رانيا مزمل " صراخ تلميذة ", ياسر عرمان" ورطة ثائر " , التيجاني الطيب " آخر الجزا " !

Quote: البصلة وقشرتها التعليم من حق الأغبياء أبناء الأغنياء كتبت لي الطالبة رانيا مزمل أحمد تشكو من قسوة قوانين التعليم عامة - وخاصة التعليم العالي - وظلمها لأبناء الفقراء ... وقبل أن أعلق علي ما كتبته رانيا دعنا أولاً نستعرض ما خطه يراعها فكما يقولون ( سمح الغناء - أو لعله البكاء - في خشم سيدو ) .... تقول رانيا : ظللت أترقب مؤتمر القبول لهذا العام بكل حواسي مثلي مثل مئات الألاف من الطلاب الناجحين في إمتحان الشهادة السودانية ... ولكن بعد إعلان نتيجة القبول أُصبت بخيبة أمل كبيرة حيث إرتفعت نسب الكليات إرتفاعاً هائلاً بالذات تلك التي تُجظي بإقبال من الطلاب كالطب والصيادلة والمختبارات والهندسة في الجامعات الحكومية بينما نجد هذه النسب متدنية بصورة فاضحة في الجامعات الخاصة وتصل في بعض الجامعات 50 % فقط وكلية الطب التي تطالب بأعلي المستويات في الجامعات الحكومية نجدها في حدود ال 70 % .... وليت المنافسة كانت عادلة ولكي أبين وجوه عدم العدل فسوف أركز علي حالتي ... قد أحرزت 86 % بعد جهد جهيد ومثابرة وفوجئت بأني رغم ذلك لا يمكنني دخول كلية الطب وهي رغبتي الأولي أو الصيدلة بينما طالب مُنعّم أحرز 70 % فقط تراه يقدل في كلية الطب فقط لأن والده يستطيع دفع 6000 دولار أمريكي وهو مبلغ لا تستطيع طالبة من عائلة رقيقة الحال تكسب رزق اليوم باليوم مثلي أن تحسن عده ولو في أحلانها ... ما ذنبها وقد وُلدت في عائلة فقيرة ولم يساعدها الحظ أن تكون أبنة سفير أو وزير ...كما أذكر مثالاً آخر لعدم العدالة فقد قررت هذه القوانين إعطاء الطلاب الجنوبيين ما يسمي ب( الإستمارة الولائية ) التي تؤهله الي دخول الكلية التي يريد علماً أن هذا الطالب لم يحرز النسبة المطلوبة ولم ير الجنوب في حياته ... هل هي عقدة الذنب !!؟ وأنبه أن هذه السياسات الظالمة قد تولد غبن وضغينة بين أبناء الوطن الواحد ... بين الفقراء والأغنياء وبين أبناء الشمال والجنوب . وهنا أخاطب وزير التعليم العالي وأوجه إليه الأسئلة التالية : > أليس من حق الطالب الذي يحرز أكثر من 85 % أن يدخل الكلية التي يرغب في ظل التنافس الشريف العادل الذي لا يعطي إبن الأغنياء الحق في الجلوس في مقعدي ويطردني الي خارج قاعة المحاضرات ؟ > هل الإمكانيات المالية ومكان الميلاد الجغرافي هما المحور الذي علي أساسه من يقبل ومن لا يقبل ؟ ... وهل إنتمائي الي عائلة فقيرة تُعتبر سُبة وتقف حجر عثرة أمام طموحات الإنسان مهما إجتهد ؟ > لقد إفتقدنا والدنا منذ وقت طويل ... ومنذ وفاته - يرحمه الله - وتتولى أمنا أمر معيشتنا - جزاها الله عنا كل خير - فقد جاهدت وتجاهد لإعاشتنا ونحن ست بنات فلماذا مثلاً لا يضم الأيتام الي تلك القائمة الطويلة التي تضم أبناء الشهداء وزوجاتهم وأبناء الدبابين والمجاهدين والمعاقين الخ أنا أدعو الله أن يكون أبي بين الشهداء والصديقين فقد مات وهو يبذل جهده من أجل علاء شأن هذا الوطن . بعد كل هذا ألا يحق لي أن أشعر بالظلم والغبن وأخشي أن يقتل فيّ ما حاق بيّ من ظلم الأمل والتطلع الي المستقبل ... وتذكر سيادة الوزير بأنه ليس بين دعوة المظلوم وبين الله حجاب . الطالبة : رانيا مزمل أحمد شهادة سودانية 2005 - حائزة علي 86 % التعليق : أبدأ بقولي أن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان الأساسية يجب أن يتاح للكل وفي كل المستويات حسب المقدرات ومادام قد أكمل الشروط المطلوبة وليس من بين هذه الشروط - بطبيعة الحال - أن يكون منحدراً من عائلة غنية ... وأسمحي لي بنيتي أن أطأطي الرأس وأشد علي يد والدتك فإمرأة تعول بناتها الست - في هذا الزمن اللئيم وفي هذا البلد الظالم أهله - لا شك لإمرأة من النوع النادر ... أما عن السياسات التعليمية وخاصة التعليم العالي فقد أصبت كبد الحقيقة بقولك إنها سياسات متحيزة لغير مصالح البسطاء الذين يمثلون أكثر من 90 % من جملة المواطنين مما يعني أنها لا تضع مصالح الأغلبية في قائمة أولوياتها ... وللكثيرين ملاحظات عدة حول النقائص في هذه السياسات ونتمني أن يفتح باب مراجعتها في الفترة الإنتقالية ... فمثلاً - وحتي ولو تجاوزنا الوضع الخاص الذي يجده أبناء الشهداء أو أبناء الجنوب رغم تحفظاتنا - فلا يمكن بحال من الأحوال أن يحرم الطالب الفقير فقط لأن حكوتنا تقيم كل الأشياء بحساب الدولار ... هذا الدولار الذي إكتنزوا منه الملايين ولكن سؤالهم ( هل من مزيد ) لم يفتر أو ينقطع ... ماذا أقول لك غير هذا المثل المتقاعس الخائب ( العين بصيرة واليد قصيرة ) وماذا تستفيدى أنت حتي ولو تحقق الحلم وتم تعديل هذه السياسات مستقبلاً بعد فوات الآوان ... وصديقني أنت ليست المظلومة الوحيدة إن كانت هذه الحقيقة تخفف من حنقك ... هل تعلمين أن أخي ( إبن أبي ) فُصل من مدرسة الأساس لأنه لم يسدد رسوم فرضتها عليه إدارة المدرسة رغم لعلعت المسئوليين عن مجانية التعليم وعندما أخبرهم بأنه طفل يتيم كان ردهم وبكل بجاحة : ولكن لك أخوة مقتدرون !! صحيح نحن ندعو للتعاضد بين أفراد الأسرة ولكن هنالك فرق بين الحق الذي من المفروض أن تكفله الدولة وبين التراحم بين الأقرباء ... وأخيراً لا أجد ما أقــــــوله غير أن أردد قولك : أن بين دعــــوة المظلوم وبين الله لا يوجـــد حجاب ..