات ؛ والحزب الاشتراكي وجبهة القوي الاشتراكية في الستينات ؛ وهي تجارب اجهضها التحجر الايدلوجي ؛ وكنها لم تات نتيجة قناعة حقيقية بها ؛ وانما كغطاء شرعي لنشاط اليسار السوداني حينذاك.
واذا كانت الحركة الطلابية ؛ قد شكلت لفترات طويلة ترمومترا لقياس درجة الحرارة السياسية في السودان ؛ فان السبعينات والثمانينات من القرن الماضي؛ قد شهدت مولد الحركة الطلابية المستقلة ؛ ممثلة قي مؤتمر الطلاب المستقلين ؛ والتي حاولت التعبير عن الوسط المغيب ؛ ونجحت تجربتها الي حد كبير ؛ في الوسط الكلابي؛ حيث اصبح المؤتمر في جامعات ومعاهد عدة؛ التنظيم الثاني بعد الاتجاه الاسلامي ؛ ولاعبا اساسيا لا يتم شي من دونه في تلك الجامعات .
ثم حاولت الحركة المستقلة نقل تجربتها الي الفضاء الوطني ؛ حينما كونت حزب المؤتمر الوطني بعد الانتفاضة ؛ بقيادة المرحوم عبدالمجيد امام ؛ وقد افرزت هذه التجربة ادبا سياسيا وكوادرا ؛ لعبت ادورا كبيرة حينها وفيما بعد في المشهد السياسي ؛ الا انها انتكست لعدم الوضوح البرامجي ؛ والضعف التنظيمي ؛ والتمترس حول مسميات واشكال وقيادات ؛ تجاوزها الزمن ؛ ولم تستطع هذه الحركة ان تتاقلم لتغيراته بسرعة ؛ فكان ان سرق منها حزب النظام الحالي اسم حزبها ؛ وكان ان تقسمت كوادرها ؛ ما بين من بقي في اطره القديمة ؛ ومن انضم لاطر جديدة - قوات التحالف - ؛ ومن اصبح خارج الاطر التنظيمية التي ضاقت عليه ؛ وما عادت تستوعب الحاجات الجديدة.
والواقع السياسي الجديد.
كما شهدت فترة نهاية الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي؛ بروز تنظيمات جديدة في الوسط ويسار الوسط الطلابي ؛ نذكر منها تنظيم المحايدين ؛ كما نذكر منها تنظيم القوي الديمقراطية المستقلة في الهند ؛ والذي حاول خريجوه تطوير تجربتهم ؛ بتاسيس تنظيم ديمقراطي مستقل ؛ وغيرها ؛ وقد كان لكل هذه التجارب ايجابياتها وسلبياتها ؛ ورغم ان بعضها اصبح تاريخا ؛ ورغم انه قد تفرقت السبل بالقائمين عليها ؛ فانها قد اوضحت عمق الحاجة الملحة ؛ لبروز تنظيم ديمقراطي يعبر عن الوسط ويسار الوسط السوداني ؛ ثم لا يقتصر فقط علي الطلاب.
ان فترة التسعينات ؛ وحتي يومنا هذا ؛ قد شهدت محاولات لتاسيس حزب من هذا القبيل ؛ نذكر منها حركة القوي الديمقراطية - جاد- ؛ وحركة القوي الجديدة - حق - بجناجيها ؛ وحركة التحالف -التحالف الوطني وقوات التحالف السودانية -؛ واخيرا الحركة الديمقراطية الاجتماعية ؛ وغيرها ؛ ولكن كل هذه الحركات كانت في اغلبها اما انشقاقات عن احزاب قائمة ؛ تركت ظروف الاتشقاق تااثيرها علي بنيتها وتطورها اللاحق؛ او نكت ملتفة حول قادة ؛ لا حول برامج ؛ او كانت تحالفات لقوي متعددة متباينة في توجهاتها ؛ وتهدر عظيما من الجهد ؛ في سبيل ان تحافظ علي وحدتها ؛ وان تتحدث بلسان واحد ؛ اكثر مما تبذله في العمل السياسي والوطني الحقيقي.
اننا رغم احترامنا لكل هذه المجهودات ؛ ورغم تشجيعنا لخطوات اقترابها وتفاهمها واندماجها ؛ الا اننا نري انها لا تسير في الطريق الامثل؛ لتكوين البديل المعبر عن الوسط ويسار الوسط السوداني . وياتي تحفظنا من ان بعضها يتقوقع ما يزال في اليسار؛ مهملا للوسط ويسار الوسط؛ وان بعضها غامض التوجهات او فاقدها ؛ ومن ان في اغلبها قيادات ذات تاريخ وتجارب واسقاطات ايدلوجية مؤثرة ؛ تمنعها من التحول الي قيادات وطنية فاعلة ؛ كما انها في معظمها تحالف لتنظيمات ؛ وليس للعضو المفرد الذي لا ياتي من موقع تنظيم سابق ؛ من مكان له في وسطها ؛ اذا ما اراد المساهمة الحقيقية في عملها ونشاطاتها.
اننا نري الطريق الامثل يمر عبر تكوين حزب جديد كلية ؛ يقوم علي برنامج واضح ومحدد ؛ وينضم الاعضاء اليه علي اساس فردي ؛ ومن واقع الاقتناع بالبرنامج ؛ لا الانتماء لايدلوجية ؛ وبذلك تتحقق المساواة التامة لهم في اطر الحزب منذ لحظة البداية ؛ كما نري ان يقوم الحزب منذ البدء علي مؤسسات ديمقراطية ومدنية راسخة ؛ تخط تفاصيلها في انظمته ولوائحه ؛ ويتم التقيد بها حرفيا؛ ويكون الدخوال الي الحزب والنشاط فيه ؛ محكوما بها ؛ وخاضعا لها في المقام الاول والآخير.
كما نري ان هذا الحزب ينبغي ان يتوجه الي الشباب والنساء في المقام الاول ؛ وان يتيح لهم امكانية القيادة ؛ فقد آن الزمن لاجراء تغيير الاجيال المرتقب والضروري في السياسة السودانية ؛ وسوف يكون قيام الحزب الجديد ؛ بعناصر شبابية جديدة ؛ لا تدعمها سطوة الاسم او الطائفة او الكهانة الايدلوجية ؛ بمثابة صمام امان اضافي ؛ يحمي الحزب من امراض القيادات الفردية والابدية المسيطرة ؛ ويجعل عامل ربطه للعضوية ؛ وجاذبيته لللجماهير؛ لا يكمن في القيادة الكارزمية ؛ او الانتماءات الجهوية والعقائدية ؛ وانما يكمن في جاذبية برنامج الحزب ؛ وتفوق مؤسساته السياسية علي مؤسسات - او عدم وجود مؤسسات- من تنافسه من الاحزاب الاخري.
ان سقوط الايدلوجيات المدوي ؛ سواء كان في العالم او في المنطقة ؛ بدءا من الماركسية ؛ وممرورا بمختلف الايدلوجيات القومية ؛ وانتهاءا بالاصولية الاسلاموية والتي نشهد احتضارها في ايران والسودان ؛ يجعل من الضروري بروزاتجاه تطبيقي جديد ؛ لا ايدلوجي ؛ يبني نشاطاته علي هدي المصالح العامة ؛ والبرامج العملية ؛ ودراسة الواقع وتحليله ؛ وتقديم الحلول له ؛ في كل لحظة من لحظات تغيره ؛ دون التحجر في مقولات ايدلوجية وبني اجتماعية عفي عليها الزمن.
كما ان الازمة الخانقة التي يعيشها الوطن ؛ والتي فشلت معظم النخبة السياسية الحالية؛ بمؤسساتها واحزابها العتيقة ؛ عن تقديم الحلول لها؛ وتجاوزها في اطار مدني ومؤسسي وسلمي؛ انما تفرض الحاجة لبروز مؤسسة سياسية جديدة؛ متحررة من قيود واسقاطات نخبنا الهرمة ؛ ومصالحها الضيقة ؛ وتصوراتها القاصرة ؛ تكون مهمتها مقاربة الاجيال الجديدة؛ وتمثيل المواطن السوداني الكريم؛ في مقام القرن الحادي والعشرين ؛ وبما يحقق له امكانيات التطور والرخاء والكرامة.
ان هذا كله ؛ يدعونا الي الدعوة والعمل ؛ من اجل حزب ديمقراطي ليبرالي ؛ يعبر عن الوسط ويسار الوسط الوسط في السودان ؛ ويشكل بديلا سياسيا متكاملا وناضجا ومستقلا؛ يمكن ان تتوجه اليه الاجيال التي اضناها الانتظار؛ واحبطتها القيادات القديمة المرة تلو الاخري؛ وهي تنظر الي بلادها وهي تتراجع القهقري؛ والي مجتمعها وهو يتفكك؛ والي احلامها وهي تهرب من بين اليدين.
وفي سبيل هذا العمل وتفاصيله؛ ندعو كل المهتمين للمساهمة والتفاكر والاتصال.
عادل عبدالعاطي
17-09-2003 |
المصدر والمرجع www.liberalsudan.org
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | TahaElham | 07-07-04, 09:59 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | TahaElham | 07-07-04, 10:17 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | TahaElham | 07-07-04, 10:40 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | تاج السر حسن | 07-07-04, 12:50 PM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | TahaElham | 07-07-04, 10:51 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | PLAYER | 07-07-04, 11:13 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | Sinnary | 07-07-04, 01:55 PM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | TahaElham | 07-07-04, 07:37 PM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | mekki | 07-08-04, 03:39 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | مراويد | 07-08-04, 04:35 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | أحمد أمين | 07-08-04, 04:51 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | Sinnary | 07-08-04, 05:38 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | محمد حسن العمدة | 07-08-04, 06:49 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | TahaElham | 07-08-04, 05:59 AM |
Re: من مذكرات مؤسس الحزب اليبرالي . المفكر الناقد عادل عبد العاطي | Sinnary | 07-08-04, 07:24 AM |
|
|
|