|
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ (Re: adil amin)
|
الأستاذ عادل أمين تحيات أريد أن أدلي بدلوي في مسألة الأزمة التي تعصف بالعالم العربي اسمح لي أن انشر عندك موضوعا كتبته بالخصوص تحت عنوان (محاولة لفهم الأزمة) آمل أن يفتح بابا للنقاش . .
نلاحظ حديثا طيبا يدور هذه الأيام على صفحات بعض الصحف العربية ، يكشف عن إحساس عميق بالأزمة والطريق المسدود الذي وصل إليه النظام العربي. ولا شك أن أصواتا كانت قد حاولت أن تلفت الأنظار قبل عقود إلى حقيقة أن الأمور في عالمنا العربي تسير باتجاه الكارثة ، إلا أنها كبتت أو قمعت أو بقيت محصورة في نطاق ضيق. والإحساس بالأزمة في اعتقادي كان قد صاحب محاولات لفهم ما يجري حولنا - حتى لا نقول إدعاء انه قد اختار السير في الطريق السالك التي سارت فيها أمم الغرب وغيره ، فحققت تقدما اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلميا. الخروج من الأزمة يتطلب منا أن ندرك أولا بأن هناك أزمة، وهذا أمر يبدو أنه قد بدأ يتحقق ، وإن كنت أخشى أن يكون ردة فعل لا أكثر على سقوط بغداد تماما كردة الفعل التي أعقبت هزيمة يونيو والتي سرعان ما تقود إلى إعادة ترتيب لنظام عربي يدور بنا لعقود أخرى خارج مدار بقية خلق الله ويمكّن الغزاة مما تبقى من ثروات لم يبعثرها الطغاة. وحتى لا نتوه في معمعة ما أخشى وما تخشون، أريد أن أحدد ما أعنيه بالأزمة. فأنا أعني بالأزمة وضعا غير صحيح اختلت وتناقضت أحكامه وقوانينه مع حركة الحياة فتداخلت وتشابكت. والأزمة بهذا المعنى ليست مشكلة محلية تندرج خارج اهتمامات من يسمون أنفسهم بالمجتمع الدولي، وأميركا على وجه التحديد . إن كان مثل هذا الأمر يصح في الماضي فهو لا يستقيم في عالم اليوم. الأزمة بهذا المعني هي مشكلة تعني العالم، وإذا عجز الطرف أو الأطراف التي تعيشها، أن تجد مخرجا منها، فهناك أطراف لها نفوذها في هذا العالم، ترسخت لديها قناعة مفادها أن الأزمات بؤر للشر ، لا بد من القضاء عليها قبل أن تقضي على العالم . ونحن مع اختلافنا مع ثنائية الخير والشر هذه أو مقولة من ليس معنا فهو ضدنا ، نعترف بأن حديث (الأزمة الداخلية) التي لا يجوز للعالم أن يتدخل في حلها ، وحقنا في الإبقاء عليها ، إلى ما شاء الله بدعوى السيادة الوطنية ، هو حديث غير منطقي وغير منصف . غير منطقي لأنه يشبه إلى حد كبير القول بحق الإنسان في الانتحار، وبحق الآباء في ذبح أبنائهم، أو وأد بناتهم، وحق السادة في استعباد الناس، وحق الأغلبية في تهميش الأقلية وتهشيمها. وهو غير منصف لأن منطقة الأزمة أصبحت بالفعل مصدرا للأذى، وتهديدا لأمن ومصالح الآخرين. . والقول بأننا أحرار في أن تكون مدارسنا ووسائل إعلامنا مكرسة لغرس كراهية الآخر في النفوس، بدعوى أن ذلك يندرج في صلب تراثنا وعقائدنا ، هو قول ظالم للعالم وظالم لتراثنا وعقائدنا في نفس الوقت ، لأنه لو كان تراثنا وعقائدنا تحضنا على كراهية الآخر فهذا الآخر يكون وقتها على حق إذا قال عنا أننا نمثل خطرا وتهديدا للبشرية. اخترت مسألة "كراهية الآخر" كمدخل لأنه مدخل واسع. ففي أوربا يحدثونك عن الاكسينوفوفيا أو الخوف والتوجس من الغريب والغريب هو الآخر المخالف . والخوف نوعان، خوف مما نعرف ،وخوف مما لا نعرف. عندما نخاف القاتل المجرم لا نكون قد خالفنا الطبيعة الخيرة في الإنسان، ولكننا عندما نخاف الآخر لمجرد انه يمكن أن يكون قاتلا محتملا ، نكون قد انحرفنا باتجاه حالة اعتلال نفسي وعقلي . ومن يحاولون أن يجعلوا من (الحرب الوقائية) اليوم عقيدة لهم، هم في اعتقادي يمكن إدراجهم ضمن هذا الإطار. غير أن كراهية الآخر أمر خطير. فالإنسان ينبغي أن لا يكره الآخر كشخص حتى وإن كان هذا الآخر هو القاتل . نكره فعل القتل ولكن لا نكره القاتل. ليست هي معادلة صعبة . ولكنها قد تقودنا إلى مأزق أو فلنقل إلى إشكالية .. فعلي هذا المنوال يمكن القول أكره الإلحاد ولكن لا أكره الملحد أو على نهج المتدينين مسلمين أو مسيحيين أكره الكفر ولا أكره الكافر . وأنا قصدت هذا الخلط بين الموقف الفكري والفعل العملي . . فرفض فكرة وجود إله قناعة شخصية وموقف فكري لا يضيرني بل وقد ينيرني.. واعتناق الإسلام أو المسيحية أو ما شئت مسألة شخصية وموقف لا يثيرني . . ولكن القاتل يتجاوز الموقف الشخصي والفكري إلى فعل .. هذا الفعل بالتحديد هو الذي يضيرني إن وقع علي ويضير الآخر إن وقع عليه. إذا اتفقنا في هذا نكون قد اقتربنا من فهم الأزمة. ورغم إدراكي أن هذا الحديث اصبح بديهية في العالم الغربي وغيره، إلا أن المؤسف له أن مجرد طرحه في العالم الإسلامي اليوم (وليس قبل ثلاثين عاما فالوضع كان وقتها أفضل بكثير وتلك مفارقة أخرى) أقول إن مجرد طرحه يمكن أن يثير جدلا كثيرا إن جاء من غير مسلم ، ويعرض قائله إلى مساءلة وملاحقة إن كان مسلما والأمثلة على ذلك كثيرة. وقد اعتبرت هذه النقطة الأساسية أو الإشكالية الرئيسية في العالم العربي والإسلامي عموما ، خطا أحمر لا يجوز الاقتراب منه ، وتم على الدوام تجاوزه، بل وتجاوز ما هو أدني منه . ثم بنينا ما بنينا حوله وحول ما أضفنا إليه من خطوط حمراء جديدة، حولت مجتمعاتنا إلى مجتمعات خاملة لا تتمشكل ولا تفكر، سلبية تجاه كل شيء عاجزة عن فعل أي شيء. إذا أردنا حوارا جادا يقود إلى نتائج حقيقية فلا بد من معايير يتفق عليها. وأول هذه المعايير أن لا خطوط حمراء أمام الفكر. كل شيء مطروح للنقاش ولا أحد يملك الحق في أن يحجر على الآخر الإدلاء بدلوه في أمر يتعلق بحياته وحريته وحقوقه، فلا يحق لأحد أن يدعي بأنه امتلك الحقيقة كاملة ناهيك عن محاولة فرضها على الآخرين. عندما نتفق على هذا، يمكننا أن نقول أننا قد وضعنا قدمينا وللمرة الأولى على الطريق السالك .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | adil amin | 11-21-05, 07:32 AM |
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | adil amin | 11-22-05, 07:58 AM |
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | adil amin | 11-22-05, 08:11 AM |
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | adil amin | 11-27-05, 07:12 AM |
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | منصور شاشاتي | 11-27-05, 03:22 PM |
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | adil amin | 11-28-05, 07:01 AM |
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | altahir_2 | 11-27-05, 06:35 PM |
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | adil amin | 11-28-05, 07:14 AM |
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | adil amin | 11-29-05, 07:42 AM |
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | adil amin | 11-30-05, 02:26 AM |
Re: الازمة في الوطن العربي هل هي الاحزاب الحاكمة ام الاحزاب المعارضة ؟ | adil amin | 12-01-05, 03:16 AM |
|
|
|