أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 06:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-02-2005, 11:01 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)


    أبيدجان المدينة الأنثي ... (3) ... ألفا بلوندي

    جذبني صوت وأداء المغني الذي ينبعث من جهاز التسجيل في العربة التي أقلتني من المطار، كان يغني علي إيقاع الريقي وبأداء يشبه ( بوب مارلي) كثيراً – حسب معرفتي المتواضعة - إلا أن بعض الأغنيات كانت بالفرنسية. سألت مرافقي (جون) وهو يتراقص طرباً و يردد الغناء في نشوة: ما إسم هذا المطرب؟.
    ولم يخفي علي الإستياء الذي حملته نظرته وهو يرمقني بطرف عينه والإستنكار الذي نمت عنه نبرات صوته وهو يجيب علي سؤالي. أدركت في لحظتها أن جهلي و عدم معرفتي لمطربه المفضل هو السبب وراء هذا ... ولا سبب سواه.
    هذا ألفا بلوندي ... قالها بإقتضاب
    وبالطبع لم أتجرأ علي سؤاله عن من هو ألفا بلوندي لحرصي الحفاظ علي بعض من الود الذي ظل يظهره نحوي طوال نصف الساعة التي هي عمر لقائنا.
    بل تعمدت تحويل دفة الحديث إلي طقس أبيدجان. ولكن الفتور الذي أصاب الرجل في رقصه و غنائه من جراء إحباطه في شخصي كان قد إنتقل إلي حماسه للحديث معي. فآثرت الإذعان لواقع الأمر ...... فصمت.

    ومع ذلك لم أدرك فداحة جرمي إلا عندما قضيت أياماً بأبيدجان.

    "درامان" – وهوالإسم المطابق لعبد الرحمن- عاجي الجنسية، موظف خدمات في بعثة الأمم المتحدة. مهمته مرافقة كل القادمين الجدد ومساعدتهم في إكمال إجراءاتهم قبل توجههم إلي أقسامهم وإستلام أعمالهم. فعل ذلك معي عند وصولي. كان كلما دخلنا مكتباً أو إلتقينا بأحد من معارفه وأصدقائه الكثيرين يقدمني إليهم معرفاً أياي بإسمي ثم يضيف إليه "يحمل جواز أمريكي" مع إبتسامة عريضة. وظل علي هذا المنوال كلما إلتقيته حتي بعد إنقضاء مهمته معي. حتي أصبحت بسببه معروفاً للكثيرين بأنني" أحمل جوازاً أمريكياً" وإذا سألتهم عن إسمي ووظيفتي لا يعرفون. جعل درامان لجوازي قيمة و لشخصي صفة لازمتني طويلاً قبل أن تتواري و يلفها النسيان ذات يوم وفجأة.
    فقد فقدت هذه الصفة أهميتها و بريقها وتوارت خجلاً أمام صفة جديدة طرأت علي.. إكتسبتها ذات يوم و فجأة و روج لها درامان و غيره من الشباب في البعثة فسرت بين الناس .. حتي صاروا يشيرون إلي بالبنان كلما رأوني وهم لا يذكرون جوازي الأمريكي بل يعرفونني بما إكتسبته من صفة جديدة . صفة أكثر إثارة وأشد جذباً لإهتمام الناس.

    وتزداد إبتسامة "درامان" إتساعاً عن ذي قبل، ويصير لها توأماً لا يفارقها : بريقاً يلمع في عينيه وهو يقدمني لأصدقائه ومعارفه: الأخ خالد ..... "يسكن في عمارة ألفا بلوندي".

    ثلاثة شاشات تلفزيونية ضخمة تزيد مساحة كل منها عن عشرين متراً مربعاً، مرايا طويلة تمتد بطول الحائط فتبدو المساحة الكلية ضعف المساحة الحقيقية. طاولات في الفناء الخارجي مصنوعة من– بالأصح منحوتة علي – قطع كبيرة من حجارة الجرانيت. تحتفظ كل طاولة بالشكل الطبيعي للصخرة من حيث الحواف الحادة والجوانب المدببة مع سطح شبه منبسط يسمح بوضع الأواني عليه. وطاولات بالداخل صنعت من أجود و أمتن أنواع الأخشاب التي تشتهر ساحل العاج بتصديرها. وكل طاولة عبارة عن لوح خشبي سميك و قوي و متين تحمله أربعة تماثيل خشبية لحيوانات مختلفة من غابات ساحل العاج. وفي صالة البلياردو تمثال برونزي كبيرلألفا بلوندي ممسكاً بالمايك بيسراه وكتاب بيمناه – لا أدري إن كان القرآن أم الإنجيل-. أما السور الخارجي فعبارة عن عدة مجسمات "تماثيل" متشابهة يوصل بين كل واحد منها والأخر حائط قصير. ثم هنالك سلم عريض يؤدي إلي السطح، يضاء مساء بفوانيس متحركة رصت علي جانبيه بعناية. والسطح مساحة كبيرة أخري تزينها أشجار و نباتات طبيعية علي أصايص مختلفة الأحجام يكتظ بها المكان فيبدو كأنه بستان حقيقي أو جنة عدن وزعت في أرجائه طاولات حولها كراسي أنيقة و عليها مصابيح زيت تقليدية و تعلوها كل طاولة مظلة كبيرة تحمي الزباين من أشعة الشمس و زخات المطر، وهنالك شاشة تلفزيونية كمثيلاتها في الطابق الأرضي. ومجسمات فنية صنعتها أيادي فنانيين مهرة. وما بين الطابق الأرضي و السطح قاعة كبري خاصة بالمشروبات بأنواعها.
    تلك هي كافتيريا "كافي ديه فيرسال" التي يملكها ألفا بلوندي و له بها شقة خاصة تظل مغلقة طوال فترة غيابه خارج البلاد – مقيم بصفة دائمة في فرنسا –. أما بقية الشقق في الكافتيريا فخمس، تسكن أختاه في أثنتين منهما، أما الثلاث فيقوم "أبو" المشرف علي البناية بإيجارها إذا وجد لها الساكن المناسب. وقد كنت أنا حسب تقييم "أبو" - وهو إختصار لإسم أبوبكر- ساكناً مناسباً جداً. ولكني لم أكن أظن أن كوني مناسباً .. يعني تسليط كل هذا الإهتمام علي و جعلي مثار إعجاب البعض وغيرة البعض. ولم أكن أدرك أن "يسكن في كافي دي فيرسال" ستسحب البساط بهذه السرعة من تحت أقدام "يحمل جواز أمريكي".

    بجانب تلك العمارة التي تضم كافي دي فيرسال لألفا بلوندي منزلاً فخماً ذو تصميم متميز يبدو من الخارج كأنه قلعة من العصور القديمة يعد من معالم المدينة العمرانية وموقعه في حي الريفيرا – واحداً من أجمل وأرقي الأحياء هناك – ولكنه في أثناء زياراته القصيرة لوطنه يقضي كثيرا من وقته في شقته النسيطة المتواضعة و يرتاد الكافتيريا كثيراً حيث يلتقي فيها بأصدقائه من الفنانين و أهل الإعلام و غيرهم.

    عدم معرفتي باللغة الفرنسية قللت من رغبتي في الجلوس أمام التلفاز و متابعة الإذاعة، وحالت بيني وبين الإلمام التام بما يجري حولي في أبيدجان، ولولا مجهودات رفيق سكني "باولو فيريرا" لفاتني الكثير مما يجب علي معرفته. وقد فاتني فيما فاتني ذلك الخبر الذي تصدر نشرة الأخبار في التلفزيون وووسائل الإعلام يبث للناس البشري بوصول النجم الكبير و الفنان العالمي الذي تفخر به ساحل العاج وأفريقيا السوداء قاطبة. ومثل ما يحدث لكبار رجالات الدولة تابع التلفزيون مراسم وصوله و إستقباله لحظة بلحظة.

    تكتظ الكافتيريا و تزدحم بالرواد عندما يكون ألفا بلوندي موجودا في البلاد وتتحول إلي ملتقي لمعجبيه وأهل الفن. ولم يكن موظفي الأمم المتحدة إستثناء. فبعد أن كانت الكافتيريا بالنسبة لنا نحن الثلاثة سكان العمارة من موظفي المنظمة مكاناً للترفيه و تقضية الوقت صارت ملتقي لنا مع زملائنا الذي صاروا يكثرون من زيارتها للإلتقاء بالفنان الكبير. سألتهم مرة. كانوا ستة. من دول أفريقية مختلفة: السنغال، نيجيريا، الكنغو وواحدة منهم فرنسية بيضاء بعينين خضراوين سألتهم إن كانوا يعرفون ألفا بلوندي قبيل مجيئهم إلي ساحل العاج. فبادرت الفرنسية قائلة: بالنسبة لي فهو مشهور جداً و نجم معروف جداً في فرنسا. ثم عرفت أنها وصلت لتوها من فرنسا الليلة الماضية وجاءت في الصباح إلي الكافتيريا لمشاهدة ألفا. وأمن البقية بإصرار بأن سؤالي غريب فمن لا يعرف ألفا بلوندي؟ سألوني و في نظراتهم لمحت نفس ذلك الإستنكار الذي أبداه جون الذي أقلني من المطار.

    عرفت عنه الكثير وسمعت الكثير من أغنياته فأحببته مثلهم وكإفريقي إحسست بالفخر مثلهم تماماً وأدركت قيمة أن أسكن في بناية يملكها – وقد يأتي للإقامة بها - ألفا بلوندي. وصرت أري بعض متعة في إرتياد الكافتيريا وشرب كوب قهوة أمام صورتة الكبيرة المعلقة في واجهة الكافتيريا – قال لي لاحقاً: هذه ليست صورتي .. إنه أخي عليه رحمة الله-. أو لعب "البلياردو" تحت مرأي من تمثاله البرونزي. صادقت بعض رواد الكافتيريا المواظبين علي الحضور و عرفت "بالما" مديرتها التي تشاركنا لعب البلياردو أحياناً في أوقات فراغها. وصرت معروفاً بينهم بإسم "علي" لإصرار جاري الكنغولي "فياني" علي مناداتي به. كان فياني زميلاً في المنظمة و يسكن في بناية ألفا بلوندي منذ عامين. سمع إسمي لأول مرة خطأ "علي" ولم يشأ أن يغيره. وقد كنا زملاء المنظمة بالبناية نقضي بعض أوقاتنا بالكافتيريا.
    فاتني الخبر ..
    في ذلك المساء دهشت من شخص – جالس علي أحد الطاولات يتوسط مجموعة من ست أشخاص - يناديني بإسمي "علي" و يحييني بكل ود وترحاب ثم يدعوني لمشاركتهم الجلوس. إعتذرت بقليل من اللطف متعللاً بأني أبحث عن جاري الكنغولي "فياني". وتعجبت لذات الشخص يهتم بالبحث معي عن فياني وينادي علي موظفي الكافتيريا يسألهم مساعدتي. لا أنكر أنني تضايقت قليلاَ من ذلك الإهتمام غير المبرر من شخص لا أعرفه خاصة عندما عرض علي إستخدام تلفونه الخاص – وذلك قمة الكرم في مدينة يفوق فيها سعر الدقيقة للمحادثة الداخلية نصف دولار أمريكي – وهو يقول "لدي بعض الرصيد في تلفوني يمكنك الإتصال بصديقك لتعرف مكانه". رفضت العرض ببعض فظاظة متعللا ً - أو متهرباً بعذر غير منطقي هذه المرة - بأني لا أحفظ تلفون صديقي. وفوجئت بإصراره علي مساعدتي وهو يسأل من حوله إن كان أحدهم يعرف تلفون فياني. ولما لم يعد لديه ما يقدمه لي .. شكرته و أنا سعيد بتخلصي من كرمه المزعج – أو ما إعتبرته ضرب من "اللبط" - وغادرت الكافتيريا.
    و في الصباح كانت المفاجأة ... بينما أنا أمام شقتي برفقة سيجارة الصباح، أطل نفس الشخص من بلكونة الشقة أياها و حياني بلطف: صباح الخير مستر علي. فكرت " تلك شقة ألفا بلوندي .. ولكن؟ هل؟ متي؟ و هرولت أحمل إستفهاماتي إلي حارس البناية – كان في ثياب جميله علي غير العادة وعلي وجهه بشر و سعادة كأن اليوم عيد - فأجابني :
    نعم هو ألفا بلوندي وصل البارحة وجاء إلي شقته مساء.. .. ألا تعرف ذلك؟؟؟؟.

    توطدت علاقتي بجاري الشهير جداً ألفا بلوندي ، الذي لم تمنعه كل شهرته و تكالب المعجبين عليه من أن يكون ودوداً و حميماً في تعامله معنا نحن سكان عمارته. وأدركت أن ذلك الذي حسبته "لبطاً" و كرماً غير مبرر ما هو إلا بعض طبع ذلك الفنان الأصيل. وكم أدهشتني خلال لقاءاتي به مقدرة هذا الإنسان علي أن يكون لطيفاً ... برغم كل تلك الأضواء المسلطة عليه. رأيته يمشي بين العمال الذين يقومون ببناء إمتداد جديد لعمارته، يجلس بينهم علي الأرض و يحادثهم في أمر البناء. رأيته يوزع المال علي بعض الفقراء ممن جاؤوه طالبين.. رأيته يمر علي كل الجالسين في الكافتيريا يحادثهم و يواددهم و يستمع إليهم. ما سمعته يخاطب أحداً مهما قل شأنه وإلا ناداه بإسمه بكل تهذيب. رأيت الفرحة علي وجوه العمال و الحراس وحتي الباعة المتجولين حول الكافتيريا بوجود ألفا بلوندي بينهم. ولم أري له حارساً خاصاً – بودي قارد- ولا فتوات حوله. ورأيت "أبو" المسئول علي إيجار الشقق يمشي مختالاً بين الناس بحذاء في غاية الفخامة والجمال ووهو يردد بكل فخر: هذه هدية من ألفـــا.
    --------
    أضغط علي اللنك لتقرأ ... و تشاهد

    (1) بإختصـــار : عن ألفــــا بلوندي
    http://www.gatewayofafrica.com/artists/biography/69.html

    (2) صـــورة .. كافتيريــا : Café de Versailles
    http://www.alphablondy.info/article.php?aid=192

    يتبـــع ...
                  

العنوان الكاتب Date
أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي08-25-05, 06:45 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري إسماعيل التاج08-25-05, 06:57 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري مبيوع08-25-05, 11:39 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (2) خالد الأيوبي08-26-05, 06:53 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي08-26-05, 06:54 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي08-26-05, 07:10 PM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي09-02-05, 11:01 PM
    Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي09-17-05, 11:03 PM
      Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري salah elamin09-18-05, 01:20 AM
  Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري خالد الأيوبي09-18-05, 01:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de