|
Re: ...ركب الجيران في القناة سنانا ! (Re: Nasruddin Al Basheer)
|
الأخ معاذ منصور لك التحية اقدر لك تطرقك لهذا الموضوع الهام، فما تفعله تشاد اليوم يستوجب فعلا النظر إلى كيفية تعاملنا مع دول الجوار، وما نجنيه من هذا التعامل فالمثال الأريتري لا يحتاج إلى توضيح، بقدر ما يحتاج إلى نظرة ثاقبة إلى مألات ما قام به بعض أبناء السودان في جانبي الحكومة والمعارضة من تصرفات أدت إلى أن يجني الشعب أضرارا آنية ومستقبلية.. فالكبت والتشريد وسد المنافذ الذي مارسته الحكومة على معارضيها أدى بهم إلى استخدام أسوأ سبل الكيد لها باستخدام أعدائها من الجيران والاستنصار بهم لتحقيق (نصالح) الطرفين. فاستجاد المعارضة بإيريتريا يعني تنازل المعارضة وقادتها عن الكثير إذا هم وصلوا إلى سدة الحكم لصالح هذه الجارة التي آوتهم واحتضنتهم، وتنازلهم عن الكثير من المبادئ الوطنية لصالحها حتى قبل وصولهم إلى الحكم. كما سيؤدي إلى حدوث مفارقة (حاصلة الآن تقريبا) باستمرار حالة العداء من الدولة الجارة بعد حدوث مصالحة بين طرفي الحكم والمعارضة. وهذه المفارقة تقود إلى حيرة في طبيعة التعامل مع هذه الدولة من قبل حلفاء الأمس.
وهذا الأمر ينطبق (مع بعض الاختلاف) على حالة شاد، التي ظل جزء كبير من حكومتها يساند المسلحين في دارفور ويسهل لهم المرور والتحرك والتسلح في حين يقف جزء آخر من الحكومة (محايدا) يسعى للصلح، ويكاد هذا الجزء ينحصر في شخص الرئيس (إدريس دبي) وحده. وللذين يبحثون عن أدلة لدعم الحكومة الشادية للحركات المسلحة، أن ينظروا إلى أقوى سلاح استخدمته هذه الحركات، وهو الدعم الدولي، إعلاميا وسياسيا و(غيره). فشاد كانت وما زالت هي مركز انطلاق كل البعثات الدولية المعادية لحكومة السودان أو غير الراغبة في التعامل معها. فمعظم الاحصاءات والاستبيانات والمقابلات التلفزيونية والصور وغيرها يتم أخذها من معسكرات اللاجئين السودانيين في شاد. وحتى المدعي العام للمحكمة الجزائية الدولية اتخذ من شاد مقرا له لوضع تقريره وربما دخل هو أو محققوه إلى السودان من الحدود الشادية. هذا ما حدث لاحقا وما يحدث حاليا، ومازال أمر انطلاق شرارة الحرب وكيفية جلب السلاح غير مصرح به، وإن كانت شاد هي الأقرب للاتهام. ولكن ما هو سبب هذا التصعيد المفاجئ والمتزايد في هذه الآونة بالذات؟ هل له علاقة بانعقاد القمة الأفريقية في الخرطوم، ورئاسة السودان للاتحاد الأفريقي؟ هل هناك يد للاتحاد الأوروبي وأمريكا في هذا التصعيد؟ هل .. ؟ هذا ما ينبغي أن نبحثه. ولك التقدير
|
|
|
|
|
|