|
اعادة صياغة الانسان السوداني في مناخ السلام ...... من قبل .........و من بعد
|
في اطار المناخ العصيب الذي يسود الساحة السودانية منذ الامس غداة اعلان وفاة الدكتور جون قرنق ، وردت على الخاطر كثير من التسأولات و دعمها المناظر التي شهدناها اليوم في القنوات الفضائية و الاتصالات الهاتفية فمع الاهل في السودان ، هي تاؤلات مشروعة قد تتبادر لذهن ايا منا و لكن لابد من تحليلها و التوصل الى حلول بصيغ قابلة للتنفيذ :
أولا : ردت الفعل تجاه الحدث كانت عنيفة جدا و منظمة جدا و سريعة جدا ...... لما؟؟؟ ثانيا : هل التخريب قصد منه ارعاب المواطنين و اختبار اجهزة الامن ؟؟؟ ثالثا : غياب القيادات الجنوبية من مسرح الواقع في العاصمة ...لما؟؟؟ رابعا : هل القيادات في العاصمة لم تستطع ردع اتباعها ام غضت النظر؟؟ خامسا : هل الحكومة قصدت بتاخر تامين العاصمة نقل الحرب الاهلية للمدينة لتصفية حسابات؟؟؟ سادسا : هل سيستمر سناريو التحفز في المستقل من جانب الطرفين الجنوبيين مقابل الشمالين؟؟؟ سابعا : هل مشروع السلام كفيل باطفاء نار العصبيةو العنصرية؟؟؟ ثامنا : هل الاوضاع الاقتصادية للفرد الجنوبي و الشمالي ستكون مسار اثارة الضغائن؟؟؟ تاسعا : هل السلام كفيل بتغيير ثقافة الجنوبيين تجاه الشماليين و العكس ؟؟؟ عاشرا : هل يسعى ايا من الطرفين الى تغيير النسب السكانية حسب العرق؟؟؟
كل هذه الاسئلة و غيرها من الاسئلة الحساسة جدا التي عمدا نغض النظر و التفكير عنها يجب ان تطرح بصدق و شفافية مطلقة داخلنا جميعا قبل الرد عليها و التفكير مليا في النتائج المترتبة على الاجابة عليها ، و المسألة في غاية الحساسية و كما ذكرت في مقال سابق لي في هذا المنبر الحر اختفاء - مقتل - الدكتور قرنق هو بالفعل الامتحان الحقيقي للنوايا تجاه السلام ، اليوم الشمالييون يردون على الجنوبيين في قتلاهم و اموالهم هل هذا معطى السلام .. هل سنتوقع نفس ذات ردة الفعل ستحدث كلما حدث قدر لا سمح الله مشابه ؟... كلا لا يجب ان يكون شعبنا بهذه الهشاشة و ان يعي عملية السلام و لكن هذا لا يتأتي الا بالاتي :
أولا : كل من الحركة و الحكومة التمسك بعملية السلام و بدعم جميع القوى السياسية و العمل على ترجمة بنودها في الواقع على وجه السرعة ثانيا : على الحركة و تماشيا مع موقفها النبيل المعلن منذ الامس تجاه مقتل الدكتور العمل على تهدئة الاوضاع و تثقيف الفرد الجنوبي في العاصمة حتى يتعايش مع الفرد الشمالي بندية اخوية و ليس بعداء المستحق من المستحق منه . ثالثا : على الحركة الاستعداد التام للتصدي لما هو اسواء - نعلم بان مقتل الدكتور مصاب جلل لكن كان قضاءا و قدر بينما يمكن ان يحدث تأمر من قبل جهة ما المقصود انه هناك قوى متربصة من شانها افتعال الفتنةبل و اشعالها- و توعية جماهيرها بضرورة التحلي بالصبر و التمسك بالسلام . رابعا : على القوى السياسية التوحد في منظومة التجمع الوطني و التصدي لاي خروقات لاتفاق السلام سواء من الحكومة او الحركة على حد سواء. خامسا : على الحكومة و الحركة معا على تفريغ العاصمة من المقاتلين و المليشيات قدر المستطاع سادسا : على كافة القوى الحزبية و النقابية و الجماهرية العمل على توعية الفرد السوداني ببرنامج محدد مشترك حول السلام اساسة اتفاقية السلام بنيفاشا و اتفاقيات السلام مع الاخوة في الفصائل الجنوبية الاخرى و كذالك الفصائل في غرب السودان و العمل على ترسيخ مبدء الوطنية و المواطنة و توظيف الاختلاف العرقي كتنوع حضاري لبناء شخصية سودانية متحدة . سابعا : على الحركة نزع فتيل التحفز من جماهيرها و توعيتهم بضرورة الصبر قبل الفعل و ان الشمالي الفرد هو مثل الجنوبي الفرد بل في كثير من الاحيان اكثر تضررا .... ثامنا : على الحكومة الالتزام بما جاء في جميع الاتفاقات ، و تنفيذ وعدها و العمل على ذلك من منطلق مفهوم انها شريك و ليست مالك مطلق في السودان . تاسعا : على الحكومة و الحركة و كافة القوى السياسية الاتفاق على تجريد مليشياتها من السلاح داخل المدن الرئيسية . عاشرا : تكريس الجهود في بناء جيل يعي التعايش السلمي من خلال مناهج تربوية تصاغ لهذا الغرض .
و في الختام هذا املي ، و هذه مساهمتي قابلة للخطأ و الصواب ، لكن الامر في غاية الاهمية لان ما حدث في الخرطوم مخيف ..... و لا اخفي عليكم برز امامي شبح القوميات السوفيتية التي برزت بعد سقوط النظام الشيوعي .... فكل المجهودات التي قام بها الاتحاد السوفيتي تبخرت و برزت القوميات باشرس مما كانت عليه قبل توحيدها في منظومةالاتحاد السوفيتي كانها ذلك المارد الذي استيقظ من سباته الشتوي .... نرجو ان تؤسس الوحدة و السلام ليضمنان لنا تقليص الفوارق القومية الى الحد الادنى و صهر المجتمع في منظومة واحدة - المواطنة- .
نسأل الله التوفيق
|
|
|
|
|
|