أفكار موضوعية وخلاقة ومنفتحة وعلمية وتحمل الكثير من مثل هذه المصطلحات الإيجابية لكن يظل السؤال متي تنزل هذه الأفكار إلى أرض الواقع؟ الطريق شاق يا محمد ويقيني اننا لم نبدأ فيه ولا خطوة ... فلا تزال العقليات الإقطاعيةهي المسيطر والمهيمن على مفاتيح اللعب إن صح التعبير، وهذه بلا أدنى شك عقليات مهترئة جامدة ... لا تزال الأمية متفشية وبنسبة عالية، لا أملك إحصائية دقيقة عنها لكن لن تقل عن 70% على أحسن الفروض، لو تفحصنا أنظمتنا السياسية على مر العقود نجدها تكرس هذا الاتجاه بوضع العراقيل أمام أي مشروع يصب في اتجاه وضع حلول ناجعة مبنية على أساس معافى تهدف إلى بناء تنمية إجتماعيةحقيقية لينهض السودان من هذا الثبات الطويل ... ولا أدلّ على ذلك لو أردنا أن نسوق بعض الأمثلة من المناهج العلمية التي تبني عقول النشء، أذكر في السابق - وأنا من جيل أواخر الستينات - أننا كنا ندرس في المنهج الدراسي حصة أسمها تربية وطنية هذا على سبيل المثال لا الحصر مما ينمي عقولاً زاخرة بمعاني وقيم أكبر من مجرد نظرة أكاديمية نحشو بها عقول الطلاب وهذا ما تفعله مناهج اليوم .. البداية يجب أن تعصف بالموروثات السلبية وتخلخلها بتغيير عقليات وأفكار ترسخت على مر السنين، وهذا غير متاح ولا يتم ما لم تتغير تلك العقليات وهذا لا يتيحه إلا محاربة الجهل فلا عقول تتغير بلا قناعة مبنية على أساس عقلاني ومن الصعب أن تقنع جاهل بتغيير مسلك يتم توارثه أباً عن جد ... في النهاية لن يكون حاصل كل ذلك ولا حتى 50% لو كنا متفائلين لكن تلك النسبة لو تحققت ستحمل حلولاً لجل ما تبكي عليه في بوستك هذا ... فحتى المتعلمين قد لا تسلم عقولهم من تشوهات أخذت عقوداً تنخر جسد المجتمع وترسم ملامح قبحها فيه ... هذا لا يعني أن نستهدف هذه النسبة الضئيلة بل نعمل على أن نصيب النجم كي يصيب سهمنا أعلى المئذنة ... وشكراً على هذا المقال الرصين ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة