|
رسالة إلى.... صديقي عثمان محمد صالح
|
يا صديقي الوسيم افتقد كتاباتك...
Quote: تمـثـال تود عـنخ آمون في"مالينوفادولينا"
(1)
سحـنته الـنوبـيّة صَـدِ أت ،
وتداعـت هـيبته الفـرعـونية ،
قامـته المرهـوبـة ذابت
مثـل عـجـيـن الشـمع ِ
وغابـت تحـت غـبار ِ
الصـيف ِ الـبـلـقـانيّ ،
وغـاصـت شمس المجـد
البازخ تحـت رماد ِ الفحم ِ
الحجـريّ شـتاءاً ( حـتى
الثعـبان الذهـبيّ تسـّلل
من فـوق التاج الملكيّ
وآب كـئيباً وكسـيرَ القـلب ِ
إلى الأحـراش الأفـريقـية)
(2)
هـل جـف رحـيـق الد نيا في
عـيـنـيه المـوحـيـتـيـن بأشـياء ٍ
لاحـصـرَ لها ، أم كان يـقـاوم
أشـباح َ الظلمة ِ و النسيان
الـقـاتـل حـين تعـذ به أوجـاع
الوحـدة ِ و الـقـلـق ِ العارم ِ و
الإهـمال ِ المُـتعـمّـد ِ بـين
ركام الـرف ِ الخـشـبيّ ؟ .....
في تلك الـبرهة ِ بدأ الملك
المنفيّ يـُـشّع فـضولاً لا يُـنـسى،
وبزاويةٍ من عـينيه الواسعـتـين
الكابيتين يحاولُ مـَفـهـمة اَلأحداث
الجارية بذهـن ٍ سـلـفي!
(3)
حـين يكون وحـيداً( بالفِـيلاّّ )
المسكونة بالأرواح ِ المهجـورة ِ،
يهـبط تود عـنخ آمون ـ ببطء ٍ ـ
مـن مـكمـنه المـتـرب ِ ، يتجـوّل
مهـمـوماً ، يـتحـدث للجـدران ِ
الصَمـّاء ِ، يـبـث أزيـز فـروع
الأشجارَ العارية من الأوراق ِ
الشوقَ لوادي النيل وكـثبان ِ
الصـحـراء ِ، ويغـطس في مـوّال ٍ
مـشـحـون ٍ باللوعـة ِ و الأشـجـان ِ،
و يـشـعـل ُ في خاتمةِ التطوا ف ِ
شـمـوعَ الزيت ِ، ويجـمع للمدفأة
الباردة بـقـايا الحطب و يـوقـدهـا ،
ويُـعـدّ طعاماً لا بأس بـه ، وينامُ
عـلى المـقـعـد ِ( يحـلـمُ بـرياش ِ
المـخـدع ِ في القـصر ِ الفـرعـونيّ ) !
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ
عـثمان محمد صالح
|
وأسأل بحرقة هل قتلوا فيك مجد آمون وتحلل الثعبان أم ما زال في خاتمة التطواف بعض زيت مشحون باللوعة والأشجان...??
أرجو عودتك قريبا
|
|
|
|
|
|
|
|
|