|
أدب الحمامات
|
أيام الجامعة كانت أحياناً ثرة بالنقاشات المخستكة والحوارات التي تأخذ كل صفات الجدية عدا المحتوي ..ذات نقاش وجدت الشله مستغرقة في الضحك والسرد لتعليقات قرأها بعضهم على جدران حمامات الجامعة ... بدأ الحوار كالعادة بنقل أحدهم لما قرأه في حمام قانون وآخر يتذكر أنه قرأ كذا في حمامات علوم ...ثم آداب ... ثم حمامات مسجد الجامعة ... وهكذا تجمعت مادة خصبة للنقاش ...
ابتدر النقاش أحدهم قائلاً أن في كتابة الشخص على جدار الحمام تعبير صادق عما يعتمل في الدواخل لسببين: أولاً أنه يكتب دون أن يكشف عن هويته فلا يوجد رقيب على الكاتب ولا تحتاج لاذن من العمادة أو الانضمام لاحد التنظيمات السياسية ...
ثانياً أنك تكتب وأنت في حالة تفريغ بيولجي وذهني فالشخص في حالات الاسترخاء يقلل من مساحات التباعد بين العقل الظاهري والعقل الباطني حيث تترتب تفاصيل دقيقة قد تنتقل في هذه السانحة لمدارات الافصاح وتجد حظها في الخروج ...
بعدها قال آخر اذن فلنسميها الكتابه بلا رقابه .. قال آخر بل هي أدب الجداريات ... الطريف أن الجمل التي قرأتها تشمل تعليقات في مواضيع عديده تتراوح بين الجاد جداً والجاد الى آخر مراحل الخستكة والاسقاط ...
صديقي (ش.إ.) حكى لنا حكايته مع هذا اللون إذ أنه صادف تعليقاً لأحد الكيزان بحمامات علوم فرد على هذا التعليق بتعليق ساخر ثم وجد بعد أيام أن صديقنا كتب مرة أخرى رداً على صديقي واستمر السجال في شكل تعليقات متبادلة وطرح لقضايا الجامعة المختلفة من منظورين مختلفين حتى أنك إذا سقط نظرك على هذا السجال نسيت ما جئت لأجله ورحت تتابع هذا الحوار الشيق ... الطريف أن صديقي كتب في آخر مساحة تبقت على الجدار: ( يبدو لي أن الجدار قد استاء مما تكتب .. يتواصل نقاشنا في حمامات زكية ثالث حمام الحيطة اليمين) زكية المشار لها هي عميدة كلية الآداب حينئذ – والتي حولت ساحة آداب الشهيرة إلى حمامات فكتب أحدهم على جدار الحمام ( بالأمس كنا نصفق هنا .. واليوم نـ"..." على نفس الوزن آه يازمن آخ تف)
ما أعادني لهذا التفاصيل من الذاكرة ما قرأته اليوم على أحد أسطح حمامات قانون حيث كتب أحدهم ( حافله روزا .. ومره كوزه) فرد أحدهم ( لا ما ممكن .. ما سمعت باقتسام الثروة والسلطة )
|
|
|
|
|
|
|
|
|