|
انفصال الجنوب ليس جنة ننام تحت ظلالها بل درب مفروش بالمخاطر والمهالك فتبصرو ا
|
دعوة
تجرد عن اى منطلق او خلفيات ذات تاثير واحكم بنفسك
ان الذى يفرقناو يفصل الجنوب او الشمال اكثر مما يجعلها موحدا ، فلا الدين يوحدها ، ولا الثقافة ولا اللغة ولا التاريخ المشترك ، ولا حتى الجغرافية ، كل عوامل الوحدة هذه تكاد تكون معدومة الا اليسير جدا من العوامل ومن الصعب الحلم بالوحدة تحت مظلة هذه العوامل المعدومة فى حالة الشمال والجنوب ، الا ان هناك امل فى ان يكون هذا الوطن موحدا ، لكن المطلوب الصدق لدى كل الاطراف فى ان يجعلوا من الوحدة خيارا جاذبا لكل الاطراف اذا كانت شمالية او جنوبية ، وهذا الامر يطلب فقط المزيد من التنازلات المؤلمة لمصلحة الوطن للحفاظ على الوطن وبعيدا عن الانانية السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية او الثقافية ونجعل كل هذه التنازلات ثمنا للوحدة والعيش كشعب واحد فى وطن واحد ، وان نعترف باننا شعب متعدد الاعراق والاديان وعلى كل طرف احترام ذلك ، ليس قولا بل فعلا والالتزام بالعهود والمواثيق التى بيننا . شعب كالشعب السودانى لا يمكن الحفاظ عليه الا بالتسامح اذا كان دينى او عرقى او عقائدى او جهوى وهذا هو العامل الوحيد الذى ينجينا من التشرزم والشتات .
أما اذا لم نعمل على هذا الاتجاه فان الانفصال لا محالة قادم ... ولنعلم ان الانفصال ... ودرب الانفصال غير مفروش بالورود ... ولايمكن ان نصل للانفصال الا بثمن غالى ... ربما يكون ثمنه الارواح او اقتطاع جزء عزيز وتركها لجزء اخر ليعيش غريبا ايضا
حتى فى ظروف الانفصال وللذين يريدون الانفصال فيجب ايضا ان يكون الانفصال جاذبا ايضا ، وذلك يعنى ان ننفصل ونحن متسامحين ومحترمين للبعض ايضا ... والا نترك تاريخا سيئا فوق الذى تركناه على مدى الخمسون عاما ، فان تلك الحقبة ليست ناصع البياض ، فان وضعنا عليها ... ما ينتج عن تراكمات فى الطريق نحو الانفصال .. تراكمات لاحقة تضاف لتلك الحقبة من التاريخ ... فان الاحقاد سوف تتراكم على الطرفين ... ولا يمكن باى حال من الاحوال ... ان تكون دولة السودان الجنوبية ودولة السودان الشمالية جارتين متحابين فى الله على هذه الخلفية ... والناس فيها يتبادلون الزيارات العائلية نسبة لوقوع بعض الاقارب فى الشق الجنوبى او الشمالى ، سوف يكون هناك حدود طويلة لكنها حتما مراقبة من كلا الطرفين ...
لكن ما لا يضعه الكثير منا وخاصة طالبى الانفصال ... فان انفصال الجنوب سوف يكون بابا وقدوة لمزيد من الانفصالات لا يكون حدها الجنوب او الشمال فقد تطال جهات اخرى .
وهذه كلها ليست المهم لكن المهم ان دولة السودان الجنوبية رغم انها فقيرة فى اشياء كثيرة اقتصاديا او عسكريا ، الا ان اصدقائها كثر حول العالم وخاصة اذا نظرنا الى ما تعرض لها من ظلم تاريخى ، واذا اضفنا الى ذلك ثرواتها الطبيعية من بترول ومعادن اخرى ثمينة فانها سوف تتفوق على دولة السودان الشمالية اقتصاديا وتكنلوجيا وعسكريا ، مثلا ... اذا افترضنا ان الدولتين متساويتين فى القوة الاقتصادية والعسكرية ، فان هناك معايير اخرى فالعالم لا تعامل مثلا مصر واسرائيل على ان الاثنين اصدقاء لامريكا مثلا ... فاذا ذهبت مصر لتستورد السلاح من امريكا بمواصفات معينة وذهبت ايضا اسرائيل لتستورد سلاح من امريكا ايضا فان التفضيل يختلف هنا ، فاذا اعطت امريكا مصر صواريخ مداها 1500 كيلو ، فانها تعطى اسرائيل صواريخ يختلف مداها تماما عن تلك التى اعطت لمصر ويمكن تكون اكثر تطورا ، واذا تطورت الدولة الشمالية واصبحت اكثر غنا فانها تعامل بمعايير دولية تختلف عن تلك التى تعامل بها دولة السودان الجنوبية. وهناك احتمال ان تتفوق دولة السودان الجنوبية عسكريا على دولة السودان الشمالية مع استصحاب الماسى التاريخية اذا كان ظلم اقتصادى او اجتماعى ، او حرب الانفصال فان العلاقات لا يمكن باى حال من الاحوال ان تكون طبيعية بين الدولتين ، ويصبح العلاقات بين الدولتين متوترا ويمكن ان تنفجر تحت اى لحظة وعندها يمكن للدولة المتفوقة ان تستخدم ما يحلو لها من الاسلحة والسيطرة تكون للقوة العسكرية الضاربة والتفوق العسكرى التقنى وعندها يمكن ان تكون كل الخيارات مفتوحة ، سميها احتلال او استرجاع مع ان المسميات غير مهمة ، لذلك ترانى دائما لا اميل الى هذا الانفصال وارى بان اولئك الداعيين الى الانفصال هم الخاسرين من ناحية استراتيجية اما فى حالة الوحدة فلا شئ يخيف فقط علينا التخلى عن الانانية والعيش كمواطنين والمعيار الوحيد هو المواطنة فقط دون معايير العرق او الدين او الجهة .
لذلك الوحدة خير ومانريده فقط التسامح وقبول الطرف الاخر وكان يمكن للراحل قرنق ان يحقق الكثير .
ومانريده تلك الصورة التى جمعت بين د/ جون قرنق وعلى عثمان محمد طه والاخير كان ضاحكا حتى نسى نفسه واعتقد بانه فى تلك اللحظة كانت صادق فى ضحكته
وعلينا ان نلتزم بالعهود والمواثيق وتطبيق اتفاقية نيفاشا بكل صدق وامانه وليس الهروب الى الوراء لان احد اركان الاتفاقية غاب باسراره فان ذلك سوف يؤدى الى اندلاع النار فى القصر المرة القادمة وليس فى شوارع الخرطوم ليحصد الارواح البريئة لكن المرة القادمة سوف تحصد الانفلات الامنى الحقيقى ارواح اخرى ، وبعدها فلا نبكى كثيرا على هذا الوطن
|
|
|
|
|
|
|
|
|