|
دعوة للفسوق
|
< دعوة للفسوق قصة قصيرة قَرَّر الحاكم بأمره في المدينة البائسة زيادة أسعار استهلاك الكهرباء والماء وذلك حتى يتمكن من استكمال بناء قصره الفاره ذي الخمسمائة غرفة بشرفاته الذهبية وحدائقه الغناء. قابل سكان المدينة البؤساء تلك الزيادة بعصيان صامت فامتنعوا عن الاستحمام توفيرا للماء وأخذوا يلجؤون لمضاجعهم مبكرين بعد مغيب الشمس توفيرا للكهرباء. تفَتَّق ذهن أحد مستشاري الحاكم الخبثاء عن فكرة جهنمية يقَوِّض بها ذلك التمرد الصامت فأوحى بفكرته للحاكم بأمره الذي أعجب بها وأمر بافتتاح ملهاً ليلياً في المدينة ، وأن يجلب له فتيات جميلات يمارسن الغناء أو البغاء ، فتم الأمر وخرج رجال المدينة يسهرون في ذلك الملهى وصاروا يغتسلون من جديد ، ، بينما تظل زوجاتهم ساهرات في بيوتهن، مضطرات لأن يتركن المصابيح مضاءة ليزاد بذلك استهلاك الماء والكهرباء عَمَّا كان عليه في السابق. وفي زمن وجيز تمَكَّن الحاكم بأمره من استكمال بناء قصره الفاره بشرفاته الذهبية وحدائقه الغناء، بعدها أيقظ الحاكم مجلس الإفتاء والشورى بالمدينة من ثباته ليقرِّرون بشأن الملهى والفتيات المستوردات فقَرَّر فقهاء المدينة جلد الفتيات بتهمة ممارسة الغناء والبغاء وإغلاق الملهى لأنه مدعاة للفسوق والفجور. "انتهت"
|
|
|
|
|
|