|
Re: ناجي العلي 18 عاماً من الغياب - حنظلة الذى لم نر وجهه (Re: almohndis)
|
حنظله يفجر قبر ناجي جاء في استجواب شرطة "سكوتلانديارد" البريطانية لحفار قبور مقبرة "بروك وود الإسلامية" الواقعة في منطقة " ووكنع" (30 ميلاً من العاصمة البريطانية لندن, والذي رفع فوق قبره -الذي يحمل الرقم 230190 العلم الفلسطيني): " كان يحدث ذلك عشية كل أول شهر قمري... ما بين الرابعة والخامسة فجرا بتوقيت غر ينتش....كنت أسمع وقع أقدام على الأوراق الصفراء, حول ذلك القبر المجهول الذي لا شاهد له.... مع طلوع الفجر كانت تسقط حزمة من الضوء على القبر، وينقشع الضباب عن طفل أسمر اللون ، سبة عار أشعث الشعر، حافي القدمين.. لم أر وجهه أبدا كان يدير ظهره حيث يشبك يديه على وردة حمراء... كان يلف حول القبر ... ثم يركع وينحني أكثر من مرة ، وكأنه يصلي .. وقبل شروق الشمس يغادر في حزمة الضوء حيث أتى، بعدما يفك يديه . وأرى جانبا من وجهه وهو يضع الوردة الحمراء على الضريح ... عندها ينتفض من في القبر، وتستيقظ القبور المجاورة على قرقعة الحجارة .."!؟ بعد هذا البلاغ أقفلت الشرطة البريطانية المحضر على قرار اتخذته جمعية حقوق الموتى التابعة للأمم المتحدة بعزل القبر المذكور بالأسلاك الشائكة والأسمنت المسلح,، وذلك " حفاظا على صمت القبور المجاورة وراحتها". وفي لبنان أفادت وكالة " رويتر" أن مسلحين في مخيم " عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين أزالوا الأحد الماضي ، تمثال لللرسام الكاريكاتوري الفلسطيني ناجي العلي الذي اغتيل في لندن قبل نحو عام نقلت عن شهود عيان أن نحو عشرين مسلحا أنزلوا التمثال عن قاعدته بواسطة حبال.. وذكر أن عائلة الشهيد قد بذلت جهدا لتنفيذ وصيته الخاصة بدفنه إلى جانب والديه في مخيم ( عين الحلوة) قرب مدينة صيدا ، ولكن تعذر تحقيق وصيته، لهذا دفن في بريطانيا. ... وجاء على صدر صحيفة بريطانية واسعة الانتشار:" بعد تنفيذ قرار المنظمة الدولية بعدة أيام ، وفي ليلة اكتمل فيها البدر، سمع دوي انفجار كبير في القبر - المجهول الهوية - وتطايرت كتل الأسمنت في كل ناحية ، وتحولت الأسلاك االشائكة إلي شظايا حارقة... وانبلج القبر عن فوهة تقذف حمماً من الحجارة الصغير الملتهبة تساقطت على القبور ، كما أصابت بعض الأبنية السكنية المجاورة..". وأضافت الصحيفة في مكان آخر : " وفي التحقيق الأوليّ، عثرت الشرطة البريطانية على أوراق مبعثرة بين الحجارة ، وكأنها انتزعت من دفتر جيب،فيها ما يشبه الرسوم الكاريكاتورية مذيلة ببعض الخواطر واليوميات ، وموقعة باسم " حنظلة " ... وقد حصل مراسل الجريدة الأمني على بعض منها... ولاحظنا أن الأوراق التي توفرت ، استخدم فيها كاتبها كلمات تتردد: كالموت والقبر والدم والحجر، مع بعض الإشارات والرموز السياسية... ننشرها فيما يلي وبأمانة علها تساعد على استكمال التحقيق: -الورقة 13 - منذ اغتياله, قتلوا معلمي مرارا وفي كلّ يوم ثالث , يزيح الصخر عن القبر ويخرج وعلى كتفه قفة حجارة. -الورقة17 - حجر باليد ولا عشر مفاوضات على الشجرة, كلما أصاب حجر في بلادي هدفه, تحرّك ضلع من القبر الي الضوء. -الورقة 19 –
ما بين الانتفاضة الأولى والثانية: طافت رفات معلمي بضع إشرا قات عن منسوبها العاديّ. بلابل بلادي لا تغرد إلا على شواهد القبور. لأن سماسرة المنابر لا تربح الحرب إلاّ بسيوف خشبية, صنع خيال الظل من خشبه المسرح تابوتاً للضوء. الأرض التي تتحرر باطنها قبور. قبورنا ظلالنا ، في العرس وليلة الدخلة وحفل الختان تلازمنا... حتى إعلان الدولة الفلسطينية. -الورقة 20 - - يشرب جفاف الأطراف إعصار العولمة في كؤوس من جماجم الجياع. - التضامن يحوك من نعاس الأمراء والملوك والرؤساء أكفاناً لأطفالنا . -الورقة 21 - منذ غيابك يا معلم . مازالت تتربع في صدر عروبتنا, أنظمة من المومسات العاقرات, وعلى الأرصفة يسقط الأطفال, ومن االأرحام تتساقط الأجنة, ومن أفواههم ينساب الدم ممزوجا بالخبز اليابس.... نحن بانتظارك , يا معلم, ليستقيم دمنا قوس يربط المحيط بالخليج , حتى يلامس الليلكيّ الأصفر ليحمرّ خجلا بنفسجيّا , ويرتجف البرتقالي من الزيتي و يندلق زعفرانيا في بيارة الجليل. نحن بحاجة للأسود والأبيض , متى تترك يا معلم , ضباب لندن الرمادي, فكل ألوان بلادي تنتظر مسحة فرشاتك. -الورقة 24 - هل تعلم, يا معلم , أنه حيث نمشي إلى حتفنا , نستبدل السجاد الأحمر بغصون الزيتون وأرحام البطون . وعلى طريق الشهادة نعطر دمعة الثكلى ببسمة الرضيع، ونعصر قرص الشمس بين راحتين موحلتين، ونمضي إلى الليل العربي الطويل.
-الورقة 119 - النداء الأخير: إما عودة رفات ناجي من لندن إلى فلسطين , وإما نقل كامل التراب الفلسطيني إلى قبر ناجي في لندن. التوقيع: حنظلة
من كتاب: كامل التراب الوطني الفلسطيني "من أجل هذا قتلوني" بقلم: محمود عبدالله كلّم
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ناجي العلي 18 عاماً من الغياب - حنظلة الذى لم نر وجهه (Re: almohndis)
|
قليلة هي الأسماء التي يمثل غيابها القسري، عن حياتنا، علامة واضحة على غرقنا في الصمت والعيش الموحل، قليلة هي الأسماء التي يجسد غيابها شاهد قبر على وجودنا المزيف. فبعد أيام معدودة تدق السنة الثامنة عشرة جرس الفقدان لواحدٍ ممن حرثوا وعينا بالمرارة والفجيعة علنا نتعلم مذاق العلقم، وتستعيد حواسنا شرايين الألم والتوجع، ونعرف ان الدم العربي لا يمكن إقحامه في القواميس الآسنة.
ثمانية عشر عاماً مرت بأقمارها العربية دون ان يكتمل إحداها، ودون ان يداعب عيوننا خيط ضوئي واحد ينير الدروب إلى من أحب الأرض حتى الثمالة، وقرأ الأوطان بقلب فصيح الجسارة وضمير يكره الرخاوة. إنه ناجي العلي، مؤذن النزف المبين، سيد الجرح المناوئ لذاكرتنا، والذي اغتيل بسكوتنا قبل ان تطوله الرصاصات المكتومة ليجسد حالة فريدة من تواطؤ الانسان مع الأشياء ضد الفاضح الأول لصدأ الاثنين معاً..
وليس أدل على ذلك من إحدى رسوماته وهي تصور جندياً عربياً وقد أحال خوذته العسكرية إلى مكان «لقضاء الحاجة» في سخرية مدوية وكشف عارم عن حالة الكساح التي تفت في عضد الجميع. ولأن ناجي العلي كان يعلم ما يتربص به ما بين إغفاءة عين وانتباهتها فقد انجب لنا من قلب أحباره السوداء وسياط ريشته كائناً اسماه «حنظلة» جعله وريثاً أثيرياً يستحيل على كهنة الآثام اصطياده على قارعة طريق معتم، أو ترويضه حول طاولة مفاوضات يستبد بها شظف الكرامة وفساد الطوية.
ولد حنظلة من رحم النبوءة المؤلمة في عام 1969 على صفحات جريدة السياسة الكويتية. وقد جعله العلي بادئ الأمر مقاتلاً تارة وشاعراً مشاغباً تارة اخرى.. لكن سرعان ما تحول، عقب حرب اكتوبر، الى شاهد يعطي ظهره للقراء ليتفرغ، بحدسه المفرط، لتوثيق ما تخبئه الأيام من انتكاسات مكتومة الصوت وذائعة الصيت.
إعطاء حنظلة ظهره للكل دليل على تجنبه احتمالات التبرير والتعتيم التي ربما تأتيه من مزور أو مدجن، وهو الذي وهب نفسه لدور الشاهد العنيد غير الملوّث. ولكي يثبت ناجي العلي أن كائنه مقطوع الصلة والقرابة بكل من حوله فقد رسمه، ذا وجع، مبتور القدمين، بينما يقوم أحد زواره العرب بتقديم «نداء» كهدية له في تعرية جديدة للتواصل الأعمى والأطرش بين أنباء الخندق الواحد.
لقد ترك ناجي العلي تركة يصعب التخلص منها، فهي غير قابلة للتوريث، فحنظلة لا يستطيع الاندمال مع من لا يستحق أو لا يملك مبضعاً لتطهير الجروح. لقد اتسع الجرح يا حنظلة، وفلسطين تناسلت إلى شقيقات مذبوحات، وأخريات سجينات، وباقيات منكفئات.
لقد كبرت الآن وبلغت طور الرجولة، فلا تلتفت إلى الخلف لأنك أصبحت «كليم» المستقبل المُر. إياك أن تفك يديك، فنحن في حاجة إليك شاهداً لا شهيداً. كل عام وأنت أقل علقماً يا حنظلة، كل عام ونحن في شوق، لا نستحقه، إلى لون عينيك. وسلاماً على ناجي العلى، مبدعك الذي يخجل ضباب لندن ان يقترب من مثواه الأخير.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ناجي العلي 18 عاماً من الغياب - حنظلة الذى لم نر وجهه (Re: almohndis)
|
 و لهذا الرمز قصة منفصلة عن صاحبه. ففي فلسطين و الاردن خاصةً و بلاد برّ الشام عامةً ينبت ثمر من فصيلة الصبار يدعى <الحنظل> و هو من النوع المر جداً. و رأس الطفل الصغير في رسوم ناحي مثل ثمرة الحنظل, و هو يرمز الى الى الرفض و المعارضة المرة التي لا تهادن , ولذلك من النادر جداً و بحدود صورة من الالف يدير فيها حنظلة وجهه الى القرّاء, مثلاً عند الانتصار في معرك الكرامة , و انسحاب اسرلئيل من بيروت... اما اذا اختفى من الصورة , فهذا يعني انه يخاطب الانظمة العربية , مثلا اخراج الفدائيين من عمان و من بيروت... و الواقع , ان حنظلة هو نفسه ناجي العلي يسوق على لسانه ما يريد ان يقول هو, و يأخذ من مواقفه ما يريد ان يعبّر عنه, او يوحي به على الاقل. فهو <الضمير> الحاضر الغائب , ضمير المخاطب و المتكلم , ضمير المفرد و الجمع... و الذين حاكموا ناجي العلي , و حكموا عليه بالتشرد بين بيروت والكويت و لندن ادانوا حنظلة ذلك الضمير الذي ام يساوم لا في قضية فلسطين , و لا في اي قضية عربية . عجزوا عن محاكمته في محاكم الاحداث( باعتباره قاصراً ,فحكموا على ضمير الفعل ) و طاردوه في كل مكان الى ان اصابوا منه شيئاً في لندن. كان يقول ناجي العلي : هذا المخلوق الذي ابتدعته <حنظلة> لن ينتهي من بعدي بالتأكيد و ربما لا ابالغ اذا قلت انني قد استمر عبره بعد موتي
(عدل بواسطة almohndis on 09-01-2005, 06:16 AM)
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ناجي العلي 18 عاماً من الغياب - حنظلة الذى لم نر وجهه (Re: نهال كرار)
|
ما أصعب الكلام
قصيدة إلى ناجي العلي
شكراً على التأبين والإطراء
يــا مــعشـر الخطبـاء والشـعـراء
شـكراً عـلى مــاضـاع مـن أوقـــاتـــكم
في غـمـرة الـــتـدبـيج والإنـشـاء
وعــلى مـداد كـان يــكـفــي بـــعــضـه
أن يــغـرق الـظـلمـاء بالـظـلمـاء
وعــلى دمــوع لـــو جـــرت في الـبـيـد
لانـحلـت وسـار المــاء فوق الماء
وعـــواطـف يــغـــدوا على أعــــتــابها
مـجـنـون لــيـلى أعـقـل العقلاء
وشـجـاعـة بـــاسم الــقـــتـيـل مشـيرة
لـلــقـاتـلـيـن بـغـيـر ما أســـماء
شكراً لكم ؛ شـكراً ؛ وعــــفـواً إن أنا
أقلعت عن صـوتي وعن إصغائي
عـفواً ؛ فلا الــطـاووس في جـلدي ولا
تــعـلـو لـسـانـي لـهـجـة الببغاء
عــفـوا ً؛ فـلا تروي أسـاي قـصـيـدة
إن لم تـكـن مـكـتـوبـة بدمــائي
عفـواً ؛ فــإنـي إن رثـيـــت فـإنــــما
أرثــي بـفـاتــحة الكتـاب رثـائي
عــفـوا ً؛ فــإنـي مــيــت يـــا أيــهـا
المـوتـى ؛ ونـاجـي أخــــر الأحياء
ناجي العلي لقد نجوت بقدرة
مـــن عـارنـا ، وعـلـوت لـلعـلياء
إصـعد ؛ فــمـوطنـك السماء ؛ وخلنا
فــي الأرض إن الأرض لـلــجـبناء
لــلمـوثــقــيـن عـلى الربـاط ربـاطنـا
والــصـانـعـين الـــنـصر في صنــعاء
ممن يـرصـون الــــصـكوك بـزحـفهم
ويـــنـــاضـلـون بـرايـــة بـيــضـاء
ويـسـافحون قــضـيـة من صـلــبـهم
ويــصافـحــون عـــداوة الأعــــداء
ويــخـلفـون هـزيـمــة ؛ لم يـعـترف
أحــــد بــها، مـن كـثـرة الآبــــــاء
إصـعـد فـمـوطـنـك المـرجى مخـفـــر
مــتـعـدد الــلهـــجــات والأزيــــاء
للشــرطـة الخـصـيـان؛ أو للشــرطـة
الـــثـوار ؛ أو للشــــرطــة الأدبـــاء
أهل الكروش القابضين على القروش
مـن الــعـروش لــقـتـل كــل فـدائـي
الهـاربـيـن مـن الـخنــادق والبـنـادق
لـلـفــنــادق في حـمـى العــمــــلاء
القـافـزيـن مـن اليـسار إلى الـيـمـيـن
إلى اليسـار إلى اليمين كقـفزة الحرباء
المـعـلـنـيــن من القـصور قــصورنــا
واللاقــطـيـــن عــطـيـــة اللـقــطـاء
إصـعد ؛ فـهذي الأرض بـيت دعارة
فـيــها الـبــقــاء مــعــلــق بـــبـغاء
من لم يـمـت بـالسـيـف مات بطلقة
من عــاش فـيــنــا عـيـشـة الـشرفاء
ماذا يـضـيـرك أن تــفــارق أمــــــة
ليـسـت سـوى خـطأ مـن الأخــطاء
رمـل تــداخل بـعــضـه في بـعـضــه
حـتـى غــدا كالـصــخــرة الـصـماء
لا الريـح تـرفـعــها إلى الأعــلى ولا
الـنـيـــران تــمــنـعــها من الإغـفـاء
فـمـدامـع تبكيــك لـو هي أدركت
لـبـكت عـلى حــدقـاتـهـا الـعـميـاء
ومـطـابـع تـرثـيـك لو هي أنصفت
لـرثـت صــحـافــة أهــلــها الأجراء
تـلك الـتي فـتـحـت لنعيك صدرها
وتــفــنــنــت بــروائــع الإنـــشــاء
لكـنــها لم تــمـتــلـك شــرفاً لكي
تــرضــى بــنــشــر رسومك العذراء
ونعتك مـن قبـل الممات ؛ وأغلقت
بــاب الـرجـــاء بــأوجـــه الــقـــراء
وجــوامــع صــلت علـيـك لو أنها
صــدقـت لــقــربــت الــجهاد النائي
ولأعلنت بـاسم الـشـريـعة كفـرها
بــشــرائـــع الأمـــراء والــــرؤســاء
ولـــساءلــتــهم : أيــهم قـد جـاء
مــنــتــخـبــاً لــنـا بـإرادة الـبـسـطاء؟
ولــسائلتهم: كيف قد بـلغوا الغنى
وبـــلادنــــا تـــكتـــظ بــالـفــقــراء؟
ولمـن يرصــون الـسلاح؛ وحربهم
حـب ؛ وهــم في خــدمــة الأعــداء؟
وبــأي أرض يــحكمــون وأرضنا
لم يــتــركوا مــنــها ســوى الأسـماء؟
وبأي شــعـب يـحكمون، وشعبنا
مــتـــشـعــب بــالــقــتل والإقــصاء؟
يحــيــا غــريــب الدار في أوطـانه
ومــطـــارداً بــــمـــواطــن الــغــرباء
لــكنــمـا يــبـقى الـكـلام محــرراً
إن دار فـــوق الألـــسـن الخــرســــاء
ويـــظـل إطـــلاق الـعويــل محللاً
مـا لم يـــمـــس بـــحـــرمــة الـخلفاء
ويــظـل ذكرك بالصحيــفة جائزاً
مـــادام وســـط مـــسـاحـــة ســـوداء
ويــظـل رأســك عـاليـاً مادمــت
فـــوق الـــنـــعش مـحمولاً إلى الغبراء
وتــظل تحت "الزفت" كل طباعنا
مــادام هــذا الـنـفــط فــي الــصـحراء
الــقــاتــل الــمأجـور وجه أسود
يخــفــي مــئـــات الأوجـــه الـصـفراء
هي أوجـه أعجازها منها استحت
والخــزي غــطـــاهــا عــلـى استحيـاء
لمــثـــقــف أوراقه رزم الصـكوك
وحــبـــره فـــيــــها دم الـــشـــهـداء
ولـــكاتــب أقـــلامــه مـشدودة
بــحــبــال صــوت جــلالــة الأمــراء
ولــنــاقــد "بـالـنـقـد" يذبـح ربه
ويــبـايــع الــشــيــطان بـــالإفـــتــــاء
ولــشاعر يكتـظ من عسل النـعيم
عــلى حــســاب مــرارة الــبــؤســـاء
ويـــجـــر عـصـمته لأبواب الخنا
مــلــفــوفــة بـقـصـيــدة عـــصــمــاء
ولــثــائــر يــرنــو إلى الـحــريــة
الــحـــمـــراء عــبـــر الـلـيـلة الحمراء
ويعوم في "عرق" النضال ويحتسي
أنــخــابـــه فــي صــحــة الأشـــــلاء
ويــكــف عـن ضغط الزناد مخافة
مــن عـجــز إصـبـعـه لـدى "الإمـضاء"
ولحــاكــم إن دق نــور الــوعـي
ظــلـمــتـه ؛ شــكا من شدة الضوضاء
وســعـــت أســاطيل الغزاة بلاده
لـــكــنــهـــا ضـــاقــت عـــلى الآراء
ونــفــاك وهـو مخمن على الردى
بـــك مـــحــدق فـالـنـفـي كالإفـنــاء
الــكــل مــشــتـــرك بقتلك؛ إنما
نـابـت يـــد الـــجــانــي عــن الشركاء
ناجي، تحجرت الدموع بمحجري
وحــشــا نــزيــف الــنـــار لي أحـشائي
لمــا هــويــت مـتــحــد الـهــوى
وهــويــت فــيـــك مـــوزع الأهـــواء
لم ابـك ؛ لم أصمت ؛ ولم أنهض
ولم أرقـد ؛ وكــلــي تــاه في أجــزائــي
فــفـجـيـعـتي بك أنني تحت الثرى
روحي ؛ ومـن فـوق الـثـرى أعــضــائي
أنــا يــا أنــا بـك مــيــت حـــي
ومحــتـــرق أعـــد الــنــــار لــلإطــفاء
بــرأت مــن ذنـب الـرثـاء قريحتي
وعــصــمـت شـيــطـانـي عـن الإيــحاء
وحـلــفـت ألا أبـتــديــك مودعاً
حـتــى أهيــئ مــوعــــداً لـــلــــقــــاء
ســأبــدل الــقــلـم الرقيق بخنجر
والأغــنــيـــات بــــطــعــــنــة نــجـلاء
وأمـد رأس الـحاكـمـيـن صحيفة
لــقــصــائــد ... ســأخـطـهـا بـحذائي
وأضـم صـوتــك بذرة في خافقي
وأضــمــهــم فـــي غـــابــــة الأصــداء
وألــقــن الأطـفـال أن عـروشهم
زبـــد أقــيـــم عــــلى أســــاس الــمـاء
وألـقــن الأطـفـال أن جـيـوشهم
قــطــع مــن الــديـــكــور والأضـــــواء
وألــقــن الأطـفــال أن قصورهم
مــبــنــيـــة بــجــمــاجـــم الــضــعـفاء
وكــنــوزهــم مــسـروقة بالعدل
واسـتـقــلالــهــم نــوع مــن الإخـصـاء
سأظل أكتب فـي الهواء هجاءهم
وأعــيــده بــعـــواصـــف هـــــوجــــاء
ولــيــشــتــم الـمتلوثون شتائمي
ولـــيـــســتــــروا عــوراتــهـــم بــردائي
ولــيــطـلـق المستكـبرون كلابهم
ولــيــقــطـعــوا عــنــقــي بـلا إبــطـــاء
لــو لـم تــعد في العـمر إلا ساعة
لـــقـــضــيــتــهــا بــشــتــيــمـة الخلفاء
أنا لست أهـجو الحاكمين ؛ وإنما
أهــجــو بــذكــر الحــاكـمــيــن هجائي
أمــن الـتـأدب أن أقـول لــقاتلي
عــذراً إذا جــرحــت يــديــك دمـائــي؟
أأقــول لـلـكلب الـعـقـور تـأدبـاً
دغــدغ بــنــابــك يـــاأخي أشـــلائــي؟
أأقــول لــلــقـواد يــاصـديق؛ أو
أدعــو الـــبـــغـــي بــمـــريـم الـعــذراء؟
أأقول لـلـمـأبـون حـــين ركوعه
حرمـاً؛ وأمــســـح ظـــهـره بــثــنــائي
أأقـول لــلـص الـذي يسطو على
كــيــنـــونــتـــي : شـكـراً على إلــغائي؟
الحاكمون هم الكلاب؛ مع اعتذاري
فـالــكــلاب حــفــيــــظــة لـــوفــــاء
وهم اللصوص القاتلون العاهرون
وكـــلـــهـــم عـــبـــــد بــلا اســتـثـناء
إن لـم يــكونوا ظالمين فمن ترى
مــلأ الــبـــلاد بـــرهـــبــــة وشـــقــــاء
إن لــم يـــكونـوا خائنين فكيف
مــازالـــــت فــلــســطـيــن لدى الأعداء
عــشــرون عــامـاً والبلاد رهينة
لــلــمــخـبـريــــن وحــــضـــرة الخــبراء
عشرون عاماً والشعوب تفيق من
غــفــواتــهــا لــتـــصــــاب بـــالإغـمـاء
عــشــرون عـامـاً والمواطـن ماله
شــغــل ســـوى الـــتـصـفـيــق لـلــزعماء
عـشرون عاماً والمفكر إن حكى
وهـبــت لـــه طـــاقـــيـــة الإخــــفـــــاء
عشرون عاماً والسجون مدارس
مــنـــهـاجـهـا الــتــنـكيــل بــالــسـجـناء
عــشــرون عــاماً والقضاء منزه
إلا مـــــن الأغـــــــراض والأهــــــــــواء
فــالــديــن مـعتقل بتهمة كونه
مــتــطــرفــاً يـــدعـــوا إلــى الـــضـــــراء
والله فــي كل الـــبلاد مـطارد
لـــضــلــوعـــه بـــإثـــارة الــغــــوغـــــاء
عشرون عاماً والنظام هو النظام
مـع اخــتـلاف الـلـــون والأســـمــــــــــاء
تمــضـــي بــه وتـــعـيـده دبابة
تــســـتــبـــدل الــعــمـــلاء بــالــعــمـــلاء
سرقوا حليب صغارنا؛ من أجل من
كــي يـــســـتـــعيـــدوا موطن الإسراء؟
هتكو حياء نسائنا؛ من أجل من
كي يـــســتـــعـــيـــدوا مـــوطـن الإسراء؟
خـــنــقــوا بــحـرياتهم أنفاسنا
كــي يـــســـتـــعـــيـــدوا مـوطن الإسراء؟
وصـلـوا بــوحـدتهم إلى تجزيئنا
كــي يـــســـتـــعـــيـــدوا مـوطن الإسراء
أحمــد مطـــر
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: ناجي العلي 18 عاماً من الغياب - حنظلة الذى لم نر وجهه (Re: نهال كرار)
|
Quote: والخــزي غــطـــاهــا عــلـى استحيـاء
لمــثـــقــف أوراقه رزم الصـكوك
وحــبـــره فـــيــــها دم الـــشـــهـداء
ولـــكاتــب أقـــلامــه مـشدودة
بــحــبــال صــوت جــلالــة الأمــراء
ولــنــاقــد "بـالـنـقـد" يذبـح ربه
ويــبـايــع الــشــيــطان بـــالإفـــتــــاء
ولــشاعر يكتـظ من عسل النـعيم
عــلى حــســاب مــرارة الــبــؤســـاء
ويـــجـــر عـصـمته لأبواب الخنا
مــلــفــوفــة بـقـصـيــدة عـــصــمــاء
ولــثــائــر يــرنــو إلى الـحــريــة
الــحـــمـــراء عــبـــر الـلـيـلة الحمراء
ويعوم في "عرق" النضال ويحتسي
أنــخــابـــه فــي صــحــة الأشـــــلاء
ويــكــف عـن ضغط الزناد مخافة
مــن عـجــز إصـبـعـه لـدى "الإمـضاء" |
شبكة البصرة
بقلم عصمان فارس من مسرحية حنظلة، كم حنظلة عراقي زج به في سجون ألمحتلين في ابو غريب، وجد نفسه متهمآ لأنه برئ، مثل هذا ألمواطن لايحتاج الى تهمة لكي يحال الى ألمحاكم، أصبح وقودآ للسياسات، سواء كان مقاومآ أو انسان عادي .هذا حنظلة بوش المعتوه، وجوقة الخونة في المنطقة ألسوداء ،حنطلة في مواجهة السجان الهمجي ذلك ألأمريكي ألقبيح. أصبح العراق في ظل الاحتلال أشبه مايكون غابة فيها مجموعة من ألضباع ألمتوحشة تأكل كل ما في طريقها، لا أدب ولا فن لصوص يسطون على كل شئ، انتشار حالة ألاغتصاب والجريمة ألمنظمة، بغداد كانت ألأنتى والأم والحبيبة ألرائعة لكل ألأوقات، ويمكن بناء كل شئ واستعادة بغداد لجمالها وشبابها وبريقها بعد زوال الأحتلال وهزيمة الطائفية والعنصرية دمرت العراق. فزواج الفنان وعشقه لفنه زواج أزلي ،انه زواج كاثوليكي بعيد عن ألطلاق وتعدد ألزوجات. فبغداد التي فارقتها حبيبتي لن تغادر ذاكرتي أبدآ، فلغة الشعر والمسرح والتقافة هي بغداد، لالغة وتقافة الموت والانسان الدموي والعدواني احدى افرازات المحتل وسيارات الهمر وهي تدنس شوارع بغداد ألأجمل والانظف، بغداد الفراشة والوردة مهددة بالاغتصاب. والسؤال والتحدي الكبير الذي يواجه المتقف العراقي، هل أنت مع الاحتلال أم مع العراق؟ المتقف وحالة التغريب، وهم الحقيقة والواقع في المجتمع العربي والعراقي بشكل خاص، المتقف وحالة الوهم والاصلاح والحداتة والديمقراطية على الطريقة ألأمريكية. المتقف ودوره في نشر تقافة مقاومة الاحتلال. متى يخجل بعض من ركبوا وروجوا لقطار الموت الامريكي? وهم يشاهدون المخرج الامريكي مايكل مور وهو يصرخ اخجل يابوش....
عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي ستوكهولم شبكة البصرة الاثنين 7 ربيع الثاني 1426 / 16 آيار 2005
| |
  
|
|
|
|
|
|
Re: ناجي العلي 18 عاماً من الغياب - حنظلة الذى لم نر وجهه (Re: almohndis)
|
حنضلة"
شاهد على "المكلمة"!
العدد 29 - 4 سبتمبر 2001
كمال عبد الحميد
“حنظلة”.. أين أنت الآن؟ ألا تزال واقفاً وظهرك للعالم منتظراً حرارة الشمس التي ستحول برودة اللغة إلى نار الفعل؟ ألا تزال ناقماً على صمتنا.. وشجبنا.. واستنكارنا؟ هل تحن إلى “ناجي العلي” أَمْ تراك تأخذ من روحه صبراً على الزمن الرديء؟
”حنظلة”.. أنت تفضح حقيقتنا حين تدوي القنابل وتتناثر الأجساد فلا نملك في عجزنا غير الأسى ثم نأكل.. وننام.. ونحلم.. وكأن شيئاً لم يكن.
من أنت يا مَنْ تقف على أطلال شجاعتنا الغائبة؟
كمال عبد الحميد
مَنْ منا لا يذكر “حنظلة”؟
إذا كان لفن الكاريكاتير أن يكون وفياً لرواده الأوائل، فإنه حتماً سيظل وفياً بحب لناجي العلي الذي جعل الكاريكاتير فناً متوهجاً وجارحاً وفاعلاً، وستبقى رسومه في خلودها دليلاً على “الحياة” التي أعطاها ناجي العلي للكاريكاتير. بل نادراً ما اكتسبت الشخصيات الفنية مثل هذه الشهرة التي حصدتها شخصية “حنظلة” التي ابتكرها ناجي العلي، فصارت حاضرة ودالة، وجارحة وقاسية، وجريئة ومتمردة، وكاشفة فاضحة للعجز العربي، وتحولت شخصية “حنظلة” من حبر وورق إلى لحم ودم، فرأى فيها الناس أنفسهم وواقعهم. ومنهم من احتمل الجرأة ومنهم من خافها وحاربها، واليوم نتذكرها ونستحضرها بألم ومرارة ونحن نشاهد قبل الأكل وبعده واقعنا الرديء.
عشق ناجي العلي وطنه العربي الأكبر، وبقدر محبته كانت غضبته عليه. وأحب ناجي العلي “فلسطين” وبقدر ما أحبها عاش من أجلها، وأخيراً دفع حياته ثمناً لهذه الحب، وأمثال “ناجي العلي” لا يترددون لحظة واحدة في أن يضحوا بأكثر من “حياة” من أجل ما يؤمنون به. لكنها “حياة واحدة” دفعها راضياً وشهيداً في سبيل وطنه.
يكتب ناجي العلي ذات يوم عن نفسه فيقول: “اسمي ناجي العلي.. ولدت حيث ولد المسيح، بين طبرية والناصرة، في قرية “الشجرة” في الجليل الشمالي، وأخرجوني من هناك بعد 10 سنوات – في - 1948 إلى مخيم عين الحلوة في لبنان. أذكر هذه السنوات العشر أكثر مما أذكر بقية عمري، أعرف العشب والحجر والظل والنور، لاتزال ثابتة في محجر العين كأنها حفرت حفراً .. لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك.
أرسم.. لا اكتب أحجبة.. لا أحرق البخور، ولكنني أرسم.. وإذا قيل إن ريشتي تشبه مبضع الجراح أكون حققت ما حلمت طويلاً بتحقيقه. كما أنني لست مهرجاً، إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث دائماً أن تعود ثقيلة.. ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا..”.
ويكتب ناجي العلي: “كنت صبياً حين وصلنا زائغي الأعين، حفاة الأقدام، إلى عين الحلوة.. كنت صبياً وسمعت الكبار يتحدثون.. الدول العربية.. الانجليز.. المؤامرة.. كما سمعت في ليالي المخيم المظلمة شهقات بكاء مكتوم.. ورأيت مَنْ دنت لحظته يموت وهو ينطلق إلى الأفق في اتجاه الوطن المسروق.. التقطت الحزن بعيون أحلى، وشعرت برغبة جارفة في أن أرسمه خطوطاً عميقة على جدران المخيم.. حيثما وجدت مساحة شاغرة.. حفراً أو بالطباشير.
وظللت أرسم على جدران المخيم ما بقي عالقاً في ذاكرتي عن الوطن، وما كنت أراه محبوساً في العيون، ثم انتقلت رسومي إلى جدران سجون ثكنات الجيش اللبناني، حيث كنت أقضي في ضيافتها فترات دورية إجبارية ثم.. إلى الأوراق.. إلى أن جاء غسان كنفاني ذات يوم إلى المخيم وشاهد رسوماً لي فأخذها ونشرها في جريدة “الحرية” وجاء أصدقائي بعد ذلك حاملين نسخاً من “الحرية” وفيها رسومي.. وشجعني هذا كثيراً..”.
ويكتب ناجي العلي أيضاً: “احساسي ووعيي للوطن بدآ يتشكلان ونحن في المدرسة الابتدائية في عين الحلوة. كنا نستغل مناسبات مثل وعد بلفور أو ذكرى تقسيم فلسطين، أو 15 آيار (مايو) للتعبير عن رغبتنا في العودة إلى فلسطين. كنا في أيام الذكرى نرفع أعلاماً سوداء فوق المخيم ونمشي في شوارعه وننشد أناشيد قومية لم تكن خاصة بفلسطين أول الأمر لكنها في المخيم تكتسب معنى فلسطينياً خالصاً...”.
ولكن كيف ولد “حنظلة”؟
يجيب ناجي العلي فيما كتبه عن رحلته: “حملت بـ “حنظلة” في الكويت وولدته هناك. خفت أن أتوه، أن تجرفني الأمواج بعيداً عن مربط فرسي.. فلسطين.. أن تهزمني السيارات والثلاجات والمكيفات.. وولد “حنظلة” أيقونة تحفظ روحي وتحفظني من الانزلاق، حنظلة وفيٌ لفلسطين، وهو لن يسمح لي أن أكون غير ذلك، إنه نقطة عرق على جبيني تلسعني إذا ما جال في خاطري أن أجبن أو أتراجع.. هكذا بدأ حنظلة.. رمزاً ذاتياً.. ولكنه تحول بعد ذلك إلى ضمير جماعي.. إنه رقيب على أولئك الذين يساومون بما لا ينبغي أن يعرض في المزادات والمناقصات، بقضيتنا كلها وبمن استشهد من أجلها، وبحقنا في مستقبل قادم.. قادم.. قادم.
”حنظلة” شاهد، وهو شاهد “رأى كل شيء”، إنه لا يستدير للقارىء، ولكن القارىء الذي لا يفهم مرارته هو الذي يستدير له.. يقولون إن “حنظلة” سلبي، أدار ظهره وشبك يديه ووقف يتفرج، إنهم لا يستطيعون أن يروا الدمعة المعلقة في عينيه والتي تنتظر أرض الوطن كي تعود إلى حيث تنتمي. ولد حنظلة في العاشرة من عمره، وسيظل دائماً في العاشرة، ففي تلك السن غادرت الوطن، وحين يعود حنظلة.. بعد.. في العاشرة.. ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك.. قوانين الطبيعة المعروفة لا تطبق عليه، إنه استثناء، لأن فقدان الوطن استثناء.. وستصبح الأمور “طبيعية” حين يعود إلى الوطن..”.
شهادة أخرى، ورسالة كتبتها “أم خالد” زوجة ناجي العلي بعد استشهاده. رسالة باكية تصدرت كتاب “ناجي العلي وفن الكاريكاتير”، تبدو سطورها فقداً غالياً لزوج وأب وفنان أضاء بيته حباً كما أضاء بصدق يقينه بوطنه وأمته.
تكتب زوجة ناجي العلي بعد رحيله رسالة “للحاضر الغائب” فتقول: “أصحابك الطيبون مازالوا معنا، كثيرون يأتون لزيارتك. يقطعون الوقت بيننا. وينتظرون طويلاً، لكنك في كل مرة تتأخر.. ناجي لحظة واحدة كأنني أسمع رنين جرس الباب.. لحظة واحدة.. سأنزل لأفتح.. أظن أنك قد أتيت..”.
.......
هكــذا من فـرط محبتها تتخـيل زوجــة نـاجــي العلـي أنه ســيدق جــرس البــاب ليــدخــل عليها حاملاً كتبه وأقلامه ورسومه.
وهكذا من فرط ما نعيشه من مرارة وصمت عربي.. نستعيد وقفة “حنظلة” ونتمنى لو أن زمناً عربياً مملوءاً بالشجاعة يجيء فيستدير “حنظلة” إلينا مبتسماً، ولكن أقداره أن يدير ظهره لنا.. وأقدارنا أن نكتفي باللغة المراوغة فنهتف.. ونشجب.. ونستنكر.
.......
وكما قال نزار:
”تعب الكلام من الكلام” المصدر: المرأة اليوم
| |

|
|
|
|
|
|
Re: ناجي العلي 18 عاماً من الغياب - حنظلة الذى لم نر وجهه (Re: almohndis)
|
حياة حافلة في أسطر قليلة
· وُلد ناجي العلي عام 1938 في قرية “الشجرة” شمال فلسطين.
· أُجبر على النزوح إلى لبنان مع عائلته إثر نكبة فلسطين عام 1948. حيث أقام في مخيم “عين الحلوة”.
· حصل على دبلوم الميكانيكا، ولم يتمكن من استكمال دراسته في أكاديمية الفنون في لبنان عام 1960 نتيجة مضايقات الأجهزة الرسمية اللبنانية.
· عمل في المملكة العربية السعودية مدة عامين.
· عمل مدرساً في مدينة صور اللبنانية، ثم سافر عام 1963 إلى الكويت حيث عمل في مجلة “الطليعة” وبعدها في جريدة “السياسة”.
· غادر الكويت عام 1977 وعمل في جريدة “السفير” اللبنانية.
· عام 1979انتخب رئيس رابطة الكاريكاتير العربي.
· 1983 عمل في جريدة “القبس” الكويتية، ثم “القبس” الدولية في لندن، وجريدة “الخليج” الإماراتية عام 1985.
· له ثلاثة كتب صدرت أعوام 1976، 1983، 1985.
· أقام العديد من المعارض، وحصل على العديد من الجوائز، ورسم أكثر من 40 ألف عمل في حياته.
| |

|
|
|
|
|
|
|