|
Re: قرار (قصيدة جديدة ) (Re: Hisham Mansour)
|
أخي الشاعر/ هشام منصور
شكراً على النفحة الرمضانية المعافاة. قرأت القصيدة عدة مرات ، وأستميحك أن تأذن لي بإبداء هذه الملاحظات الإنطباعية العاجلة.
أول ما يلفت الإنتباه تمكنك من الموسيقى. قصيدتك ليس فيها خلل أو إضطراب عروضي واحد ، وتلك محمدة تنقص الكثيرين. والشعر إن خلا من الموسيقى أصبح عندي ضربا من التهريج أفضل منه لغط العوام في ساحة عرس!
في القصيدة محاولة جادة لابتكار صورك الشعرية..وأراك نجحت حين قلت:
Quote: أنا كنت فيك بحلم كتير نتلاقى في أروع مدار أتخطى بيك كل الحواجز وأحتويك .. أنبل شعار |
كذلك تفوقت حين جئتنا بتركيب فيه شيء من الطرافة والتحديث، إذ تقول:
Quote: حتى الكلام.. البينا دار حجبو الوهم.. غيّب شموس أجمل نهار |
إلا إن هذه المحاولة للخروج من القولبة لا تصمد، إذ سرعان ما تعود القصيدة لكلام دارج حتى وإن جاء في موسيقى الشعر ، كقولك:
Quote: أنا إيه لقيت من زيف غرامك غير أسى وعدم اعتبار صحيح بريدك .. وبعشقك بس طبعي ما برضى احتقار |
هذه الجزئية الأخيرة غلب عليها طبع الرجل السوداني الذي يلبس العنترية حتى في دنيا العاطفة. كأني أراك تستعير قاموس العامية حين تخلو من شاعريتها لتقول للمحبوبة بكلام أملاه الغضب فأفرغ منه ريحانة الفنأصلو غير التجاهل لقيت شنو منك؟ بريدك..أيوة..بس جني وجن الحقارة !!)
الكتابة بالدارجة فن يحتاج لكثير من المجاهدة والصبر ، ودونك أعمال الخالدين في دفتر الأغنية والدوباي من الحاردلو وخليل فرح وسيد عبد العزيز وود الرضي ..إنتهاء ب: التجاني سعيد وعمر الطيب الدوش ومحجوب شريف وآخرين!
أقرأ في قصيدتك الموهبة .. وهذا الكلام دون مجاملة. لكن الأمانة تفرض أن أوصيك بأن تشحذ سنان موهبتك الكبيرة بحجر المطالعة في تراثناالشعري القومي، فهو شديد الفصاحة في عاميته الراقية!
|
|
|
|
|
|
|
|
|