|
ثرثرات تحت المطر !
|
يوم امس وحوالى الخامسة والنصف تقريبا اكرم الله الخرطوم وبرها بمطر مدرار وغزير امتد لنحو ساعيتن مع فروقات ورشات خفيفة اتصلت الى ما بعد الثامنة وبالجد المطرة كانت قوية وليست عارمة كما وصفتها احد صحف الخرطوم لاننى وبالقياس والتذوق فقط - ناهيك عن القاعدة اللغوية ودلالة اللفظ - اعتقد ان العرم ممكن ان تطلق على السيل وليس المطر ... ولا شنو الفهم .... المهم ... كنت اثناء هطول المطر داخل مكتبى و هناك اظلام قد حل قبل مغيب الشمس بالفضاء خلف زجاج النافذة فشعرت بالقلق لان السحاب كان شايل والخبر الاكيد قالو البطانة اترشت .. وسريع كابست التلفون ... يا خال - فى الكلاكلة - اسمع فى مطرة نزلت عندكم فاجابنى ... غرق عديل ... اها انشاء الله مافى حيطة وقعت ولا اوضة انقدت ... فاجاب ... لا كويسين بس فى سبلوقة عاملة مانع - والرجل عسكرى متقاعد - ومعناه ان هناك حاجز او عائق يمنع نزول المياه عبر السبلوقة ... فشكرته وشكرنى وبالطبع لم ينسى بعد تحيات الوداع ان يعود الى لب المكالمة ويسالنى اخوك بقى كيف ... وعمك فلان لقى ملفو الضائع فى الاراضى و امك عملت شنو فى كيت وكيت .. بالله خليها تضرب لى بعدين لمن ترجع البيت ... ثم انتهت المكالمة فافترعت مكالمة اخرى هذه المرة الى منزلنا ... لا يوجد احد يرفع السماعة .. اكرر المحاولة .. فيستبد بى القلق والغيظ والضيق فاضطر للاتصال على جوال اخى الاصغر ... ترن ... ترن ... ترن ... فياتى صوت ايمن : يا محمد ...يمطها بصورة تضايقنى .. فارد كيفك ... وين انت هسة فيرد ... فى مصطبة ناس على ابو زقدة وبرندة دكان ناس بشارة ... فاقول صائحا شنو ... فيرد وقد استاء من صياحى مالك .. ما تجوط ياخى ما كنا قاعدين فى الدافورى والمطرة صبت قلنا ممكن تكون رشة خفيفة لكن زرتنا هنا ..فشعرت بالضيق ..وانا اصرخ دى جرجرة منك انت شايف السماء ملغمة تمشى تتلمى فى البيت ولا تقعد تتحاوم هسة الحاصل شنو هناك انا ما عارف ، هسة من محلك دا لو تعوم تمشى البيت وتضرب لى من البيت وتورينى الحاصل شنو ... انا زول مرض عارف الناس كلها هسة فى شغلها ومحل قرايتها وانت تمرق تخلى البيت يا زفت فيطنطن بكلمات لم افهمها وان لاحظت انه فى معية حشد من الشباب يدعمون الامطار وموسيقاها بجدل صاخب .. .. ثم انصرف لبعض اعمالى فى المكتب والتى كان معظمها منحصرا وقتها فى فتح النافذة بحذر والنظر الى القرب المفتوحة من المساء على الخرطوم ...لا حولا ... الظاهر الليلة زى ما قال احد الشيوخ زمان (الخرطوم دى يا غرقة يا حرقة ) ...اها الغرقة محمدانا ... ثم انظر الى الساعة فالاحظ ان الوقت تاخر لوصول اخى الى المنزل من (مصطبة ابوزقدة ) ...فاتصل على تلفون المنزل فاسمع الجرس يرن ولا احد يرد ويرفع السماعة ...ازداد اضطرابا ... فاجرى مكالمة الى هاتف اخى (الزفت ) ...فياتينى صوت الفتاة الغياظة ... عفوا هذا الرقم لا يمكن الوصول اليه حاليا .... يا اللللللللللله ... اهتف ... فاعيد الكرة ... وتعود الفتاة ... ثم اعيد الكرة ... فيظهر لى اخطار الرقم الذى تطلبه مشغول الان ! ...بسم الله الرحمن الرحيم .... ما هسة لا يمكن الوصول اليه ...ثم بعد محاولات مضنية يخش الرقم ... رن .. ترن ... فياتى ايمن ... يا محمد ... فارد بغيظ ... قافل موبيالك مالك ياخى ... فيقول والله ما قفلتو بس الشبكة كعبة ... فاساله اها وصلت ... فيقول اى ..... طيب ليه التلفون الثابت مافى زول بيرد فيقول عمر - شافع بالمنزل - طقش التربيزة ووقع رمى التلفون وكضم الكضم منو عمر ولا التلفون فيقول التلفون .. فاتمتم الحمد لله ! ثم اساله اها الحاصل شنو فيرد مافى حاجة ... بس فى موية ركنت فى الحوش وبفتش فى طورية عشان افتح المجرى ... بعدين الراكوبة مخزنة موية وعاوز انزلها واصرفها ...لكن فى مشكلة ...فاسال بذعر ... شنو ... فيرد ببرود الموية قاطعة والكهرباء كملت .. تكمل كيف قبال يومين انا مش جبت كم كيلو ؟؟ فيرد انا عارف ياخى المهم كلمتك ... تكلمنى ليه - اصيح محتجا - ما تتصرف امرق هسة امشى ليهم قبال ما يمشو ... فيطلق ايمن اخر طلقات صبره ... هو شنو اتصرف .. المطرة تجى ترجعنى البيت الكهربا برضو اسكها ليكم فى الطين والمطر انا زول ولا ورل ...يا زول اقول ليك حاجة ما ماشى اى حتة وانت والبروفات العاملين مهمين اشترو شمع وانتو جايين !
|
|
|
|
|
|
|
|
|