|
ان الحب ( مضيعة للوقت) و (نوع من المرض) !!
|
هناك نوعا من البشر, مهيأ بطبعه للحب مثل العبد لله .. ونوع آخر غير مهيأ له .. ولا دخل لارادة الانسان في وجود الاستعداد للحب أو في انعدامه .. فذلك استعداد فطري بحت.. واذا وضعنا شريحة البشر من الذين هم مهيأون للحب بطبيعتهم .. فسوف نجد أنهم أيضا فئتان .. فئة تتبادل الحب مع الآخر .. وفئة يكون الشعور بالحب عندها ذاتيا لا يلتقي بأحد .. وأغلب الناس من الفئة الأولي .. التي تكون محبة أو محبوبة أو كليهما معا .. إن المهيئين للحب جميعا, هم موضع استغراب الآخرين الذين لم يتهيأوا للحب بعد .. وينظرون اليهم علي أنهم سابحون في بحار الخيال ومحيطات الوهم !! وعندهم ان الحب( مضيعة للوقت) و(نوع من المرض) هم بعيدون عنه تماما !! وعلي العكس, يري المهيأون للحب مثلى أن تلك الفئة هم من غلاظ القلوب .. ومن ذوي النزعات المادية والقلوب المتحجرة .. ولكننا أمام تصنيفات البشر الي نوعيات .. لا نملك أن( نقدر) حاش لله .. إنما نملك أن( نقرر).. ذلك ان النظر الي عملية الخلق كلها, يدلنا علي ان الله سبحانه وتعالى قد خلق الشيء وضده.. الليل والنهار, والحب والكراهية, حتي تستمر الحياة نتيجة الصراع بين الشيء وضده, وحتي يتيسر لنا معرفة( معني) الشيء .. وان الأشياء تعرف بمتضاداتها.. فأنا لن أعرف الابيض إلا اذا عرفت الأسود ولن أعرف الشر إلا إذا عرفت الخير وهكذا .. ومن هنا فإن وجود( ناس) لا تشعر بالحب أو لا تعترف به .. مع( ناس) تشعر بالحب وتعترف به .. هو أمر طبيعي.. بل ومرغوب فيه .. لأننا وببساطة شديده لن نعرف الحب إلا اذا عرفنا الكراهية!! واذا كان من المألوف أن يحب الانسان المهيأ للحب .. فإن هذا المألوف قد يواجه مصاعب أو مستحيلات .. فمثلا حين يجد نفسه أمام احتمالات مختلفة وهي اما أن يبادله الطرف الآخر نفس المشاعر, وهذا هو أقصي المني.. او أن يكون الطرف الآخر غير واقع في منطقة الجذب (الكهرومغناطيسيه ) للمحب .. بمعني ان يكون مجاله متنافرا معه .. تطبيقا للحديث الشريف( الأرواح جنود مجندة, ما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف) وتطبيقا لما قلنا قبل ذلك من وجود(كهارب ممغنطة ) خاصة بكل انسان علي حدة .. وفى هذه الحاله سنجد انفسنا أمام حالة حب من طرف واحد. وهناك ايضا حاله اخرى وهى أن يكون الطرف الآخر( المحبوب) من غير المهيئين للحب!! وهنا يكون الخطب فادحا علي المحب, فهو يواجه بمن لا يحس به ولا يشعر.. ومن لا يعرف كنه هذا الحب وحقيقته... بل قد يسخر منه ويتحدث عنه كنادرة من النوادر!! وهناك حب غريب جدا لشخص فى الخيال لاوجود له وهو الحبيب المجهول والذى يبدو في مخيلة المحب وكأنه شخص يعايشه..!! لكن المدهش أنه شخص بلا ملامح.. وبلا أبعاد!! أشعر به حينما أخلو الي نفسي.. أتوسد السهد وأطفيء لهب الشوق بدمع منهمر.. وخاصه فى بلاد الغربه ويمكن ان اسميه ( حبيب المغتربين )!! وربما تحمله الى نغمات موسيقية من بعيد.. يامسافر وناسى هواك .. ارواحنا وقلوبنا معاك!! لمن يغنى سيد خليفه !؟ لي أنا وحدي!! يغني باسمي.. يشدو بمشاعري وأحاسيسي!! إني أراه, عند البحر أراه.. في ظلال الشجر أراه.. في وحدتي فى غربتى فوق وسادتي هو في كل الفضاء من حولي. وفي هذه المرحلة, تتسامي المشاعر الانسانية الي ذري عالية, ويتحول الانسان الي محب لكل شيء!! وكل مخلوق!! لكنه ينفرد بدموعه الخاصة, حين يهجع الي النفس المتشوقة.. يكتوي بلظي الشوق فيتناثر الشعور بالحب, ليتساقط مثل رذاذ العطر علي كل الأشياء!! هنالك.. تبدو كل الأشياء جميلة.. ويبدو خالقها هو الأعظم وهو الأكمل.. وهو الأقدر علي هداية الأرواح.. ويسألونك عن الروح.. قل الروح من أمر ربي..!؟
|
|
|
|
|
|