|
ياحميد المشكلة شنو؟؟؟ سوقني معاك ياحمام!!
|
قبل عنترة بن شداد والي ان تقوم القيامة فان الابداع يبقي مثل شجرة وارفه الظلال غنية بالثمار لا يمكن ان يقال انها تشرب من قطرة او سحابة واحدة او تتغذي من طينة بعينها ان الشاعر الفارس عنتره هو الذي قال:
هل غادر الشعراء من متردم
ام هل عرفت الدار بعد توهم
ويقصد ان كل المعاني وكل الاوصاف وكل الالحان قد طرقها مبدعون قبله.ان الفن عملية تراكم مستمرة. نعم ان القصائد تتشابه كما تشابه خيمة عبلة حبيبة عنتره خيام بقية الفتيات وكلها من شعر الماعز واذا كان عنترة قد ذكر في شعره انه ود تقبيل السيوف لانها لمعت كثغر عبلة حينما تبتسم فان الشاعر محمد سعيد دفع الله قال وغني له النعام ادم من عينيك سيوف تقطع دوام في فؤادي فاقت لي سيوف عنتر بني شداد الزول الوسيم في طبعو دايما هادي.
من اوصافوا قول واسكرني هات ياشادي ان ابداع محمد سعيد استفاد من ابداع عنتره بن شداد ولو اختلف تشبيه لمعان اسنان ثغر عبلة بلمعان السيف عن نظرة حبيبة محمد سعيد القاطعة كالسيف يقول عنترة: فوددت تقبيل السيوف لانها لمعت كبارق ثغرك المبتسم وكان الشعراء القدامي مثل جرير والفرزدق والاخطل يبدعون ليس فقط بالتنافس وهم في عصر واحد ولكن ابداعهم جاء بالمجاراة وتطوير هذا المعني او ذلك الوصف الذ قاله الشاعر المعاصر لنفس الشاعر. صحيح ان الادب العربي عرف ما اطلق عليه في مجال الشعر( الموازنات والسرقات) ولكن كما قال الاستاذ الطيب صالح ( المتنبي كشاعر كان دائما يتهم بالاخذ وبالسرقة لكنك حينما تاخذ بيتاً لهذا الشاعر وتقارنه ببيت لابي تمام تجد فرقاً شاسعاً . تجد ان المتنبي وضع الكلمات نفسها في علاقات مدهشة فتحار الكلمات سابحة في الهواء وياتي الشاعر او الكاتب فينظمها النظم هو ان تحدد ما لايحدد وتخلق من الكلمات ما لم يكن يخطر علي بال).والطيب صالح نفسه ذكر اهله في الدبة كرمكول حينما قرأ عليهم صفحات من روايته( ضو البيت) فقد قالوا له ( دا كلامنا ذاتو لكن انت ولوتو) وكان تعليق الطيب صالح ( ان اللولوة هي الادب والفن).
ولكن ما مناسبة هذا الحديث انه النزاع بين الشاعر حميد والفنان محمد النصري من جهة وهما يقدمان قصيدة ( سوقني معاك يا الحمام) للساحة فقد ذهب الشاعر محمد العبيد سيد احمد الي المحكمة وقال ان القصيدة علي الاقل تنسج علي منواله وتتاثر به تاثيراً واضحاً لا تخطئه العين. واستمعت المحكمة الي اطراف النزاع والي الفنانين مثل الفنان عثمان اليمني واثبرت قضية تسلسل الابداع وتدفق هذا الجدول من هذا النهر وهذا النهر من هذا النبع ولكن النبع لا يمكن ان يكون من سحابة واحدة.
وفي المحكمة وردت افادات تقول ان المطرب بندا غني ايضاً للحمام ان الشاعر العبيد لا ينكر ان الشاعر حميد من المبدعين الكبار ولكنه يقول ان ( سوقني معاك يا الحمام) نسجت علي منواله وهو يطالب بان يحفظ له حقه كما يطالب بالتعويض المالي طالما ان الشريط الحاوي للاغنية اكتسح الاسواق.ولكن الشاعر حميد والفنان محمد النصري يقولان ان الشاعر العبيد نفسه اخذ قصيدة ( الحمام) من السابقين فهو مستفيد ومتاثر بالتراث ولا يحق له اغلاق الباب بعد ان دخل منه. وعلمت الوفاق جهوداً تبذل للصلح والصلح خير حتى لا تفسد الخلافات ساحات الابداع كما اغلقت من قبل نادي الطنبور ويقول حميد:
هي الدنيا كلها كم حرف؟
لامن يطول فيها الاسف
ان الاسف هو النزاع بين المبدعين بما يعطل الابداع ان ( سوقني معاك ياحمام) هي موضوع متكامل عن السلام فلماذا الخصام في المحاكم تقول القصيدة:
تعالوا نعمر بلدنا
ونخيب ظن الصدام
خباري بحمر في اخويا
وطراوة الخوة ابتسام
|
|
|
|
|
|
|
|
|