الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-23-2024, 03:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-12-2005, 11:39 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص (Re: Sabri Elshareef)

    تخرج السياسات الدولية عن إطار الحروب التي أخذت شكلاًً دينياً، مثل حروب أسبانيا المتحالفة مع الفاتيكان ضد إنكلترا التي انشقت عن روما دينياً في عام1534، إلى أن تم حسم هذا الصراع في معركة الأرمادا عام 1588 بهزيمة الأسبان 0 كما أن آل هابسبورغ، الحاكمين في فيينا ، تدخّلوا في شؤون ألمانيا الداخلية،ضد انتشار البروتستانتية في وسط ألمانيا وشمالها0 وقد استطاع اليسوعيون، المدعومون من ملوك فيينا أن يجعلوا بولندا كاثوليكية بعد أن قضوا على الأرثوذوكسية ، قاطعين بذلك الجذور الواصلة لبولندا مع روسيا وكافة العالم السلافي، وعلى اللوثرية والكلفينية اللتين انتشرتا بقوة في بولندا في القرنين السادس عشر والسابع عشر0



    لقد عبّرت تلك الحروب عن بدايات تشكّل الدول القومية تحت زعامة سلطة الملك ضد النبلاء والبرلمانات المحلية، وفي البلدان التي اختارت خطاً مضاداً لروما ، كما في إنكلترا، نجد أن قانون السيادة الذي فصل كنيسة إنكلترا عن روما(عام1534) قد جعل الملك هو الرئيس الأعلى للكنيسة الأنجليكانية 000 فيما عزز الملوك سلطتهم القومية في البلدان الكاثوليكية عبر التحالف السياسي مع البابا ، أو عبر المؤسسة اليسوعية التابعة لروما التي سمحوا لها بالسيطرة على التعليم والنواحي المختلفة للحياة الاجتماعية والثقافية في البلد المعنيّ0

    إن المحاولة التنظيرية الأساسية في فلسفة السياسة لتقديم منظور لا دينيّ ، أي بعيد عن الإكليروس، في السياسة ، قد أتت عبر مكيا فللي (1469-1527) الذي أدرك التعارض بين الارتباطات الدولية لكنيسة روما وبين موضوع الوحدة الإيطالية ، الأمر الذي جعله يراهن على أن مصير ايطاليا يجب فصله عن البابا لصالح أمير إيطاليّ "مّا" يقود عملية التوحيد الإيطالية 0 ولا يمكن عزل محاولة مكيا فللي عن المناخ الفكري الذي ساد أوروبا الغربية، بين منتصف القرن الخامس عشر وأواسط القرن السادس عشر، والذي عبّر عن تنامي دور الفرد والمجتمع في وجه المؤسسة الكنسية التي احتكرت النشاطات الثقافية و سيطرت على كثيرٍ من جوانب الحياة الاجتماعية ، وتدخلت بشكل كثيف في العملية السياسية في القرون القليلة السابقة لعصر مكيا فللي0



    إن كلمة laity تعني جمهور المؤمنين (أو: سواد الناس) الذين لا ينتسبون إلى رجال الدين ، وقد اشتُقت منها كلمة laic التي تعني "مدني" أي غير منتسب إلى فئة الكهنوت ورجال الدين، ومنها أتت كلمة laicism التي تعني "النظام العلمانيّ" الذي لا يوجد فيه نفوذ كهنوتي في جهاز الدولة أو في السياسة 0 وهذا المصطلح لا يعني العداء للدين مثل المصطلح الآخر secularism الذي يعني العلمانية كتنظيم للمجتمع والتعليم، حيث لا يُسمح للدين وللكنيسة بأي دور فيهما ، بل يقتصر الدين على مجال الشعور الأخلاقيّ الجوانيّ في الفرد ولا يسمح بإعطائه أبعاداً مؤسساتية أو اجتماعية أبعد من ذاتية الفرد المؤمن 0



    في العالم البروتستانتيّ انتصر مفهوم laicism لأنّ البروتستانتية بكلّ تفرعاتها – من لوثرية وكالفينية وبيوريتانية –لا تتضمن وجود فئة الإكليروس Clergy . فالإصلاح البروتستانتيّ عنى أن لا وسيط بين المؤمن والله ، ومن هنا أتت المكانة المتفوقة للإنجيل على القس في البروتستانتية ،وحرية المؤمن في التفاعل مع النص الدينيّ بمعزلٍ عن الكنيسة. إلا أن هذا لم يمنع من أن تفرز البروتستانتية اتجاهاتٍ سياسيةً تحاول السيطرة على المقاليد الاجتماعية والثقافية و السياسية، كما نجد عند كالفن( 1509-1564) الذي أسس دولة جنيف؛ أو عند الكلفينيين الهولنديين الذين انتفضوا ضد السيطرة الأسبانية عام 1598 وأسسوا جمهوريةً كانت عماد النفوذ الهولندي التجاريّ العالميّ ؛ أو عند البيوريتان الإنكليز الذين قادوا ثورة البرلمان ضد الملك (1642-1649) و أقاموا حكمهم (1649-1660) ففرضوا منظورا تهم الفكريةّ والأخلاقيةّ والسلوكيةّ على المجتمع بوصفهم أفراداً متدينين لهم رؤيةٌ في السياسة والمجتمع والثقافة لا من موقعهم كرجال دين جدداً بدلاً من الإكليروس الكاثوليكيّ وحتى في فترة عهد " الإعادة" (restoration ) ، حيث طغى النفوذ الثقافيّ ا لفرنسي ّعلى إنكلترا والمجلوب مع الأسرة المالكة العائدة من النفي الفرنسيّ في عهد البيوريتان ، نجد أنّ محاولات تشارلز الثاني الخفية لإعادة الكاثوليكية أو محاولات جيمس الثاني الصريحة قد أدت إلى "الثورة المجيدة" عام1688 ضد الأخير، على خلفية التوحد البروتستانتيّ المجتمعيّ ضد الكاثوليكية و الملكية المطلقة ، و لصالح سلطة البرلمان وجعل الملك يملك ولا يحكم 0

    و أما في فرنسا الكاثوليكية ، فإننا نجد أنّ حكم لويس الرابع عشر (1643-1715)- عبر نقضه عام 1685 لمرسوم "نانت" (الذي صدر عام 1598 ليسمح بتعايش الكاثوليك مع البروتستانت في فرنسا) وما أدى إليه من اضطهادات عنيفة للبروتستانت الفرنسيين دفعتهم إلى الهجرة إلى سويسرا وإنكلترا – قد كرّس تحالف حكم الملكية المطلقة مع رجال الإكليروس الكاثوليكيّ في فرنسا0و لذلك فإن علمانيّة مفكّري عصر الأنوار الفرنسيين (فولتير، ديدرو، مونتسكيو، روسو000الخ) قد اجتمع فيها العداء لرجال الإكليروس والكنيسة بعدائهم للدولة القائمة ؛ وغالبيتهم(كديدرو، ودوهلباخ) كانوا يتبنّون الإلحاد ، أو اللامبالاة الدينية أو اللاأدرية (كما عند مونتسكيو) ، أو النزعة إلى الدين الطبيعي المتجاوزة لإطار ديني محددٍ (كما عند روسو) 0 ورغم أن هؤلاء جميعاً قد كانوا متأثرين بالتجربة الإنكليزية ، ولاسيما صيغة الحكم الملكي الدستوريّ ، ويريدون نقلها إلى فرنسا، فإنّ خصوصية فرنسة قد جعلت علمانيتهم عدائيةً للدين وفي حالة صدام معه، نتيجةً لتحالف الكنيسة مع الحكم المطلق 0

    لقد أدت الثورة الفرنسية إلى تحطيم الحكم المطلق عام 1789 ، كما أدّت إصلاحات نابليون (1799-1815) إلى علمنة فرنسا ، رغم أن الكنيسة الكاثوليكية أبدت مقاوماتٍ كبيرة ، مستندةً إلى جذورها الاجتماعية القوية، واستخدمت كثيراً من نفوذها في عهد الإمبراطورية الثانية (1852-1870) ، وخاصةً على صعيد التعليم ، لكنّ الثورة الفرنسيّة حسمت الأمر بعدم السماح للكنيسة أو لرجال الدين بممارسة أيّ نفوذٍ أو دورٍ سياسيٍّ 0 غير أن هذا لم يمنع أن يكون ثمة في الحياة السياسية الفرنسية أفراد مدنيون كاثوليك متدينون ، لهم منظوراتٌ ثقافية أو سياسية مستلهمةٌ من الكاثوليكية0 وقد أبرزت فترة حكم فيشي(1940-1944) مدى قوة هؤلاء الأفراد التي لا تعود إلى فترة الاحتلال فحسب ، بل إلى العشرينيات و الثلاثينيات حيث برزت فلسفة " التو مائية الجديدة " التي استندت إليها الأحزاب الديمقراطية المسيحية في البلدان الأوروبية والأمريكية اللاتينية 0

    في فرنسا القرن التاسع عشر، لم نعد نجد ملحدين عظاماَ على طراز ديدرو ودوهلباخ ، بل صرنا نجد علمانيين راديكاليين يؤمنون بفصل الكنيسة عن الدولة وإقامة مدارس علمانية ، كما في برنامج الحزب الراديكاليّ في انتخابات عام 1881 ، وكان كليمنصو من أبرز زعمائه 0 والحقّ أنّ العلمانية التي انتصرت في فرنسا ، أخيراً، لم تكن علمانية فولتير وديدرو وعصر الأنوار الفرنسيين ، بل العلمانية الأنكو- ساكسونية التي تفصل المدنيّ عن الإكليريكيّ ، ولكنها لم تمنع وجود تيارات ثقافية وفكرية وسياسية دينية يتبناها مدنيون في الحياة الاجتماعية للمجتمع الذي تسوده العلمانية laicism لا تلك التي يمثّلها مفهوم secularism 0
                  

العنوان الكاتب Date
الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص Sabri Elshareef11-10-05, 03:06 PM
  Re: الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص Sabri Elshareef11-10-05, 03:23 PM
  Re: الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص Sabri Elshareef11-10-05, 03:33 PM
  Re: الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص Sabri Elshareef11-12-05, 10:11 AM
  Re: الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص Sabri Elshareef11-12-05, 11:38 AM
  Re: الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص Sabri Elshareef11-12-05, 11:39 AM
  Re: الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص Sabri Elshareef11-12-05, 11:40 AM
  Re: الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص Sabri Elshareef11-12-05, 11:40 AM
  Re: الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص Sabri Elshareef11-12-05, 11:42 AM
  Re: الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية - محمد سيد رصاص Sabri Elshareef11-12-05, 11:43 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de