دخلوا البيت بعد منتصف الليل وهذا الوقت لمن لا يعرف السعودية ما يزال طفلا بحق وحقيقة وإن كان في غير رمضان فكيف بليلة 28 رمضان الشقة الضيقة التي تسع بالكاد لخمسة أشخاص أو ستة تحملّت أضعاف هذا العدد ( لم يستطع احصائهم) وصدق عليها القول (لو النفوس تطايبت المحل بيشيل ألف) عرف أنهم يتناوبون النوم .... فهولاء ينامون لساعات محسوبة يستيقظون بعدها ليأخذ غيرهم حظاً من النوم.. فيهم أخاه وفيهم إبن عمه وفيهم قريبه وفيهم معارفه وفيهم من غير معارفه يستضيفهم جميعاً .... بلا منٍ ولا أذى .. بل ويجلب غيرهم (نحن) من المطار ولا يعرف عنهم شيئاً اللهم الا أنهم سوادنيين بحاجة للعون. من يا ترى يفعل ذلك؟ .......؟؟؟ .......؟؟؟ كان صاحبنا مهموماً بما يجب عليه عمله ليلحق بالعمرة التي أتوا لأجلها تلفت باحثا عن مضيفه ليسأله عن ما يجب فعله لم يجده فهو يسعى في الأسواق باحثاً عن العشاء والسحور لضيوفه كانت أجابته حين أتى يا زول انتو تعابنيين ، أمش نوم وباكر يحلها ألف حلاّل ..... آثره بعضهم بدوره في النوم فهو ضيفهم لم يدرك مدى تعبه الا عندما استغرق في النوم في دقائق معدودة ..... فتح صاحبنا عينيه المتعبتين على يد تهزه صلاح بوجهه البشوش يقف أمامه مرتدياً ثياب الإحرام يا زول قوم عشان ما نتأخر اصلوا الليلة ييكون الشارع مزحوم .. والكعبة والسعي ..غايتو الله يسهل انا كلّمت المرة تصحّي ناس أمك عشان يجهزوا ..انت عارف الحريم حركتن تقيلة ... لا اطيل عليكم .... أخذهم صلاح بسيارته لمكة ...وأعتمر معهم وصدق حين قال أن اليوم مزدحم بالمعتمرين فقد كان يوماً عصيباً سعيداً ثم ارجعهم لجدة بحث عن معارفه ..حتى عثر عليهم ...يوم العيد أوصلهم بنفسه اليهم وهو لا يكاد يذكر اسماءهم ..ورجع .... سافر صاحبنا بعدها كثيراً في بلاد الله ورأي أجناساً وأمماً كثيرة وعرف عن أخلاقهم وعاداتهم الشيْ الكثير ولكنه لم يرى أبداًً مثل هذه الشهامة والكرم فهل رأى أحدكم مثل هذا في غير السودانيين؟؟
وما الناس إلا هالك وأبن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة