|
كل واحد خاتّي إيدو فوق قلبو
|
الذين استمتعوا بامتيازات ستة عشر عاما من الصعب عليهم التخلي عنها هكذا فجأة ،،، ظل بعضهم وزراء ، وقيادات سياسية تنتمي للحزب الحاكم ، وولاة ، ومدراء ، وكبار موظفين منذ الإنقلاب البائس ، وظلوا يحتكرون المنازل الحكومية المشجّرة والمكيفة ، والسيارات الفور ويل درايف ، والسائقين ، والرواتب العالية ، والبدلات ، والأسفار وغيرها من الامتيازات ... ظلّ بعض هؤلاء متسيدين الساحة العامة ، متحدثين في وسائل الإعلام ، وكتّابا للرأي ، ومالكين للمعلومات ، وحاضرين في المقاعد الأمامية في كل المناسبات الحكومية .. كثير منهم لا ينزل إلى الأسواق وزنك الخضار أو اللحمة أو سوق السمك ، أو السوق المركزي ، ولا يعرفون زحمة المواصلات ، ولا يعلمون سعر البنزين إلا من التقارير الرسمية . هؤلاء لن يستطيعوا العودة إلى حدود ما قبل الإنقلاب ، فهم قد شبّوا على الرضاعة ، ومن الصعب عليهم التخلي عنها فجأة ، فمن شبّ على شئ شاب عليه .. هناك إعادة توزيع ، وهي ليست أمرا اختياريا ، ولا مكان فيها للمجاملات أو التسميات الترضوية ، وسيعترض الناس علنا على كل ما يرونه باطلا ... ولن يقبل الشركاء إلا بما يقتنعون بصحته ... إذن من المؤكد أن كثيرين سيسقطون من القائمة ، وسيتركون مضطرين المنازل الحكومية والسيارات الحكومية وستجفوهم الرواتب والبدلات والأسفار ... سيكون هناك متحدثين جدد في التلفزيون من الشركاء ، ومالكين جدد للمعلومات ، وستكون هناك أحزاب متعددة يتم تمويلها على أسس علنية وواضحة ، ولن تتحمل خزينة الشعب أي تمويل لحزب مهما كان ... وإن حدث ذلك فسينكشف وسيعلن الشعب رفضه ، وربما يعلن الشركاء انفضاض الشراكة ... وإذا تساءلنا ، كم عدد وزراء الإنقاذ ، كم عدد قيادات المؤتمر الوطني ، كم عدد الولاة والمحافظين ، كم عدد المدراء وكبار قيادات الخدمة المدنية من الذين أتت بهم الإنقاذ ليحلوا محل آخرين لم تكن الإنقاذ راضية عنهم ؟؟؟ وكم من هؤلاء يسقط من القائمة الجديدة ؟ وكيف سينظرون للأمر ؟ أنا متأكد تماما أن كل واحد من هؤلاء ( خاتي إيدو فوق قلبو ) ... وربنا يستر ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|