|
Re: لقد مر الخاتم عدلان من هنا ( 1 من 5 )..صديق عبد الهادي/فيلاديلفيا (Re: Elmuez)
|
في اطار الاحتفال بأول مايو و بخروج الحزب للعلنية في عام 1985 كان المكان لذلك اللقاء الكبير و الشهير هو الميدان الشرقي في جامعة الخرطوم . تحدث في اللقاء الاستاذ محمد ابراهيم نقد و الاستاذ التيجاني الطيب و الاستاذ الخاتم عدلان. كان ذلك اللقاء هو اللقاء الاول لقطاع كبير من جماهير الشعب السوداني بقيادة الحزب بعد طول غياب. قدم فيه الحزب نفسه للشعب بشكل جيد خاصة الاستاذ نقد باعتباره قائدا للحزب إذ قدم خطابا رفيعا مشفوعا باتزان سياسي لم يكن واردا في حسبان الكثيرين من الناس و من ضمنهم الشيوعيين أنفسهم.
في التحضير الذي سبق اللقاء وقع اختيار اللجنة المشرفة على ثلاثة أشخاص للقيام بتقديم المتحدثين على أن يقوم الاستاذ كمال الجزولي المحامي بتقديم الاستاذ نقد و يقوم الاستاذ أبوبكر الامين الصحفي المتميز بتقديم الاستاذ التيجاني الطيب و على أن يقوم شخصي بتقديم الاستاذ الخاتم عدلان.
لجملة أسباب كنت أود أن أقدم الخاتم عدلان وقد حدث لا أذهب الان في تفصيلها ولكن من ضمنها ليس فقط التأثر بسيرته كأبرز أبناء المنطقة ــ غرب الجزيرة ــ من حيث تفوقه و التزامه السياسي المبكر بل كنت أرى فيه مستقبل الحزب . فلذلك حزنت مثل كثيرين غيري لخروجه من الحزب في أوائل التسعينات إذ أن خروجه أفقد الحزب كثيرا من بريقه الثقافي؛ بل لقد أخذ الخاتم معه قدرا لايستهان به من الملمح المعرفي المميز للحزب كان نجماً أزرق لامعا في سماء الحزب و لكنه اختار فضاء أوسع اختار أن يلمع في سماء الوطن و على طريقته الخاصة و هذا من أصيل حقه.
فأينما بذر الخاتم فكره و جهده و على أي أرض استزرعه فان خراجه المعرفي لن يكون إلا تعزيزا لمشروع التنوير و ترسيخا للعقل.
كان الخاتم يمر بظرف صحي ليس بسهل حين هاتفت منزله معلنا قدومي اليهم يوم الجمعة 15أبريل هذا الشهر من فلادلفيا ـ أمريكاـ تحدثت إلى أخيه عدلان عبر الهاتف وسألته عنه فرد علي بالحرف الواحد ( اننا نستمد قوتنا منه ) . لم أصدقه إلا حين وصلت و رأيت الخاتم واقفا رغم وهنه وفي ساعة متأخرة من الليل ليصافحني مرحبا و مبتسما. تعانقنا طويلا أخبرته أنني جئت اليه باسم كل الذين يحبونه و يحبهم فرد قائلا انني باسمكم جميعا سأقاوم هذا المرض. همست إلى نفسي( هذا الرجل شجاع بما لايقاس شجاعته ليست في تحمله الالم فحسب و انما في اصراره على ابانة تقديره الفائق لموقف كل الناس ووقفهم الي جانبه) . لقد رأيت زوجته (تيسير) و أخوه (عدلان) لا يغفلان الافصاح عن شكرهما لمن يهاتف أو يحمل الاخرين تمنايته بالشفاء. و هم في ظرفهم ذلك يشفقون عليك من السفر !!! أنا لم أتجشم مشقة انما جئتكم متأبطا حب الجميع و مستصحبا تراثاً مجيداً من التضامن الصادق الذي خطه الحزب عبر تاريخ طويل ... و إن كانت الامور الان لا تبدو كما يجب أن تكون.
الخاتم رجل له وزنه و قيمته. كان الهاتف في منزله لا يصمت و لا يتوقف عن الرنين. ففي حضوري كانت هناك مكالمة من امام احدى مساجد مدينة الشجرة في الخرطوم وأخرى من مسجد قرية أم دكة في الجزيرة و قبلهما كان امام مسجد بيت المال في ام درمان. كلهم اتصلوا ليعبروا عن تمنياتهم له بالشفاء و ليخطروا أسرته بأنهم و المصلين قد تضرعوا متوسلين بالدعاء لاجل شفائه كان موقفا آخذا جاشت له النفس واقشعرت له الروح.
هذا هو الشعب يعرف أبناءه الاثيرين المخلصين الذين أسهموا دون منٍّ أو تردد. انه يقدرهم حق قدره. هو الشعب الذي لم تستطع السلطة بكل علمائها و مأجوريها و متشعوذيها و أفاكيها و طفيلييها أن تسد بصيرته أو تضعف حسه فهو دائما يسمو بدينه عاليا منتبذا به قصيا عن رذائل السلطة .. دينا شعبيا موفور الرحمة لا تسعه أغنية التسيس و التسلط .
الخاتم رجل متماسك ــ و هو في ظرفه هذا يتحدث عن المستقبل كلما فج عنه الالم بصفاء و تركيز حديث الظاميء كمن لم يساهم أو يضحي يوما قط!!!كان يناقشني عن أشياء و مشاريع كبيرة لم أتبين في حينها أن بقية عمره ليست سوى أسبوع.
فلقد كان لوقوف الناس بجانبه و لاهتمام السودانيين بحالته خاصة المقيمين بانجلترا أثر ايجابي واضح عليه و على اسرته .
اننا نحتاج عودة الخاتم في جمع كل آثاره المطبوعة و غير المطبوعة من أوراق و لقاءآت و رسائل و أحاديث و نشرها في أعمال كاملة . فلا أقل من تطويقه بالحب و التقدير الذي يستحق.
صديق عبد الهادي (عدل بواسطة مريم الطيب on 24-04-2005, 12:20 م)
|
|
![Yahoo](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|