الشكر الجزيل للأخوين الكريمين د.ياسر وعمر عبد الله هوارى، فقد كفياني الرد على نقاط الأخ السنجك الأخيرة.
أرجو أن تعلم أخي السنجك بأن فينا، نحن الجمهوريين، وأنا منهم، من يقول بقولك بأننا نحتاج أن نلتحم بالواقع أكثر. وقد كتبت في ذلك مئات الصفحات في جدلناالداخلي كجمهوريين، كما تم تسجيل مئات الساعات في توثيق الحوار الشفاهي الدائر حولها. نقوم بكل هذا الحوار كما لا، ولم، تقم به جماعة دينية أو سياسية على مر التاريخ.
ولهذا السبب فإننا لم، ولن نندثر، كما تظن.
فنحن نعي دور الواقع في تشكيل طرائق تفكيرنا. كما نعي أهمية دورنا في تشكيل واقع جديد. ولهذا فإننا غير متعجلين، وإن كان بعضنا أكثر عجلة من البعض، وأنا من هؤلاء، في التفاعل مع الواقع لتغييره. ولأن الله لا يعجل بعجلة أحدنا فإني أتفهم حجج غيري من الأخوان الجمهوريين والأخوات الجمهوريات الذين لا يرغبون في العمل العام في الوقت الراهن، وإن كنت لا أوافق عليها تمام الموافقة.
وتجدني والأخ د.ياسر، والأخ عمر هواري، والأخ د.النور، وغيرنا كثر من الجمهوريين، ممن خرجوا من بطن الحوت، بعزم وقوة لمجابهة أنفسهم، ولمجابهة الواقع بالفكرة الجمهورية، دون أن نرمي غيرنا ممن لم يفعل ذلك بالخروج عن الملة، كما يفعل غيرنا. هذا الوضع، أي الخروج إلى الواقع المعاش للتبشير بالفكر الجمهوري وبنموذج الأستاذ محمود، لم يتم بدون عسر، أو بغير مجابهات فكرية ومواقفية داخلية صارمة. فقد تمت، ومازالت تتم مثل هذه المجابهات الفكرية. ولكن ما يميز الحالة الجمهورية، هو أنها حالة حوارية، ديمقراطية حقيقية بالمقارنة للموج المتلاطم من الجماعات التي حولها والتي تدعي الديمقراطية دون أن تحققها. ويندرج في هذا الموج المتلاطم كل التنظيمات السياسية والحزبية السودانية، وغيرها في دول العالم الثالت، كما تندرج فيها جماعات التجربة الغربية السياسية والحزبية الراهنة التي وصلت إلى فشل محتوم في ممارسة روح الديمقراطية.
ردك الأخير يالسنجك فيه
"بعض موضوعية" تغريني بالرغبة في مواصلة الحوار معك، كما أظنها قد تغرى الكثيرين من الأخوة المساهمين هنا. نرجو أن تستمر على هذا النهج، بأفضل من الروح التي كتبت بها رسالتك الأخيرة.
(عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 09-07-2003, 08:18 PM)