|
3- الشمعة أقوى من الرعد المزمجر (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
3- الشمعة أقوى من الرعد المزمجر
(1)
تشاجر ضوء الشمعة الواهن مع صوت الرعد القوي المزمجر..
أنا أقوى منك بل ... أنا
فذهبا إلى متجر الدمى، ذو البوابة الزجاجية الكبيرة، فدخل ضوء الشمعة من خلال الزجاج السميك كما يدخل الشهيق إلى الرئة، أو كما يدخل جمال الزهور إلى العين والقلب، بلا نصب أو تعب، وبعد عشرة محاولات فاشلة، ذهبت ذبذبات الرعد تجر أذيالها وهي تصطدم بجدار الزجاج السميك، وهي تنظر بحسرة لضوء الشمعة وهو يلعب مع الدب وباربي وسندريلا والدمى الجميلة داخل المتجر...
أنا أسرع منك.. بل أنا....
تسابقا نحو شجرة وارفة، فوصل ضوء الشمعة، وأصابته سنة من نعاس تحت ظلها الوارف حين وصل صوت الرعد وهو يجلل خجلا وزمجرة وعرقاً...
أنا أنفع منك.. بل أنا...
دخل صوت الرعد غرفة أطفال مظلمة بلا استئذان، وهناك زمجر كعادته الكريهة، فصرخ الأطفال، واصطدموا بالأثاث والمناضد، وأحدثوا حربا من الهرج والمرج.
وحين تسلل ضوء الشمعة للغرفة، أخرج الأطفال كتبهم، وألوانهم، ومزقت الزهور عن وجهها الجميل قناع الظلام، فبدت الغرفة أجمل ما يكون بزهورها ولوحاتها وستائرها وأطفالها...
أنا أجمل منك بل أنا
كان الشاعر يحدق في ضوء الشمعة الواهن، وهي تنفث لهب شاعري، يتراقص مع لدونته الفطرية، وهو ينفث دفئه للأعالي، ونحو قصيدة الشاعر، وحين انفجرت قنبلة الرعد، كعادتها الذميمة، انكفأت المحبرة على الورق، وارتعد قلب وقلم الشاعر المرهف، وفرت القصيدة هاربة بحروفها وإيقاعها إلى بحور العدم، بحر النسيان، وعجز الشاعر عن تذكرها أو حتى الإمساك برعشتها الشاعرية مرة ثانية، لاعناً قنبلة الرعد، والتي مزقت جسد قصيدته الطفلة.. أشلاء. .. أشلاء..
(2)
لم يقل، أو يلمح، في يوم من الأيام، ضوء الشمعة بأنه الأقوى، والأرهف والأجمل، كان صامتا، كسنته، !! (3)
والرعد، لم يصمت، ولو صمت، لمات، فحياته في ضجيجه المزعج، المقزز!!.
***
|
|
|
|
|
|
|
|
|