|
سلوكيات الإنسان هل تقاس بمهنته: شارون معجب بدرويش, أرنست همنجواي مصارع ثيران ,مايك تايسون وصدام
|
عمود الصحفي عبد العال السيد بصحيفة الصحافة الغراء والذي اختار له اسم " صرخة " وجد عندي شئ من الإهتمام لارتباطه كماأري بما يمكن تسميته بـ " تناقضات السلوك الأنساني " , أجد نفسي , بقدر نزوعي للتواجد قريبا من همومنا الإجتماعية والسياسية , ميالا لتفهم الظواهر المرتبطة بالسلوك الإنساني , human behaviour , معتمدا في قدر من ذلك علي نتائج بحوث علم النفس خاصة فيما يتصل بفرع دراسة سلوك الحيوان , animal behaviour , ومحاولة قرائة السلوك الإنساني علي خلفية من إستخلاصات البحث العلمي عن سلوك أصدقائنا من الكائنات الأخري التي تساكننا هذا الكوكب تحديدا !..
إستناد علي عموميات علم النفس الإجتماعي , كثيرا ما تتجاذبني مواضيع بما يمكن وصفه ' مؤقتا ' بصراع الشد و الجذب داخل الذات الإنسانية الواحدة كنتيجة منطقية للتناقض القارص بين متطلبات " الخاص " و " العام " مما يولد حالة من الشيزوفرينيا ' الطبيعية ' أي ' غير المرضية ' بحسب قبول العلم نفسه لهذا التشخيص !..في ذلك , تجد الذات الإنسانية نفسها في حالة قتال ضاري لتلبية حوائج متنوعة كثيرا ما تتقاطع عندها خطوط العام بقوانينها و شروطهاالتي تحكم و تتحكم في كل من الجانبين والتي كثيرا ماتوقع الذات البشرية في بلبال يضطر معه الشخص للبحث عن مخرج مريح كما في الحالة الأكثر شيوعا بحسب ' علم النفس ' وهي حالة النزوع للتوفيق مابين الأمرين والخروج بأقل خسائر ممكنة , وهي الممارسة الأكثر قبولا بحسب العلم وتوصياته..
قضيت الفترة الماضية أقلب بعض النماذج في ذهني, واناقش بعضا الأمثلة لشخصيات , بعضها شخصيات عامة ترتبط مصالح حياتنا, بصورة أو بأخري, بأدائها , وبعضها شصيات وكتاب يساكنوننا هذا العالم الإسفيري , وبالطبع لاأستثني نفسي من هذا البحث , كل ذلك الهم الشاغل كان من باب التسائل المشروع : ماذا نبتغي من وراء كل هذا الصخب المكتوب وهذا الضجيج وتلك المشاداه, وماذا يريد منا ولنا هؤلاء الناس ?.. ففيهم الصعلوك وفيهم الماجن , والمهذب , والجلف , وفيهم الكاتب الجاد , والناقد الرقيق والأخر النابي , والشاعر الفتوة والباحث النرجسي و السياسي العاقل والدبلوماسي البدوي والريفي المتحضر وو ..
لماذا كل هذه الظواهر وكل هذا التلاطم المتعاظم وكل التصاعد إليى فضاءات أكثر وأكثر لغزوية و تعقيدا !.. أدعوكم لقراءة هذه " الونسة " غير العابرة علي أمل أن نعود لتوسعة مثل هذاالكلام :
-------------------------------- صرخة سيناريو التضادات
عبدالعال السيد [email protected]
سلوكيات الانسان لا تقاس بمهنته او بما يمتلكه من مواهب وطاقات ابداعيه فقد تجد سائق تريلا وتتصوره جلفا ولدهشتك تجده في غاية اللطف والاتكيت وفي المقابل ربما يصادفك (طبيبا يداوي الناس وهو عليل ) بمعني ان تصرفاته تثير الاشمئزاز وضرب المثل بالدكاتره ليس لان محسوبكم حاقد على هذه الفئه ولكن فقط لأنهم يذكرون الانسان بالمرض ـــ حمانا الله واياكم منه ــــ وهناك من يعتقد ان جميع اصحابنا الشعراء مرهفين وان تصرفاتهم نموذجيه وهو امر يخالف الواقع فقد تجد شاعرا تهز كلماته الجماد طربا ولكن افعاله تهد الجبال وتفلق (حجر الزلط ) ودون ان نذهب بعيدا فقد يعجبك كاتب عمود تقطر كلماته شفافية ومرحا ولكن حينما تجلس اليه تكتشف انه جامد مثل تمثال رمسيس الثاني وفي مناسبة عامه قدمني احد الاصدقاء لشخصية مرموقه وبعد الحفل همس صديقي في اذني ان الرجل وصفني ب( الباهت ) وثقيل الدم اما المشتغلون بالهم السياسي فيمتلكون حلاوة اللسان وديناميكية الاقناع ولكنهم مبتلون بجرثومة الكذب وذكر احد المفكرين في الغرب ان السياسه تعني فن اجادة الكذب فاذا كنت من ركاب هذه ( الركشه ) فابشر فانك سياسي محنك ومن اغرب التناقضات ان يكون الجزار مرهفا وبالمناسبه لا اعني هنا جزاري الماشيه وانما المقصود ارييل شارون ولا غيره وفي مقابلة معه اجرتها صحيفة يديعوت احرنوت ذكر هذا الشارون ب( عضمة لسانه ) انه معجب بشعر محمود درويش ويحسده لانه شاعر مبدع ودون ان نبتعد عن (سلخانة ) الجزارين فان صدام حسين ظهرت لديه في اوآخر ايام حكمه موهبة كتابة الروايه ـــــ وان كان النقاد يشكون في ذلك ـــــ وآخر عمل له اصدرته ابنته رغد في العاصمه الاردنيه عمان وهو بعنوان ( اخرج منها يا ملعون ) ويقال ان كاتبها مؤلف عراقي معروف اما روايته ( زبيبه والملك ) فتشير معلومات الى انها من تأليف الروائي المصري جمال الغيطاني وفي مشهد الادب العالمي فان الكاتب ارنست همنجواي كان من مهوسا بمصارعة الثيران وهو الذي منح مهرجان ( بامبلونا ) في اسبانيا شهرته العالميه من خلال روايته ( الشمس تشرق ايضا ) التي صدرت في عشرينيات القرن الماضي وفي تصوري ان همنجواي ان كان لا يزال على قيد الحياه لكان قد كتب ملاحما عن الثيران البشريه وما اكثرهم في المشهد العالمي اما آخر صرعة في التضادات فهي ان بطل العالم السابق للوزن الثقيل مايك تايسون اعلن عن صداقته للحمام فبعد خسارته المهينه من ملاكم ايرلندي لم يجد تايسون ما يجمّل به صورته سوى اعلانه عن بناء بيت للحمام بمدينة برادايس فالي باريزونا وتبلغ كلفة برج الحمام 12 الف دولارا والغريب ان تايسون ذكر عقب هزيمته انه ربما يهاجر الى السودان وبطبيعة الحال كان المحتاجون (لدينا ) اولى بهذه المنجهه من (حم ياحمام ) وسامحوووووني موال يا صاحبه غنيلي ياروح مواويلي
|
|
|
|
|
|
|
|
|