|
بعد 16 عام جردة حساب - بقلم محمد خليل محمد
|
ساعات فقط لتنقضي ستة عشر عاما عجاف من تاريخ شعبنا، 16 عام و البلاد كما نريد وكما لا نريد كما نشتهي او لا نرغب. فيض الحزن يخيم على الجميع... بؤس هو السيد الاول في وطننا الحبيب، 30 يونيو 89 يبدو لي .. لها .. لهم جميعا الا من تمكنوا وتمتنوا وتمترسوا ... يبدو هو اليوم الاول لبداية رحلة الشقاء و التعاسة وانا اتنقل بين مدن العاصمة الثلاثة لافتات فاخرة كتبت عليها العبارة التالية 16 عام ثورة الانجاز الاحتفال بعيد الثورة 2005 شئ اخر ... دعوة من رئيس النظام البشير لمشاركة كل القوى الوطنية للاحتفال باليوم..... حزنت طويلا ثم ضحكت ساخرا مما يجري في بلدي ... ثم ترادفت الصور واحدة تلو الاخرى : عيد الانجاز ... مشاركة القوى الوطنية ، ثم تسالت هل ستحتفل القوى الوطنية مع الانجاز كما دعاها قائد انقلاب 30 يونيو؟ وهل سينسى شعبي كل المرارات و الغبن الذي زرعته الحركة الاسلامية خلال اعوام حكمها ال 16 حاولت تخيل ما هية الاحتفال .... المعلم الاساسي هو كلمة قائد الانقلاب .. والحضور الوطني و الغير وطني الحاشد حسب ما يروق للمصنف ان يمنح وسام الوطنية فكرت فيما سيقوله البشير في الاحتفال؟ خمنت انه سيتحدث عن بتروله الذي ساعد في تدفق النماء او الدماء في الشرق ، الغرب وقبلهما الجنوب.. سيتحدث عن المعادن التي تقاسمنا فرنسا وسواها في اكثر من ثلثيها، وسيتحدث بلا شك عن الحرب التي توقفت ... وجدتني اقف عند هذه الفكرة ، هل توقفت الحرب فعلا ، ولماذا توقفت ، هل حقق من تقاتلوا وسكبوا الدماء على التراب ما تقاتلوا من اجله؟ .. ولنقل انها توقفت وكلنا متطلع للسلام ... لكن لسلام حقيقي وعادل يحقق تطلعاتنا ويضمد جراحنا ... هل احصى المتصالحون قتلاهم .. جرحاهم .. وكم الذين نزحوا وتشردوا ودمرت حياتهم ، هل احصوا وحصروا ما دمر وانتهى .... ولندعنا من ما خلف من الحرب... هل سيتحدث البشير او يعرف اي شئ عن اطراف عاصمته الحضارية كم هي الاسر التي تسد رمقها بالفتات في وجبة واحدة ناهيك عن من يفعلون ذلك في الاقاليم ، هل يعرف كم عدد الاطفال المتشردين الذين ماتوا خلال شهر يونيو 2005 فقط، هل هناك احصاءات حقيقة عن حجم انتشار مرض الايدز في العاصمة فقط ؟ وهل وهل ... هل سيجيب الرئيس عن اي من التساؤلات السابقة او غيرها ؟ ماذا يمكن ان يقول رئيس دولة يحدث فيها كل ذلك ؟ ان اجاب قديكون مكابرا ولا غبار عليه ان كان كذلك فهذا ليس بالشئ العجيب لدى احد رموز وقيادات الحركة الاسلامية .. وان لم يجب فالم هو الادهى والامر ان يكون رئيس السلطة (( لا يعلم بانه لا يعلم)) ارجو ان لا يكون مغيبا او مدعيا للتغيب من بطانته وحاشيته فالامر غير مكلف ولا يحتاج لعربات نجدة واغلاق طرق العاصمة فقط يحتاج لتجرد وصدق !!! ليقف على انجازاته ... وليسال فقط: ايهما اكثر تعداد افراد شرطة الكشات عفوا النظام العام ام بائعات الشاي المستهدفين من قبلهم في مواقف العاصمة؟!! ايهما يمثل اكثرية المارة ام المتسولين امام الجامع الكبير في السوق العربي؟؟!! وليتسال عن النستشفيات – المدارس الجامعات – الاحياء الفقيرة ... الخ من انجازات ثورتكم
ما توقف هو القتال في بعض الاطراف ... المعركة مستمرة وكامنة لدى الكثيرين ... وهذا ما يجعلني ادعو الجميع للكتابة وتناول هذا الامر بجدية ... مازلنا تحت هيمنتهم ... ما زالت اعينهم وجواسيسهم ترصد كل زفرات الشهيق و النفير في انفاسنا .. وقبل ان اختم سطوري في المقال الاول من جردة حساب اذكر رئيس النظام بان الثلاثين من يونيو في مخيلة شعبنا هو اسوا تحول شهده الوطن السودان ، وان جاز لي تخيل مسحة امانة فكنت اتخيلك تقدم اعتذار لشعبنا الكريم ، لنقد نفسك ونظامك والاعتراف بكل الجرائم البشعة و المجازر الجماعية .. لكل الفساد الاداري و التجاوزات المالية ، لكل من اقصي وشتم واساء واغتصب وعزب .. و..و .. وهي تذكرة فقط وانت تقوم ببروفات خاطبك في الثلاثين من يونيو بانه شتان ما بين رقصة الحرب ورقصة السلام ، ساتمادى واتخيل انك ستغير حتى رقصتك التي تذكرنا بمليشياتك وهي تتاهب للحرب ، لن اتمادى في تخيلي واطالبك بتغير وجهك بل وجهتك!.. وغدا نواصل ،،،
|
|
|
|
|
|
|
|
|