|
Re: ما هو دافعك العميق لتتواجد هنا ..هل مشروع معرفي ؟؟ ام تواصل اجتماعي (Re: luai)
|
العزيز/ طه جعفر
تحية طيبة
موضوعك المطروح للنقاش, موضوع جاد, لانه يلخص لنا و ببساطة , الازمة التي ادخلنا فيها انفسنا, و بدون اي مبرر, بمعني اخر, يا طه (نحن) شنقنا انفسنا بحبل رفيع.
نعم يا طه يا عزيزي (نحن) نعترف باننا نعيش في داخل هذا المنبر, بعقلية المجتمع -ما قبل الرعوي... لان للرعاة قيم و اخلاق و معان انسانية كثيرة, اذ هم يسهرون الليالي من اجل راحة مواشيهم او ابقارهم او ابلهم ...الخ, فهل نعمل (نحن) هذا في هذا المنبر؟
يا طه يا عزيزي (نحن) لا نحترم تجارب بعضنا البعض, فلكل منا تجربة انسانية, مهما كانت متواضعة, و لكننا ندوس عليها و بمسميات شتي, حتي نغتالها نهارا جهارا, ثم نزحف (سويا) للقضاء علي التجربة الاخري و هكذا اغتياليك.
يا طه يا عزيزي, (نحن) لا نعترف باخطاءنا افرادا او جماعات , و عندنا الحكاية تتلخص في مثل بسيط (عنز و طارت).
يا طه يا عزيزي (نحن) لا نري في بعضنا البعض الا (الشر المستطير), فلا وجود لجوانب ايجابية لاي شخص (نختلف ) معه, فقد امدحك (بالفيك و بالمافيك) و لكني سأستل لك (ذنبي) بمجرد اختلافي معك في امور لا تقدم بل تؤخر, و قد نصل مرحلة عدم رد التحية في المنبر, في نفس الوقت الذي نتشدق فيه بالديمقراطية و دولة سيادة القانون, حتي افرغنا كل ذلك من محتواه... و الغريب في الامر, بان بعض الصغائر يقوم بها من يقدمون انفسهم (برجالات الدولة القادمة او نساء الدولة القادمة)!!
يا طه يا عزيزي (نحن) نقاتل بعضنا البعض من اجل (البطولة المفقودة), اكثر من مصارعتنا للامراض السياسية الكبري, التي يجب ان نصارعها.
يا طه يا عزيزي (نحن), لا نتحري الصدق و الامانة في ما نقول, فان كنت انت صديقي و سمعت منك معلومة عن (عدو ) لي في المنبر, فلم ابذل جهد يذكر للتاكد من مدي صحة ذلك, و لا نسأل انفسنا ما هي الفائدة التي سنتحصل عليها من نشر هذه المعلومة؟ بل نختطفها ختطفا و نجري بها حتي نصل بها الي (ميدان المعركة)!!
يا طه يا عزيزي (نحن) قوم(نفرش)( بضاعتنا) في وسط (سوق) كبير يبيع كل شخص منا بضاعته بالثمن الذي يريحه, علما بان الشاري دائما صديق او زميل او رفيق او جار في الحي ...الخ, و لاتوجد كلمة يفتح الله و يستر الله, في عمليتي البيع و الشراء, فهنالك اتفاق مطلق, هو الذي اضر بحوارنا هنا , فلا ضوابط مكتوبة و لا جمارك و لا حرس حدود, لان الضابط الوحيد الذي كان يجب ان يحكمنا في ظل غياب الضوابط المكتوبة, هو الضابط الاخلاقي, و لكنه قد تم اغتياله و تصفيته باسم حرية التعبير.
يا طه يا عزيزي (نحن) كنا نحلم بتجربة نقدية جديدة و لكننا اعدنا انتاج نفس ازماتنا السابقة, فاصبحنا نبيع نفس العصائر القديمة و لكن في (جركانات سياسية ) جديدة, لذا لا فرق بين (دعاة السودان الجديد) و (دعاة العهد القديم) , فالحال من بعضه. فقد يتقاطع احد (دعاة السودان الجديد الشعاري) مع احد (عودة الديمقراطية), و في نقاط جوهرية كثيرة, حتي لا تعرف اين الفرق؟ وهذا التقاطع قد ينتج عن علاقة زمالة او صداقة ...الخ , و لكنه (قطع شك) لا ينتج عن موقف منهجي واضح.
يا طه يا عزيزي (نحن) نقدس افكارنا او الافكار التي نتبناها و نقدس كذلك الاشخاص و الزعماء , فالزعيم منا هو المؤسسة وهو قادر علي كل شيء , فالزعيم قبل المؤسسة و ليس العكس... و حتي (اتفاق السلام الاخير) الذي ايده البعض منا, ما هو الا سلام بين اشخاص و زعامات و لكننا باركناه و بدون حتي حرج... فماذا سيحدث مثلا لو ان البشير اصبح ميتا في سريره؟ و علي عثمان سقطت طائرته, و جون قرنق اصيب بنوبة قلبية؟ فاين سيذهب (مشيريع السلام ) هذا؟
يا طه يا عزيزي هذا هو الجزء اليسير من واقعنا السوداني المصغر في هذا المنبر... رضينا بذلك ام لم نرض, مع اننا غير راضين البتة.
اسف جدا للاسهاب و لكني شعرت بصدق سؤالك, لذلك (سرحت) و (حلمت) احلام مشروعة... و ساعود الان, لمحاولة الاجابة علي سؤالك المنطقي و الموضوعي, فعن نفسي يا طه يا عزيزي, اتيت لهذا المنبر, لكي اتعلم من الجميع و من غير اي فرز, لانني مقتنع بنسبة كبيرة جدا, بان لكل انسان تجربة, تستحق الوقوف و التأمل , لانها ستضيف لي الكثير, و لا ابحث عن اي قلم كبير, مع احترامي لهم اجمعين, فمنهم اساتذتي في مدرسة الحياة و في الجامعة , علي سبيل المثال العزيزان عبد الله بولا و نجاة محمد علي, اللذان كنا نأمل في استمراريتهما, لاننا لم نقتنع باسباب تركهما للمنبر, و ما كانت دي المحرية فيهما, هذا مع احترامي لكليهما .... هذا باختصار شديد رأي وهو محاولة رد علي هذا السؤال موضوع البوست و حبل الود موصول يا طه و التحايا لاسرتك الصغيرة و دمت... وطبعا من خلال التعلم, قد تنتج لنا علاقات اجتماعية, نرحب بها , لاننا من فصيلة (الحيوانات الاليفة)!!
|
|
|
|
|
|