برنارد لويس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 06:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-15-2005, 07:50 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 9094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنارد لويس (Re: محمود الدقم)

    2-
    تغيير المفاهيم:

    يحظى التاريخ على أهمية واضحة لدى المسلمين، كما يحظى لدى غيرهم، إلا أن اقتراب المسلمين نحو التاريخ يتسم بحساسية خاصة وبإدراك خاص. إن مسيرة الرسول محمد، وإيجاده لمجتمع إسلامي، وإقامته لدولة إسلامية مرتكزة على الشريعة الإسلامية... كلها أحداث شهدها التاريخ، وشهد عليها المؤرخون من واقع الذاكرة التاريخية، ومن واقع ما سُجل وما حُكي منذ أمد بعيد، بل وأيضا من واقع ما تم الجدل بشأنه والتعارك بصدده.

    فحتى هذه اللحظة، يمكن للمرء أن يلحظ سجالات طاحنة ومناقشات ساخنة -تُدار من قبل المؤرخين المسلمين- حول أحداث مر عليها أكثر من قرن، حيث ترتكز نقاط الجدل حول ماهية الحدث وأهميته، وعلاقته بالواقع المعيش الآن.

    ويمكننا القول: إن إدراك مسلمي اليوم للتاريخ -وخاصة مسلمي الشرق الأوسط- قد اكتسب أبعادا جديدة، ففي ظل الحقبة الحديثة الراهنة، خاض المسلمون -بل عانوا- من تجارب غريبة وجديدة عليهم كان لها الأثر العميق في تغيير نظرتهم لذاتهم وللعالم من حولهم، وبالطبع في إعادة تشكيل مفاهيمهم ومصطلحاتهم.

    في عام 1798 أتت الثورة الفرنسية إلى مصر؛ أتت في صورة حملة استكشافية صغيرة العدد، تحت ولاية جنرال صغير السن.. اسمه "نابليون بونابرت". قامت هذه الحملة باختراق مصر، ثم احتلالها، وأخيرا حكمها لسنوات طويلة... هكذا بمنتهى السهولة وبمنتهى البساطة. أما الجنرال "بونابرت"، فقد أعلن بفخر واعتزاز أنه لم يأت إلا تحت "اسم الجمهورية الفرنسية المتأسسة على قواعد الحرية والمساواة"؛ وهو ما تم نشره باللغتين، العربية والفرنسية، فلم ينس "بونابرت" أن يجلب معه طاقما من المترجمين المتقنين للعربية، وهو ما تغافل عنه الكثيرون من زائري المنطقة فيما بعد.

    وإذا تحدثنا عن مبدأ المساواة، فإنه يجوز القول بأنه قد لاقى ترحيبا واسعا لدى المصريين، مثلهم مثل جميع المسلمين. لقد اقتنع المسلمون المؤمنون بهذا المبدأ منذ لحظة ميلاد الإسلام في القرن السابع الميلادي؛ اقتنعوا به كمبدأ أساسي وأصيل في الإسلام.

    لقد أقر الإسلام به في وقت كان يعج بالظلم، سواء كان هذا الظلم متمثلا في نظام الطبقات بالهند caste system، أو متمثلا في نظام الأرستقراطيات والامتيازات بالعالم المسيحي آنذاك.

    لا شك في تشديد الإسلام على مبدأ المساواة؛ ولا ريب في قيام المسلمين بجهد كبير وبنجاح أكبر من أجل تمكين هذا المبدأ وإنزاله على أرض الواقع. صحيح أن وقائع الحياة الإسلامية قد أوجدت حالات كثيرة من الظلم وعدم المساواة -خاصة الحالات الاقتصادية والاجتماعية، يعقبها الحالات الإثنية والعرقية- إلا أنها كانت في تعارض تام وتناقض مطلق مع المبادئ الإسلامية؛ بالإضافة إلى كونها لم تتدن أبدا إلى مستوى الظلم الذي كان يشهده العالم الغربي حينذاك.

    صحيح أن الشريعة الإسلامية قد استثنت ثلاث فئات من قانون المساواة -العبيد والنساء والملحدين- إلا أن استثناءهم لم يكن ملحوظا بهذه الدرجة. وهذا على عكس ما كان يحدث في الولايات المتحدة -على مدار أعوام عديدة- حينما كان الرجال البيض البروتستانت يُنظر إليهم على اعتبارهم الفئة الوحيدة التي "ولدت بحرية ومساواة"؛ وهو أمر إن كان ضد المبادئ الأمريكية، فإن الممارسات قد صدقته وأثبتته.

    إن التاريخ يشهد بأنه حتى نهاية القرن التاسع العشر، بل حتى بداية القرن العشرين، لم يكن للرجل المسيحي الذي يعيش في العالم المسيحي -بما فيه فرنسا بعد الثورة والولايات المتحدة- من الفرص التي تمكنه من الوصول إلى السلطة مثلما كانت تلك الفرص متاحة للرجل المسلم الذي يعيش في الشرق الأوسط. بمعنى آخر، إن الرجل المسلم الفقير ذا الأصول غير المعروفة كان لديه فرصة أكبر -للوصول إلى السلطة- من نظيره المسيحي الذي كان يعيش في أوربا والولايات المتحدة.

    لقد كانت المساواة إذن مبدأ مفهوما ومحترما إلى أقصى درجة في أوساط المسلمين، ولكن ماذا عن الكلمة الأخرى التي ذكرها "بونابرت".. "الحرية"؟ الحقيقة، إن هذا المصطلح قد تسبب في إحداث بعض التشتت لدى المصريين. فالاستخدام العربي للمصطلح في ذلك الوقت -وفيما بعد- لم يكن استخداما سياسيا، بل كان استخداما قانونيا شرعيا.

    وفي هذا الصدد، يصير المرء حرا إن لم يكن عبدا، ومن ثم فإن تحرير المرء يعني عتقه من العبودية. هذا بالإضافة إلى أن العالم الإسلامي -على عكس العالم الغربي- لم يجعل من "العبودية" دلالة على سوء الحكم وسلبيته، كما لم يجعل من "الحرية" دلالة على جدارة الحكم وإيجابيته.. اللهم إلا مؤخرا.
                  

العنوان الكاتب Date
برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:49 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:50 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:50 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:51 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:52 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:53 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:53 AM
  Re: برنارد لويس محمود الدقم06-15-05, 07:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de