|
حتى لا يكون السلام بايخاً..
|
توقفت حرب الشمال والجنوب .. أو بالأصح حرب الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال على الجنوب.. أو لأكون أكثر دقة حرب الحكومات المتعاقبة على السودان شماله وجنوبه شرقه وغربه منذ الإستقلال وحتى إشعار آخر يمكن تحديده بوقت لا تصبح السيطرة على الدولة فيه تعني السيطرة على الكيكة واقتسامها بين المتنفذين .. فما زال البلد غابة أو صحراء .. برغم المياه الجارية والبترول المتدفق والثروة الحيوانية الهائلة. إن سياسة فرق تسد لم تغادرنا بخروج المستعمر الأبيض بل أستمرت بعد أن آل الأمر للمستعمر الأسمر .. فأصبح الحديث عن التهميش الشامل الذي لا يستثنى منه إلا أهل الحظوة ممن تسنى لهم تسنم كابينة القيادة أو كانوا من سدنتها .. الآن وقد تم الإتفاق على إطفاء النار الكبيرة في الجنوب .. لا يهم من أوقفها ولكن المهم أنها توقفت نأمل أن يبدأ خفض التهميش .. بتقديم حكومة الوحدة الوطنية للتنازلات اللازمة لإيقاف نزيف الشرق والغرب .. توقفت الحرب في الجنوب ولكن .. لم نرى من السلام حتى الآن إلا جيوش الوزراء ونواب الوزراء والهياكل الادارية والتشريعية والتنفيذية التي استحدثت لإرضاء جيوش البيروقراطيين الجدد .. وهنالك إجابة صارمة جاهزة لكل من يستنكر تأخير نتائج السلام وهي (نحنا بنفذ في الاتفاقية) .. والحديث عن التنمية خارج الاجندة الرسمية حتى الآن .. وحقوق القوى السياسية وغير السياسية خارج الأجندة .. ولم يبق لهذا الشعب الصابر شيئاً فقد جف جلده .. ودماء شبابه مازالت تصيح .. وجرحى الحروب مازالوا يعتقدون أنهم كانوا يقاتلون من أجل إرساء سلام يؤسس للتنمية والحياة الكريمة .. لا ملاريا لا ضرائب تذكر بالعهد التركي .. ماهي حقوق المواطن في السودان .. السكن/العلاج/ التعليم كل هذه المسائل الأساسية أصبحت صعبة المنال .. لا تتاح إلا للخاصة والمعروفين جداً بشراكتهم في كيكة السلطة. أما آن للسودان أن ينهض .. أما آن لأمواله أن توجه لإتجاهاتها التي ترضي الله والرسول.. فالحرب لا يوقفها الإتفاق لإقتسام الكيكة بل يوقفها وبشكل نهائي زوال أسبابها الحقيقية .. زوال دولة الظلم وقيام الدولة الراشدة العادلة التي تعنى بمعاش الناس وقضاياهم الحقيقية .. زوال الظلم بشتى أشكاله طوعاً أو كرهاً .
|
|
|
|
|
|
|
|
|