|
Re: سياحة مع الشاعر السوداني محمد عبد الحي (Re: عبد الرحمن الشبلي)
|
زرافة النارترعي النعنع القمريىْ
بينَ الجِبالِ. وَديكُ الفَجْرِ مشْغولْ
يقتاتُ بالأنْجُمِ السَّكْرى فَتْفضَحُهْ
صهْباؤُها أشْرقتْ فى ريسهِ الذَّهَبىْ
وخَلفَهُ صاحبَّ الحانُوتِ يطردُهْ
فى كفِّه سيْفهُ فى الأُفْقِ مسْلُولُ
مخَضَّبُ بدَمِ العنْقُودِ يذْبحُهُ
فى حَانهِ الابدىْ
بين الظَّلامِ وبينَ النُّورِ معْلولُ.
وأنتَ عنْد تجلَّى السُّكْرِ مقْتولْ.
صحْراؤُكَ احتَرقتْ ليلاً عنَادلها
فى نَار مُوسَى التى شَبَّت أوائلها
فى حُلْمكَ البشَرىْ
والوردُ مِنْ دمِكَ المذْبوحِ معلْولُ
فى الحلم رأيت "سعدى" و " حافظ"
فى الحلُم رأيتُ "سعْدى" و "حافظ" يتناجيانِ
فى حَديقةِ الورد الأخيرة قرب المسجد المهجور:
الأرضُ وطَنناْ
فيها كل شىءٍ أو لا شىء
الله أقربُ من حبْلِ الوَريدْ.
لقدْ رحلَ جميعُ الصِّحابْ
وبَقينا وحدَنا فى العالمْ
كالنحل البرىِّ فى نقْرةِ الجبَلْ
وسكِر الجميعُ وقامرُوا
فى حانةِ الدَّم والنُّورِ
وكسْبنا وحدَنا سوءَ السُّمعة.
لا يمكنْ أن تفْصل
عَبقَ العبيرِ من عَفنِ الوَباءِ
فى هذهِ الدِّمنْ المخَضَّرهْ.
المُلْكُ حِذاء’’ نلبَسهُ
لنمشىَ بهِ فى الزَّمانْ.
عليْنا أنْ نَمشى حُفَاةً
فى مَملكةِ الفقرِ
لا حرَّاسَ على الحدودِ
ولا جلساتِ استجْواب ، واجراءات آمنْ
النَّارُ وطنُ العشَّاقِ
يَتفتَّحُ فى قلب الظلْمةِ
فى شُجيْرةِ اللّيلْ
حَيثُ السَّمنْدلُ والفراشَةُ
شَىء’’ واحدْ
زهرة’’ ناريَّة’’
فى اللَّيل الأبديِّ
وتُطبِقُ الصَّحراءُ من كلِّ جانبٍ علَى الطَّللِ الدَّارسِ
ولا ضوءَ غيرُ جمرةِ الكأسِ الأخيرة. _________________
|
|
|
|
|
|
|
|
|