|
Re: معالم انهيار الجيش الأميركي في العراق (Re: Frankly)
|
انتشار الأمراض الصحية والنفسية
تعد الأمراض النفسية والصحية التي تصيب الجنود إحدى أهم المشاكل التي يعاني منها الجيش الأميركي، وقد انتشرت بشكل كبير جدا خاصة منذ حرب الخليج الثانية حيث أصبح الجيش يخوض العديد من المعارك على الجبهات الأرضية, بعد أن كان يخوض حربه إما بالوكالة وإما جويا حيث يقوم بتدمير كل ما لدى العدو من قوة ثم يدخل بعدها جنوده بأقل الخسائر.
وهذا الأمر أثر كثيرا على الجنود الأميركيين الذين كانوا يعتقدون دوما أن حروبهم ستكون أشبه بنزهة, وما إن اصطدموا بجدار الواقع حتى بدأ الانهزام النفسي ينتشر في صفوفهم.
وقد أكد تقرير صدر مؤخرا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بات يساورها القلق من الحالة النفسية للجنود العائدين من العراق، بسبب ما لحقهم من إصابات غير مرئية خاصة تلك المتعلقة بما يسمى مرض "اضطرابات ما بعد صدمة الضغوط" ويدعى (Post-Traumatic Stress).
وتتمثل عوارض هذا المرض باسترجاعات مفزعة من الذاكرة، والمراوحة بين التنميل (الخدر) العاطفي واندلاعات الغضب والشعور بالذنب والاكتئاب.
وقد يعاني بعضهم من فقد الذاكرة والقدرة على الانتباه ومن الأرق والقلق، وغالبا ما يقعون فريسة الإدمان على المخدرات والكحول في مرحلة لاحقة من حياتهم، بيد أن المعروف بشكل أقل هو أن اضطرابات ما بعد الصدمة تؤدي إلى صحة بائسة جسديا كما هي بائسة نفسيا.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن أكثر من 10 آلاف جندي أميركي عادوا من العراق طلبوا المساعدة الطبية حتى يتمكنوا من الاندماج من جديد في المجتمع بسبب شعورهم بصعوبة مخالطة الناس دون خوف، وإحساسهم بأنهم سيتعرضون لتهديد.
وقال المفتش الطبي العام بالجيش الأميركي إن شريحة تبلغ نسبتها 39% من قوات أميركية خضعت لفحص بعد أربعة أشهر من عودتها من العراق، أضحت فريسة للأمراض النفسية المرتبطة بالضغوط، في حين قال اللواء كيفين كيلي وعدد من الأطباء العسكريين بالجيش الأميركي إن المسح الذي أجري على قرابة ألف جندي، كشف أنهم فريسة أمراض نفسية تتفاوت من القلق والاكتئاب والكوابيس ونوبات الغضب إلى فقد القدرة على التركيز.
وتعاني فئة صغيرة تتراوح بين 3 و5% من أمراض نفسية خطيرة وذلك بعد مغادرتها ساحة الحرب مباشرة، وفق الطبيب النفسي بالجيش الأميركي العقيد أليسبيث ريتشي.
ويشير معهد دراسات السياسة الأميركي في تقرير له نشر يوم 31/8/2005 عن تكاليف الحرب الأميركية على العراق وعن موضوع انسحاب القوات الأميركية, إلى تدني الحالة النفسية للجيش وانخفاض الروح المعنوية للقوات خاصة بعد قرارات منع مغادرة الجنود من العراق.
فمنذ مايو/ أيار 2005 تسببت قرارات منع المغادرة بالتأثير على أكثر من 14 ألف جندي (نحو 10% من مجموع الجنود الذين يخدمون في العراق بدون تاريخ محدد لانتهاء خدمتهم) وهم يستعدون لتعبئة طلبات بهذا الخصوص لمغادرة العراق.
فالانتشار الطويل الأمد وازدياد الضغط النفسي والمستويات العالية من الإجهاد النفسي تمتد لتطال الحياة العائلية للجنود, ففي عام 2004 انتهى زواج 3325 ضابطا من الجيش الأميركي بالطلاق, بنسبة ارتفاع تبلغ 75% عن العام 2003 الذي تم فيه اجتياح العراق, وأكثر من ثلاثة أضعاف ونصف الرقم لعام 2000.
يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|