|
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. (Re: على عجب)
|
[REالأسـتاذة عفـاف ... التحـايا والاحترام ... أسـمحي لي أن أناقـش معك بكل هـدؤ:
Quote: فمن خلال الاطلاع الدقيق على هذه المرجعيات ، نجد أن استراتيجية الحركة الشعبية مبنية على بناء الديمقراطية الحقيقية لتحقيق وبسط الحريات العامة والمشاركة الديمقراطية بالتداول السلمى للسلطة عبر أليات التحول الديمقراطى ، واياً كان موضع المشاركة سوى كانت فى السلطة او النقابات او المجتمع المدنى . |
أتفق معك أن ذلك ما تبرزه المرجعيات المذكورة أعلاه ، ولكن في حقيقة الأمر أن الرهان على الحركة من أجل أحداث التحول الديمقراطي الحقيقي رهان خاسر ، فالحركة ومن خلال أتفاقياتها مع السلطة الحاكمة لم تأبه لذلك حيث انحصر تفاوضها حول السلطة والثروة ، في كل جولات للتفاوض ، حتى انتهت بالبروتوكولات الست التي تشكل تلك الاتفاقية ( بروتوكول مشاكوس الإطاري ، اتفاقية قسمة الثروة ، اتفاقية قسمة السلطة ، اتفاقية المناطق الثلاث ، اتفاقية الترتيبات الأمنية ووقف إطلاق النار .. ) . ومن أعلاه لا نجد أي اتفاقية صريحة وواضحة حول الديمقراطية والحرية تؤكد أن الحركة يمكن الرهان عليها ... وحتى هذه العملية تؤشر لضعف الايمان بالديمقراطية لدى الكادر المفاوض داخل الحركة ، ويتمثل ذلك في الآتي :
أولاً : الطابع الثنائي للتفاوض بين طرفين لا يمثلان كل شعب السودان في الجنوب وفي الشمال ، مع استبعاد وإقصاء القوى السياسية الأخرى ، وبالنتيجة التي أفضى لها كشراكة بين طرفين . ثانياً : إن عملية التفاوض لم تغطي كل قضايا السودان ، وإنما محصورة بأجندة الطرفين المتفاوضين ورضى الراعي الأجنبي ، الأمر الذي أنتج اتفاقاً جزئياً ، أبعد ما يكون عن السلام الشامل ، الذي تتطلع إليه جماهير شعبنا ، بدليل استمرار الحرب في غرب السودان والاحتقان والتوتر في شرقه . ثالثاً : استمرار النهج الإقصائي ، غير الديمقراطي ، الذي وسم مفاوضات مشاكوس / نيفاشا ، والذي عبّر عن نفسه مرة أخرى ، في الدستور الانتقالي ، الذي يضع اتفاقات نيفاشا / مشاكوس موضع التنفيذ . رابعـا : إعطاء الاتفاق منزلة تعلو ولا يطالها الدستور . ويؤشر هذا الموقف ، واحداً من أهم المحاذير التي تكتنف اتفاقية ايقاف الحرب المفروضة على السودان ، وتتمثل في الموقف المعادي للديمقراطية والتعددية السياسية . ويتجذر هذا الموقف في أن طرفي الاتفاق ، الحكومة والحركة ، لا يستندان إلى تفويض شعبي أو مشروعية شعبية ، بقدر استنادهما على القوة العسكرية ، إلى جانب افتقار الطرفين إلى أي التزام ديمقراطي أصلاً ، وهو ما يمكن أن يرهص بإمكانية تحول الحكم في المرحلة الانتقالية إلى نوع من الدكتاتورية برأسين . خامسا : لا تتوفر حتى الآن ، أي مؤشرات لتحول نظام الإنقاذ إلى نظام ديمقراطي بفعل اتفاقية نيروبي ، كما لا يوفر الدستور الانتقالي أي ضمانات لمثل ذلك التحول ، بل هناك ما يؤشر لإمكانية قيام نظام استبدادي من الحكم في جنوب السودان ( نظام الحزب الواحد ) يتحالف مع الإنقاذ في الشمال ، لتكريس الدكتاتورية المشار إليها .
Quote: لذلك نرى أن هنالك تقاطع وتباين بين استراتيجية الحركة لاجراء تحول ديمقراطى حقيقى ، وفق آليات محددة والاصطفاف فى معسكر التيار الديمقراطى ، وبين مقاطعة الحركة الشعبية لانتخابات المحامين ، التى تمثل رأس الرمح بالنسبة للحركة النقابية السودانية ، والتى يعول عليها كثيراً فى الدفع لتغيير حزمة القوانين المقيدة للحريات التى تتعارض مع الدستور الانتقالى ، وفى مقدمتها قانون النقابات الانقاذى (غير الدستورى) |
وهذه مشكلة الأحزاب في بلدنا ، فهي حتى الآن لم تستطع أن تفهم وتستوعب أن الحركة لا أمان لها ، " وبالبلدي كدا " الحركة دوما بتلعب صالح ورقها ... فبقايا أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي وجدت نفسها وستجدها دوما في موقف لا تحسد عليه ، فإذا كان الهروب إلى الحركة منذ عام 1990 بسبب العجز عن مواجهة واجبات المعارضة قد رمى بها في أحضان الرهان على العامل الخارجي عبر الاستقواء بالحركة الشعبية ، فإن تجربة تفاوض واتفاقات الحركة / الإنقاذ قد أكدت أن التزامات الحركة بمطلوبات الأجنبي ومصالحها كحركة أقوى من تمسكها بالمواثيق التي عقدتها مع حلفائها في التجمع ، وهو ما عبر عن نفسه في الاتفاق الثنائي مع الإنقاذ ونسب الشراكة التي تعطيهما معاً 80% من قسمة السلطة ..، الأمر الذي وضع قوى التجمع أمام خيارات محددة : 1/ إما فض الشراكة مع الحليف السابق .. 2/ الرجوع إلى أحضان المعارضة الجماهيرية وبرنامجها المغيّب بكل ما تحمله هذه العودة من تبعات نضالية.. 3/ القبول بالقسمة الضيزى التي طرحتها اتفاقات الحركة / الإنقاذ ... وأختارت بقايا احزاب التجمع الخيار السهل ..!!!
Quote: ومن هذه المعطيات تاتى اهمية مشاركة الحركة الشعبية فى انتخابات نقابة المحامين ضمن كتلة تحالف المحاميين الديمقراطيين ،لان التحول الديمقراطى عملية مستمرة وطويلة وتمر بمراحل مختلفة عبر آليات متعددة ، والمشاركة العملية فى الانتخابات تعتبر واحدة من آليات التحول الديمقراطى . |
وكيف يأتي هذا التحول والسيد ياسر عرمان يصرح :
إن مشروعية العمل السياسي والترشيح للانتخابات ، مستمدة من الاعتراف بالاتفاقية وبالدستور ، كأساس لممارسة العمل السياسي في البلاد . وأن أي جهة لا تعترف بالدستور ، وباتفاقية السلام يصعب عليها ممارسة النشاط السياسي .. وأن عدم الاعتراف بالاتفاقية والدستور يعني الرغبة في الرجوع للحرب ؟! . التصريحات أعلاه تكشف مجدداً أوهام التحول الديمقراطي الذي يمكن أن تفضي اليه الاتفاقية الثنائية ، وتؤكد الطبيعة والعقلية الشمولية المتأصلة في النظام وشركاؤه الجدد . كيف لا وحرية النشاط السياسي للأحزاب وحقها في خوض الانتخابات تتوقف على موافقتها على اتفاقيات ودستور المؤتمر والحركة الشعبية ؟! إنهما بذلك يلغيان الحق المشروع في الاختلاف عن رؤاهما .
ختاما :
إن الرهان على التحول الديمقراطي الذي يمكن الشعب من الحفاظ على وحدته وسيادته واستقلاليته يتطلب التوافق مع : 1. استعادة الديمقراطية تقوم أولاً بالاعتماد على الشعب باعتباره وسيلة التحول الديمقراطي وغايته ، بتنظيم صفوفه وتصعيد نضاله . 2. استعادة الديمقراطية لن تتم إلا بالإرادة الشعبية السودانية وليس باستقطاب الضغوط الخارجية ومن ثم التدخل الخارجي في الشأن السوداني . 3. استعادة الديمقراطية تتطلب فرزاً واضحاً للخنادق بين قوى الديمقراطية وأعداء الديمقراطية .
مع ودي وتقديري ...
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | عفاف ابوكشوه | 12-16-05, 02:50 AM |
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | سفيان بشير نابرى | 12-16-05, 05:11 AM |
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | على عجب | 12-16-05, 05:27 AM |
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | حسين يوسف احمد | 12-16-05, 02:44 PM |
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | عبد الغفار عبد الله المهدى | 12-18-05, 07:26 AM |
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | عفاف ابوكشوه | 12-18-05, 03:06 AM |
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | Deng | 12-18-05, 06:16 AM |
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | انعام عبد الحفيظ | 12-18-05, 06:26 AM |
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | عفاف ابوكشوه | 12-22-05, 07:02 AM |
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | مجدى محمد مصطفى | 12-22-05, 07:29 AM |
Re: مقاطعة الحركة لانتخابات المحامين ... تتعارض مع استراتيجيتها. | عبد الغفار عبد الله المهدى | 12-22-05, 08:40 AM |
|
|
|