طالعتنا صحيفة ألوان في عددها الصادر يوم الاثنين الموافق 16 أغسطس 2005 بما يمكن ان يوصف بأنه أول إعلان ذو صبغة تجارية لحزب سياسي حيث كان عنوان الإعلان المرفق عطاء ، حصر و توثيق خسائر أحداث الاثنين الدامي، و جاور اسم الحزب "منبر السلام العادل" دائرة إعلانية صغيرة فيما بدا لي إنها شعار الحزب كتب داخلها "انتباهه في زمن الغفلة". الإعلان في صيغته العامة هو دعوة للمراكز البحثية للتنافس في رصد و توثيق أحداث الاثنين الدامي كما ذكرها الإعلان مرة أو أحداث الاثنين المشئومة كما أشار إليها مرة أخري في صدر الإعلان. طالب الإعلان أن يكون التركيز في التوثيق علي ولاية الخرطوم و الولايات الجنوبية. ما يثير الاستغراب في هذا الإعلان هو ما جاء في السطر الأخير "وترقبوا الخطوة الحاسمة".
ليس ببعيد علي احد الدور الذي يلعبه منبر السلام العادل في إذكاء النعرات العنصرية و لكن العجيب في الأمر ان تفرد صحيفة صفحاتها لهذه الدعوات الخطيرة . هدف التوثيق الذي دعي له منبر السلام العادل هدف لا يحتاج إلي تدقيق و قراءة ما بين السطور لأن السطور قد طفحت به إلي السطح، منذ بداية الإعلان حيث لم تذكر كلمة واحدة تصف حادث الطائرة بانه مأساوي او بأنه حدث جلل او تواسي او علي الأقل تصفه بأنه نهاية دراماتيكية لرجل ساهم في إنهاء الاحتراب في هذا البلد.
بجانب اخر لم نعهد حتى في المنظمات الدولية و الإقليمية و لا المحلية إنها تفتح عطاءات لأبحاث او التوثيق بهذا الشكل الفج الذي حاول ان يدعي العلمية و الشفافية و هو ابعد ما يكون عنها بصيغته الماثلة ، حيث انزلق هذا الإعلان الي توصيف الأحداث و تسميتها قبل فراغ التحقيق و ولا حتي التوثيق الذي يصبو اليه هو. ايضا صيغة الاعلان تركز علي توثيق التخريب في الممتلكات و لكن ماذا عن الأرواح التي فقدت من الطرفين و التي كانت اضعاف مضاعفة في اليومين التالين ليوم الاعلان عن تحطم الطائرة.
حقيقة الأمر إنني لم استطع أن أتفهم ماذا قصد من " ترقبوا الخطوة الحاسمة " هل جاءت من باب التشويق و الإثارة أي ترقبوا الجديد من هذا الحزب او جاءت من باب التحذير و الترهيب ، و من سيخطو هذه الخطوة الحاسمة و إذا سلمنا جدلا انه منبر السلام العادل كيف و ما هي كل هذه أسئلة تظل عالقة ، هذه الأسئلة في مجملها تعد نهجا جديدا في السياسية السودانية حيث لم نعهد الأحزاب السياسية تستعمل هذا النوع من الخطاب الذي يمكن ان يؤخذ علي عدة أوجه.
ارجوا ان يجد هذا الإعلان حظه من النقاش حتي لا ننساه و سط زخم الأحداث اليومية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة