|
Re: تيموليلت : الما كويسة (Re: اساسي)
|
أولا يجب أن اعترف أنني لم أكمل قراءة هذه الرواية فلم يتيسر لي الوقت لذلك حتى الآن ولكنني دهشت دهشة شديدة جدا عندما وجدت فيها تلك الآلفاظ التي لم أقرأها من قبل في عمل أدبي باللغة العربية إلافي النسخة الأصلية من كتاب ألف ليلة وليلة المطبوعة بمطبعة الحجر مطبعة مصر المحروسة أعتقد في أواخر القرن قبل الماضي والذي طالما حذرني أبي رحمه الله من قرائته وأنا طفل ورغم ذلك قرأته! لكن ما أذهلني أكثر هو وجود مداخلات في بوست الرواية من فتيات أو سيدات سودانيات لم يرين حرجا في أن يعلم الجميع أنهن قرأن تلك الألفاظ وهنا يجب أن اعترف أنه بعد سبعة عشر عاما من الغياب المتواصل عن السودان فهناك تغيرات قد لا أستطيع استيعابها. أنا أتساءل هل كاتب الرواية لايشعر بالحرج عندما تقرؤها أخته مثلا؟ إذا كان لايشعر فهذا أيضا تغيير جديد في الشخصية السودانية سأحتاج لوقت طويل لكي أهضمه.
عمل معي في إحدى الدول العربية مترجم مصري متقدم في السن فاجأني بأنه عمل أستاذا في السودان لمدة خمسة سنوات في النصف الأول من ستينات القرن الماضي وحكى لي كيف أن المدرسين المصريين أيامها كانوا يرفضون الذهاب للكويت ويتسابقون للاغتراب في السودان. وكان يرتدي باستمرار نظارة بيرسول شمسية قال لي بفخر شديد أنه اشتراها من السودان وظلت معه أكثر من ثلاثين عاما. كان رجلا محبا للقراءة والإطلاع وذات يوم فاجأني بأن أحضر لي كتابا طالما حدثني عنه هو الترجمة الإنجليزية لكتاب "إيمانويل" من تأليف الفرنسية إيمانويل أرسان وهو عبارة عن مذكراتها التي تصف فيها تجاربها الجنسية منذ أن فقدت عذريتها إلى ما بعد زواجها وعشاقها ولقائها بفيلسوف إيطالي في تايلاند حيث كان يعمل زوجها جعلها تعتنق فلسفة الايروتيسسزم لا تحضرني ترجمه عربية لهذه الكلمة الآن فعذرا. الكتاب تحول إلى فيلم مثلته ناستازيا كينيسكي. أدهشني صديقي المصري حين قال لي أنه اشترى ذلك الكتاب من مكتبة سودانبوكشوب بالخرطوم وأنه حينما كان الكتاب يباع علنا في الخرطوم فقد كان ممنوعا في أمريكا وأعتقد أنه حتى الآن ممنوع في أمريكا لأنه يتضمن اعترافا بممارستها للجنس مع فتى بالغ ولكنه دون السن القانونية! الغريب في هذا الكتاب أنه لم يتضمن أية ألفاظ من النوعية إياها ويستعمل بدلا عنها مصطلحات جميلة ورشيقة وأعتقد أنه من أهم الكتب التي قرأتها حيث يتضمن تحليلا دقيقا لمشاعر المرأة الجنسية مما لم أجد مثله في أي كتاب آخر وهو عمل فني رائع رغم أنه يصف أحداث حقيقية وليست خيالية.
السؤال يبقى في النهاية أين ينتهي الأدب وأين تبدأ قلة الأدب، مع تحياتي يا أستاذ أساسي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|