الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف (Re: بدر الدين الأمير)
|
المقال منقول من كتاب الاستاذ : أحمد سعيد محمدية ذكريات مع نزار قبانى - أشعار العشق المحرم- اشعار الثورة والغضب - أشعار الاغانى
يقول نزار: هذا الذي يحدث لي و لشعري في السودان شيء خرافي ،، شيء لم يحدث في الحلم ولا في الأساطير،، شيء يشرفني .. و يسعدني .. و يبكيني .. لم اكن اعرف قبل أن ازور السودان ، أية طاقة على السفر و الرحيل تملك الكلمات .. و لم أكن أتصور قدرتها الهائلة على الحركة و التوالد ، و الإخصاب .. لم أكن أتخيل أن كلمة تكتب بالقلم الرصاص على ورقة منسية قادرة على تنوير مدينة بأكملها ، على تطريزها بالأخضر و الأحمر .. و تغطية سمائها بالعصافير .. أشعر بالزهز و الكبرياء .. حين أرى حروفي التي نثرتها في الريح منذ عشرين عاماً ، تُورق و تُزهر على ضفاف النيلين الأزرق و الأبيض.. أيها الأحباء ، هذا الذي يحدث لي و لشعري في السودان شيء لا يصدق ،، و هو شهادة حاسمة على نقاء عروبتكم .. فالعربي يرث الشعر كما يرث لون عينية و لون بشرته .. و طول قامته .. و يحمله منذ مولده كما يحمل أسمه و بطاقته الشخصية .. مفاجأة المفاجآت لي .. كانت الإنسان السوداني .. الإنسان في السودان حادثة شعرية فريده لا تتكرر، ظاهرة غير طبيعية ، خارقة من الخوارق التي تحدث كل عشرة آلاف سنة مرة . الإنسان السوداني هو الوارث الشرعي الباقي لتراثنا الشعري . هو الولد الشاطر الذي لا يزال يحتفظ – دون سائر الأخوة – بمصباح الشعر في غرفة نومه .. و بخزانة الشعر المقصبة التي كان يعلقها المتنبي في خزانة ملابسه .. كل سوداني عرفته كان شاعراً .. أو راوية شعر .. ففي السودان إما أن تكون شاعراً أو أن تكون عاطلا عن العمل .. فالشعر في السودان هو جواز السفر الذي يسمح لك بدخول المجتمع و يمنحك الجنسية السودانية .. الإنسان السوداني هو الولد الأصفى ، و الأنقى ، و الأطهر الذي لم يبع ثياب أبيه ، ومكتبته .. ليشتري بثمنها زجاجة خمر .. أو سيارة أمريكية .. أيهل الأحباء.. أنا في السودان لأتلو عليكم شعري .. وأتمم ديني .. فلقد أصبحت مقتنعا بأن من لا يزور السودان لا يكتمل دينه .. و لا تتأكد شاعريته.. ها أنذا مرة أخرى في السودان . أتعمد بمائه .. و أتكحل بليله .. و أسترجع حباً قديماً لا يزال يشتعل كقوس قزح في دورتي الدموية. الحب السوداني ليس جديداً على .. فهو يشتعل كالشطة الحمراء على ضفاف فمي .. و يتساقط كثمار المانغو على بوابة قلبي .. و يسافر كرمح افريقي بين عنقي و خاصرتي .. هذا الحب السوداني لا اناقشه .. ولا احتج عليه .. لأنه صار أكبر من إحتجاجي .. وأكبلر مني .. صار وشماً على غلاف القلب لا يغسل .. و لا يمسح.. قبل عشرة اعوام جئت إلى السودان و معي وردة الحب .. و قنديل الشعر الأخضر .. بعد عشرة اعوام لا اعرف ماذا أحمل للسودان .. فوردة الحب التي كنت أشكها في عروة ردائي .. أكلوها .. و قنديل الشعر الأخضر الذي كنت أضيء به ليل العرب .. كسُروه .. ها انذا مرة اخرى في السودان ابحث عن دفاتر حبي القديمة .. و لكن ماذا تنفع العودة إلى دفاتر الحب القديمة ما دام العشق قد تغير .. و العشق ذاته قد تغير .. كل شيء قد تغير في العالم العربي منذ أتيتكم للمرة الأولى عام 1969. سقطت مؤسسة الحب في العالم العربي ، و قامت مكانها مؤسسات لتعليب لحم الأنسان ، و لسانه عقله، و سلخ جلد المواطن العربي ، و إستعماله في صناعة الأحذية أو في صناعة الطبول ،، تراجع الحب إلى الوراء .. و تراجع الورد ، و الشعر و الحلم ، إلى ما وراء الوراء .. و صارت الكلمة جارية تضاجع السلطان ، و تحبل منه سفاحاً.. نعم أيها السادة: هذا عصلا الزنى بالكلمات ، و الحاكم العربي لا يريد الكلمة رفيقة، أو شريكة ، أو زوجة له .. و إنما يريدها خادمة تغسل له أصابع قدميه بماء الورد ، و الزعفران .. و جارية يقطف ثمار نهديها في الليل .. و يذبحها إذا أطل الليل .. و يذبحها إذا أطل الصباح على الطريقة الشهريارية .. هاأنذا مرة أخرى في السودان .. فهل يمكنني أن أصرخ هنا كما أشاء .. و أنزف كما أشاء .. أنا أعرف السودان جيداً .. وأعرف السودانيين جيداً .. و اعرف أن صدورهم ، كغاباتهم: مفتوحة للأمطار .. و للريح .. و للبرق و الرعد و الحرية.. ومن يدري ، ربما أشعل لي السودان قناديل الأمل .. و أرجع لي حبي الضائع .. و حبيبتي التي لا ليس لها أرض .. أو وطن .. أو عنوان ..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الفحولة | بدر الدين الأمير | 07-03-07, 08:49 AM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-03-07, 01:52 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-03-07, 03:37 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-03-07, 03:58 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-03-07, 06:44 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-03-07, 08:54 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-03-07, 10:26 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-04-07, 08:16 AM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | عاصم ابوبكر حامد | 07-04-07, 08:27 AM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-04-07, 10:36 AM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-04-07, 05:32 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | Bashasha | 07-04-07, 05:38 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-04-07, 06:30 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-04-07, 07:04 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | Bashasha | 07-04-07, 07:19 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-04-07, 08:42 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | Bashasha | 07-04-07, 10:13 PM |
Re: الشوش حين كتب فى ذلك الزمان (كان يمنيها بالنجوم) كانت خاتمته أم الانقاذ أنثى تشتم رائحة الف | بدر الدين الأمير | 07-04-07, 10:56 PM |
|
|
|