|
Re: هل الديموقراطية والديكتاتورية وجهان لعملة واحدة ؟ (Re: Yasir Elsharif)
|
قناع آخر من أقنعة الديموقراطية يسقط في عاصمة الفن و الجمال ( باريس )
لطالما تغنى أتباع الديموقراطية , بالعدل والرخاء وحقوق الإنسان المحفوظة في ظلها .. وأن الأقليات الدينية تتمتع بكافة حقوقها في ظل هذه العلمانية التي لا تفرق بين دين وآخر .. ولطالما نظم العلمانيون القصائد التي تمجد في الديموقراطية , ذلك النظام الذي عجز الإله ذاته عن أن يأتي بنظام يفوقه بزعمهم ..
ولقد تعددت الأقنعة الزائفة التي تضعها الديموقراطية , والتي تضحك بها على عقول السذج الحالمون من أبناء العالم الثالث , والمقموعين والقابعين تحت سياط الديكتاتورية , بغض النظر عن أن هذه الديكتاتوريات التي تقمعهم , هي ذاتها مدعومة وبطريقة فجة ومفضوحة من ذات هذه الديموقراطيات التي تدعي الحفاظ على حقوق رعاياها , بينما تقمع الشعوب الأخرى بطريقة غير مباشرة عن طريق تدعيم الحكومات القمعية ..
ولا تكاد تمضي بضع شهور , حتى يسقط أحد هذه الأقنعة الزائفة , ويظهر جزء من وجه هذه الديموقراطية البشع , فبعد أن تكشف زيف الديموقراطية الأمريكية , وبعد أن إتضح أنها ديموقراطية عنصرية , وياله من تعبير متناقض أن توصف الديموقراطية بالعنصرية .. لكن لا حيلة لنا , فليس هناك تعبير آخر أنظف وأكثر إحتراماً من الممكن أن نصف به بشاعة الديموقراطية الأمريكية غير هذا التعبير .. فمعذرة ..
وبعد أن تكشف هذا الزيف للديموقراطية الأمريكية ( كاترينا نموزجاً ) وظهر طرف بسيط من الوجه البشع لأم الديموقراطيات ( بريطانيا ) , وإن لم يظهر على حقيقته كاملة كما هو الحال في أمريكا .. بعد أن تكشف ذلك .. هب المدافعون عن الديموقراطية , ليجملوا هذا الجزء البشع والقبيح الذي ظهر في وجه الديموقراطية والذي كاد أن ينفر الناس منها .. فقالوا لنا ( إن العيب في الديموقراطية الأمريكية , وليس في الديموقراطية ذاتها , وضربوا لنا الأمثال , فقالوا لنا هاكم الديموقراطيات الأوروبية الغربية , وبالأخص الديموقراطية الفرنسية و الاسكندنافية ( التي لم تُختبر بعد ) هل ترون بها من عيوب ؟ )
ونقول لهم مرة اخري أن كل الديموقراطيات واحدة , وأنها جميعها عبارة عن أنظمة ( لقيطة) , لا أب لها ولا أم تعرف .. وأنها في الغالب نتجت عن علاقة مضاجعة غير شرعية بين العلمانية و الكنيسة المكبوتة .. وأن أنظمة لقيطة كهذه لا خير يرجى منها , وأننا كشعوب خيرة , لا يجب أن نبحث في صناديق زبالة الغرب عن لقطائهم لنتبناهم ..
وقلنا لهم أيضاً أنه آجلاً أو عاجلاً سيظهر معدن هذه الأنظمة اللقيطة البشع لنا .. فالمسألة مسألة وقت لا أكثر .. لكن المدافعون عن الديموقراطية كدأبهم , وبسبب إنباهرهم بالغرب وما يأتي من الغرب لم يصدقونا .. وقالوا لنا أننا حاقدون وأننا رجعيون و ظلاميون .
ولأن الباطل دائماً إذا بدأ بالتدهور فإنه يتدهور في خطوات متتابعة لا تتوقف بعد أن يسقط سقطته الأولى .. وأنه كالمريض الذي بدأت أعراض المرض تظهر عليه , لا يكاد يشفى من عرض أو مضاعفة من المضاعفات , حتى يظهر عرض أو مضاعفة أخرى تهلكه أكثر .. من أجل ذلك فإنه لا يكاد يمر شهر أو شهرين .. إلا وتصاب الديموقراطية بضربة جديدة يجعلها تترنح ..
فها هي الديموقراطية الفرنسية هي الأخرى بدأت النيران تحرق القناع الجميل الذي كانت تتخفى وراءه , والذي صُنع في أرقى بيوتات التجميل , في عاصمة النور والأزياء والأناقة .. لقد بدأ القناع الجميل يحترق , وبدأت تظهر النتوءات والتجعدات في الوجه الجميل , أو الذي كان جميلاً .. وبدأت الشابة الأنيقة الرشيقة التي كانت تأخذ بالألباب والقلوب في السقوط ..
فما هو القناع التالي الذي سيسقط , وماذا سيقول المدافعون عن الديموقراطية هذه المرة ليرمموا وجه الديموقراطية الذي بدأ العجز والترهل والتشوه يظهر عليها ؟
مع خالص تحياتي
|
|
|
|
|
|