عسل الكلام: لما الجدل يبقى الدجل والأيدولوجيا هي الملاججه واللواجه بلا عمل اللخبطة الخمج البوليس كتال كتل ليش البلاد ما تستباح يوماتي كل ما الليل دخل اشمعنا يا شوفنا الرحل ما انصدقت زرقا غناك ما كان حصل الحصل "حميد - مصابيح السما التامنة - طشيش"
بحلول الثلاثين من يونيو 2005م تكون الإنقاذ قد جلست على سدة الحكم وعلى رؤسنا قسراً ستة عشر عاماً كاملة غير منقوصة بل تزيد 26 يوماً و8 ساعات و4 دقائق و49 ثانية، وهي بذلك تصل لنفس عدد سنوات حكم جعفر النميري، فنكون نحن (ملطشة) العساكر على مر السنين، وأعني بـ(نحن) جيل العقد الثالث من العمر، الذين ولدوا في عهد نميري، وتبعاً لذلك فقد ضاعت سنوات عمرنا هباءً منثورا ... أسوق هذه المقدمة كي نفتح معاً كشف حساب لحكم الإنقاذ ونرى أين وصلت (سفينة) الإنقاذ التي لا تبالي بالرياح، ولنفتح الآن ملف شعارات الإنقاذ الخاسرة التي تشدقوا بها ردحاً من الزمن، والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة بعد اتفاق القاهرة أين أوصلتنا الإنقاذ ؟؟ وهل أنقذونا طيلة ستة عشر عاماً؟ ببساطة يمكن أن نسمي هذا (لعب عيال) واستهتار بمقدرات وخيارات شعب كامل، واختزال ستة عشر عاماً من عمر الوطن وإنسانه كان الأولى أن ينهض فيها الوطن من كبوته التي خلفتها سنوات نميري العجاف، تلك التي بدأت فيها أعراض الفقر تظهر على جسد الوطن ذلك المترامية أطرافه معبأة أحلام وغلال ... على المستوى السياسي صارع ثور الإنقاذ الهائج كل العالم وجرى عكس الرياح بحماقة ورعونة وخسر الأصدقاء قبل الأعداء في معارك كان يمكن أن تكون الدبلوماسية مخرجنا منها، لكن أحلام الإمبراطورية الإسلامية القوية التي كانت تراود مخيلاتهم صورت لهم صدق ما يزعموا فغالوا واشتطوا وما خسر في نهاية الأمر إلا المواطن السوداني العادي الذي بات يعاني الأمرين في مطارات وموانئ العالم من ذل وبهدلة، ليكتشف في نهاية الأمر مستجدي السياسة أنهم خربوا كل شيء ويدركوا أهمية العمل من أجل محو هذه الصورة التي خلفها جهلهم السياسي ... على المستوى الاقتصادي حدث ولا حرج فالقاصي والداني يستطيع أن يقنع عرابي نظام الإنقاذ أنهم أفقروا العباد والبلاد بسوء إدارتهم لمرافقها ومكتسباتهاوما شطحات(صلاح دولار) ببعيد عن الأذهان ولو أردنا الحديث عن هذه النقطة تحديداً لملأ الكلام مجلدات ولأصبنا بضغط الدم وتصلب الشرايين حسرة ... على ذلك قس كل مناحي الحياة في السودان الوطن، تجد خراباً ودماراً ما بعده سوء، لذلك عندما تأملت ملياً وجهي عمر البشير وعلى عثمان في لقاء القاهرة قرأت فيهما الإحباط والمسكنة والذل والهوان، كانت نظراتهما ساهية شاردة تمتد للاشيء وكأني بهما كانا يفكران كما كنت أفكر تماماً أنا في قيمة الذي ضاع، قيمة (هرجلة) عمرها 16 عاماً تكبدها الوطن في تمام القلب ... أحسبوا كم خسرنا برعونتكم أموال طائلة هي عتاد ووقود الحرب التي أفقرت البلاد بشرياً ومادياً، أحسبوا كم كانت ستسهم في دفع الاقتصاد الوطني تلك الأموال التي ابتلعتها آلة الحرب اللعينة، أحسبوا كم من الطاقات البشرية أزهقتها حرب لعينة لتلغي مساهمة جيل بأكمله في مسيرة الوطن. إن ما يدعوا للغضب والاستهجان أن الإنقاذ الآن توافق على برامج التغيير وتتنازل عن كل رصيد كبريائها وطغيانها لتعود لنقطة البداية وكأن شيئاً لم يكن. ولنا عودة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة