برنارد لويس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 06:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-15-2005, 07:51 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 9094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنارد لويس (Re: محمود الدقم)

    4-
    العدل للجميع:


    (الإسلام والغرب) كتاب آخر من كتبه-

    إن المثل الأعلى للحكم الإيجابي المحمود يتحقق إسلاميا -كما يرى "الطهطاوي"- من خلال "العدل"؛ وهو مفهوم له دلالته في اللغة العربية، وله أيضا معان وتفسيرات مختلفة، إلا أن التفسير العربي الشائع للعدل هو "العدل التابع للشرع" (ويقصد هنا بالشرع شرع الله، أي الشريعة التي أوحى بها الله إلى رسوله محمد وإلى المجتمع المسلم).

    ولكن ما هو المعنى المناقض أو المعاكس للعدل؟ وما هـو النظام الذي لا يعمل بمبادئ العدل؟ إن الحاكم العادل -حسب المنظومة الإسلامية التقليدية- لا بد أن يكون قد حقق أمرين: أولا أن يكون قد وصل إلى السلطة بطريقة مشروعة صحيحة؛ وثانيا أن يكون ممارسا للسلطة بطريقة مشروعة صحيحة أيضا.

    بلغة أخرى، لكي يرقى الحاكم إلى مرتبة العدل في الإسلام، يجب ألا يكون معتديا على السلطة أو ديكتاتوريا في ممارستها. وإنه لمن الممكن طبعا، أن يحقق الحاكم صفة واحدة دون الأخرى، إلا أن التجربة قد أثبتت تحقيق الصفتين في نفس الوقت.

    إن الرؤية الإسلامية للعدل موثقة منذ وقت الرسول محمد، حيث كانت حياته -كما هو ظاهر في نص الكتاب والحديث- مقسمة إلى مرحلتين مهمتين. الأولى تمثلت في فترة مكوثه ببلدة مكة -موطنه الأصلي- إذ كان مسخرا كل جهوده لمعارضة النظام الحاكم حينذاك، وهو نظام الكفر والشرك الذي كان يقابله ويعارضه ذلك الدين الإسلامي الجديد.

    وقد عكست الآيات القرآنية -وبجانبها الأحاديث النبوية والقصص النبوي- تلك "المعارضة"... أو قل تلك المظاهرة، بل تلك الثورة التي كان يشنها الرسول محمد ضد النظام القائم في ذلك الحين.

    وأما المرحلة الثانية، فقد تمثلت في فترة مكوثه ببلدة المدينة، بعد هجرته المعروفة إليها. وهي مرحلة تحول فيها الرسول محمد من ضحية للسلطة إلى مستخدم وموجه للسلطة. ففي "المدينة"، صار محمد رئيسا للدولة؛ فبات يتصرف مثلما يتصرف رؤساء الدول، من تنفيذ القوانين إلى فرض الضرائب إلى القيام بالحروب. باختصار صار حاكما.

    ولذا، فإن الأفق السياسي لهذه المرحلة لم يكن متمثلا في كيفية معارضة النظام -كما كان الأمر في الحقبة المكية- وإنما كان متمثلا في كيفية إدارة الحكم. ومن ثم، فإنه يمكن القول: إن المسلمين -منذ بداية نزول الوحي- تشكل لديهم رؤيتان سياسيتان متناقضتان؛ الأولى هي ما نسميها بالرؤية السياسية "النشطة" التي تبلورت منذ المرحلة المكية، والثانية هي الرؤية السياسية "الهادئة" التي تبلورت منذ المرحلة "المدينية"... إن جاز القول.

    ينص القرآن -على سبيل المثال- ويشدد على واجب الطاعة.. "وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم"؛ وهو أمر قد تجلى وبرز في العديد من الأحاديث المنسوبة لمحمد؛ ولكن على الجانب الآخر نجد الأحاديث التي تحد من ذلك الواجب، مثل "لا طاعة في معصية" أو "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". وهما حديثان منسوبان إلى الرسول، ومقبولان عالميا لصحة محتواهما ومصدرهما.

    فأما الحديث الأول، فهو لا يُسقط فقط واجب طاعة الحاكم الذي يخالف القانون الإلهي، بل يأمر بضرورة عدم طاعته، وواجب الثورة ضده، أو على الأقل معارضة السلطة الحاكمة؛ وهو أمر يتجاوز حق الثورة المنصوص عليه في الفكر السياسي الغربي. وأما الحديث الثاني، فهو يضع حدودا واضحة لسلطة الحاكم، بغض النظر عن ماهية تلك السلطة.

    إن هاتين الرؤيتين السياسيتين -الهادئة والنشطة- كانتا مشهودتين طوال التاريخ الإسلامي: تاريخ الدول الإسلامية، وتاريخ الفكر السياسي الإسلامي، وتاريخ الممارسة الإسلامية. فمنذ بداية الإسلام، والمسلمون مهتمون ومشغولون بإشكاليات السياسة وبإشكاليات الحكم: من الوصول إلى السلطة إلى ممارستها إلى تداولها إلى شرعيتها إلى حدودها، وهي ما تهمنا في هذا المجال.

    كل ذلك تم تسجيله وتدوينه في كم لا يحصى من الأدبيات الإسلامية الثرية والمتخصصة في تناول القضايا السياسية. فهناك الأدبيات الدينية، وهناك الأدبيات القانونية التي يمكن تسميتها بالقانون الدستوري للإسلام، وهناك الأدبيات التطبيقية -وهي عبارة عن كتيبات مكتوبة بأيدي الموظفين المدنيين عن كيفية إدارة الأعمال الحكومية اليومية- وأخيرا هناك الأدبيات الفلسفية التي ترتكز بثقلها على الأعمال الإغريقية القديمة والتي قامت بترجمتها وبالتقريب بينها وبين الأعمال الإسلامية؛ ما أدى في النهاية إلى إخراج كتابات إسلامية متميزة عن "جمهورية أفلاطون" و"سياسات أرسطو".

    وبمرور الوقت، قويت شوكة الاتجاه "الهادئ" -أو الاتجاه السلطوي- وازدادت ضراوته لدرجة أن بات من الصعب الحفاظ على الحدود التي أمر بها النص المقدس والتي شدد عليها القانون الإلهي. ولذا، كانت الأدبيات الإسلامية تنادي دوما بالعودة إلى تلك الحدود التي تحد من سلطة الحاكم، وبإعادة الأمور إلى مجراها الإلهي. وكانت كلمة "الفتنة" من أكثر الكلمات شيوعا واستخداما في تلك الأدبيات؛ وهي تعني "إثارة" أو "استفزازا" أو "تشتتا"، أو حتى "فوضى" في بعض المضامين.

    بل إن بعض الكتاب يذهبون إلـى الافتراض القائل بأن ساعة -أو حتى لحظة- من الفوضى شر وأسوأ من مائة عام من الطغيان والديكتاتورية. وهو رأي من ضمن الآراء، وليس بالرأي الوحيد. وقد ساد في بعض الوقت في بعض البلدان الإسلامية، إلا أنه قوبل بالرفض التام في بلدان أخرى
                  

العنوان الكاتب Date
برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:49 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:50 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:50 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:51 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:52 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:53 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:53 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de