|
اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي
|
عزيزي أبوبكر القاضي،
أخطأت في حقك خطأ فادحاً، فأرجو مخلصاً أن تقبل اعتذاري. وعندي أن من يخطئ، واجـــــــب عليه الاعتــــــذار. وإن لم تقبل اعتذاري فإني سأتفهم، لأن مقدار الأذى الذي سببته لك غير لائق باي إنسان حر متمثل بأبسط قيم شعبنا الأبي الطيب الهمام، غير المقذع، ولا النمام، وغير اللماز الهماز. عرف شعبنا ببغضه للأذى، وأني لأرجو أن تقبلني على علاتي. وهي كثيرة، منها غضبي، الذي دعاني للاشتطاط والفجور في الخصومة. وليس لفاجر صليح، وليس لفاجر نصيح، لأنه لا ينتصح بنصح النصحاء. وإني لأرجو ألا أكون همازاً، لمازاً، فاجراً، لا ينتصح. وإني لأرجو أن تعييني على ألا أكون كذلك. نصحني الناصحون، الكرام، من أمثال صديقي وصديقي الحبيب الأستاذ الريح حسن خليفة، هذا الرجل الخلوق، سمح الطباع. كما نصحني الإبن الفاضل قصي همرور في عتاب ومحبة، كما نصحني آخرون عبر مساهماتهم في هذا الفضاء البريح، الذي لا يجب أن يصدر في أجوائه العطرة غير أنسام الحرية، وسعة الأفق، وطيب السجايا، واحترام الرأي الآخر والتفاني في الغيرية، لانه في أصل الوجود لا غيرية، لأن الواحد كتب على نفسه وعلى خلقه، إن في الآن أو المآل، حسن الخلق، لأن ربي على سراط مستقيم. وهو تعالى يتجلى لنا لنعرف بأنه هو مصيرنا المحتوم، وليس عند الله، حيث لا حيث، وعند لا عند، غير الهير المطلق والجمال المطلق.
وأطمئنك بأنني اعتذر لك، أخي أبوبكر في هذا الخيط المنفصل عن مكان مساهمتي تلك، الظالـــمة. ذلك لأنه –كما قال أخي الحبيب عمر هواري- كان الأوجب (بسبب التربية التي ربانا عليها الأستاذ محمود محمد طه) أن أكف أذاي عنك مهما تأذيت منك، وأن أتحمله. هذا إن عجزت عن أن أقوم بتوصيل الخير لك ولغيرك من الناس لأنك لا تصدر عن شئ إلا هو من الله يريد أن يعلمنا به، وأن ينبهنا عما غفلنا عنه، وقد غفلنا عن الكثير منذ أن غدرنا بأبينا الأشم الأستاذ محمود مخمد طه، الذي لم يؤذ نملة. ربما تعرف قصة الأستاذ عوض الكريم موسى والنملة مع الأستاذ محمود، ولكني أحكيها هنا للتنوير. كان عوض جالساً في وجبة على البرش مع الأستاذ وآخرين، فقرصته نملة، ففرمها على البرش، فرمة لم تبق لحياتها أثراً. فسأله الأستاذ "دا شنو العملتو دا يا عوض؟" فقال له عوض "لكن ما عضتني، يا أستاذ." فقال له الأستاذ "لكين إنت ما كتلتها." يريد بذلك بأن العقاب لم يكن من جنس العمل، خل عنك أن تعاقب نملة كانت تتناول وجبتها مثل ما كان هو يتناول وجبته، ولم تكن تدرك بأنها تفعل جرماً. ****************
سيداتي وسادتي القراء الكرام،
كان يجب على إلا أفجر في الخصزمة. فقد كان ممكناً أن أتناول ماطرح الأخ أبو بكر بكل أدب، دون تجريح لمشاعركم، ودون إسفاف، ودون الخروج على اللياقة العام، التي يستوجبها تكوين الرأي العام السمح وفق شعار "الحرية لنا ولسوانا،" الذي تربينا على العمل به بصرامة شديدة طيلة فترة نشاطنا العام، بمن فينا الأخ أبوبكر القاضي أعتذر أشد الاعتذار عن كل كلمة كتبتها كانت مؤذية لكم، فقد تجنيت على طيب معدنكك وكريم خصالكم/ وحسن ظنكم الكبير بنا باعتبارنا تلاميذ للأستاذ محمود محمد طه، الذي لم يفجر قط في الخصومة. وفي رواية عنه يوم قدم محاضرة في الأبيض فجرح أحد المعارضين جبهته الشريفة، فصار يدمي، عبرة لمن يعتبر منا ومن الناس كافة. فحين هم جهور الحضور على القبض على الجاني وحاولوا أذيته أو قبضه ليودع لدى الشرطة، زجرهم الأستاذ زجرة شديدة مشدداً على أن ينصرفوا من الرجل وأن يتركوه وسبيله، قائلاً بأنه لولا أنه استحق هذه العقوبة وهذا الجرح النازف لما ساقه الله له الجاني لكي ينهه لعيب فيه، لافي الجاني وحده. ذلك لأنه يرى بأن الجاني لا يتصرف إلا بأمر من الله، الذي لا يفلت من إرادته أية فالتة في حركاتنا أو سكناتنا. لقد أهدرت حرمة هذا المستوى من التربية، واهدرت بذلك معنى أن أكون تلميذاً للأستاذ محمود محمد طه، فاستحققت، بجدارة، زجر الزاجرين، وشماتة الشامتين، ونصح الناصحين. وإني لأرجو أن أكون قد انتصحت، حتى تقلب سيئتي المشينة هذه إلى حسنة.
أسال الله أن يغفر لي ذنبي وما قدمت يداي، وأن يعينني على التحكم في غضبي. وهنا أيضاً لا أقوم بغير الواجـــب، ليس أكثر, ومن يتقاعس عن الواجب فهو خانع، خائب. أخطأت فاستحققت الإدانة والنصح الصادق من كرام بني بلدي الصالحين. وإني لمباهٍ بكم أهل الأرض لأنكم قوم، من صلب شعبي الناصح النصوح، الذي لا يخشى عند واجب قولة الحق لومة لائم. أهلي السودانيون لا يجاملون الناس، ولا يتحاملون عليهم، إلا بالقسط، أو هكذا يجب أن يكونوا، وهم الكرام الحنان الطيبون. أرجو أن تقبلوني على علاتي في ركبكم الميمون. كما أرجو صفحكم، فإن صفحكم من صفح الله الغفور، العفو، الكريم، الحليم.
قال عنكم الأستاذ محمود محمد طه أنكم معلمين للشعوب. وها أنتم تثبتون أنكم تعلموني كيف أكون منكم. بشرى لمن حشر في زمرتكم، يا أبناء شعبي الأصيل، الشعب السوداني، معلم الشعوب كما يقول الأستاذ محمود. وفي هذا قال ما معناه، لا يغرن أحداً كون السودان جاهلاً، خاملاً، صغيراً، فإن الله قد حفظ على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء الارض باسباب السمــــــــــــاء!!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | Haydar Badawi Sadig | 01-23-07, 05:10 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | بدر الدين الأمير | 01-23-07, 06:10 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | طلعت الطيب | 01-23-07, 06:25 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | Haydar Badawi Sadig | 01-23-07, 06:34 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | Haydar Badawi Sadig | 01-25-07, 11:22 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | شكرى سليمان ماطوس | 01-23-07, 06:27 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | نادر | 01-23-07, 06:33 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | osama elkhawad | 01-23-07, 06:54 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | Faisal Al Zubeir | 01-23-07, 07:00 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | محمد البشرى الخضر | 01-23-07, 09:31 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | فاروق حامد محمد | 01-23-07, 12:51 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | محمود الدقم | 01-23-07, 02:58 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | الطيب بشير | 01-23-07, 03:20 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | elsawi | 01-23-07, 04:36 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | بدر الدين الأمير | 01-23-07, 08:19 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | عاطف عمر | 01-23-07, 09:46 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | عمار عبدالله عبدالرحمن | 01-23-07, 10:18 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | JOK BIONG | 01-23-07, 09:59 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | Yassir Tayfour | 01-23-07, 11:02 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | أحمد الشايقي | 01-24-07, 01:25 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | معتز القريش | 01-24-07, 11:17 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | Yasir Elsharif | 01-24-07, 11:51 AM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | Kamal Karrar | 01-24-07, 12:26 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | مازن عادل عبدالغني | 01-24-07, 07:40 PM |
Re: اعتذاري الشديد لأخي وصديقي أبوبكر القاضي | Haydar Badawi Sadig | 01-25-07, 05:26 AM |
|
|
|