|
الى نجيب السر -ضالعا فى البهاء حد الغياب-خلى بالك من صغيرنا ميرغنى حمزة فقد غفلنا عنه فمضى
|
ميرغنى .. لم يجف ثرى قبرك بعد وحل سبتمبر مجددا احزانا تتعتق منذ سنين ..ذكرى رحيل نجيب السر
ضوضاء عارمة , فوضى محكمة , رهافة حس وصدق نادر الحدوث..يقتحم الصمت اى صمت كعاصفة , يبعث الحياة فى جثة الموت الهامدة فيجعلها تضج بالحياة وينسرب دون ان يلحظ ذلك احد .. يفعل كل ذلك بمثابرة نملة فتية, ودون حساب ينفق الوقت فى فى ممارسة الحياة دون ان يهدر اللحظات فى التفكير فى الطريقة المثلى التى يحيا بها كانما كان يدرك بحدس نبى انه يملك القليل والقليل جدا من العمر ..ذات نزوة من نزوات العسس بمطلع التسعينات وقد غيبتنى وثلة من الرفاق قضبان المتأسلمين قرر منفردا الاضراب عن الطعام وحيدا بباحة كلية الهندسة عطبرة احتجاجا على سجننا وعلى عدم جدوى ما اتبعه زملاؤنا من اساليب احتجاجية .. لم اعرف قط وحتى الان مصير ذلك الاضراب ولكنى ادركت عمق ما كان يضمر ذاك الناحل من حب وتفان .. مرت اشهر عدة علينا بالسجن واذا بى يوما اسمع احدا يهتف : شبشة , عامر ,وعدة اسماء اخرى , يهتف فينا عبر جدار السجن : احبكم احبكم احبكم ....وحين يفاجىء جنون الاسلاميين اعتى شطحات ظلامييهم يصير العجب عجاب اذ قرر معتوه فصل جميع الطلاب فى الكلية لمدة عام كامل .. كان نصيبى ونصيبه الفصل النهائى ..وعلى سطح قطار متهالك غادرنا صوب الخرطوم ..كم ذكرى انسربت منى هاربة لا اعرف .زلكنه غادر فى كدر الى ابوظبى ومن هناك كتب يقول: (لو رحت من نفسك بعيد لو شلت فى خاطرك بلد برضك ح تاخد فى الطريق سجنك معاك الى الابد) غادر ابو ظبى الى باكستان للدراسة .. ...... بالهدوء ذاته العصى على الوصف حين يتعلق الامر بالانصراف رحل ,دون توضيحات ولا تفاصيل ..انه من الرحيل الذى غيب قبلا نزار عثمان موسى وبعدا حسام الحاج وهذه الايام ميرغنى حمزة ..رحيل يمزق نسيج الروح ,يحفز على العدمية ويوهط الحزن عميقا في ويركل القلب الى ركن يحكمه الاسى باحكام ..الوقوف فى مواجهة الحقيقة الوحيدة الماثلة فى العالم : الموت , امر فى غاية العجب والعجز وال.. وال .....نسيت . ارغب حقا فى البكاء ................. يائسا ووحيدا رحلت يا صديقى يا صهوة عاصفة الاحلام الضامرة ونشيج عروس البحر المنتحرة وحيدا .. بالافلاك تلهو فى فناء دار الاله الموسومة بالفوضى تنشد المراثى فى العراء وتبدع هجاء ينضج بالحب ل (ريتا ) لم يزل حذاؤك يلثم كل ثانية ما علق من غبار بذاكرة المدينة البائسة كلماتك ترن باذن النيل الى الان منديلك تفوح عطوره من ميلين وسريرك ..بارد لا شعر عليه ولا احلام ويا سلام .. وحيدا ..يائسا وواثقا رحلت يا حبيبى .. فسلام عليك هنا وهناك حيث تنام ..سلام..سلام.
|
|
|
|
|
|