|
إذدروا صنفاً من الناس ينشأ الآن....
|
عند زاوية الانتظار هو الانهيار يا صديقي (منعم عمر)
بلاد كلما ابتسمت حط علي شفتيها الذباب (عاطف خيري)
إذدروا صنفاً من الناس ينشأ الآن جميعهم هُلاميٌٌّ الشكل من الرأس حتى أخمص القدمين قلوبهم وعقولهم الميتة الذاكرة نتاج مسافحة وضيعة في أسرّة الانحطاط (ييتس)
ظل واقع الدولة السودانية يراوح مكانه منذ الاستقلال وحتى الآن بل يمكن أن نقول إنه ظل في حالة تدهور مريعة لم تستطع معها كل القوي السياسية إيقافها علي العكس من ذلك كان لها الدور الأكبر في دفع الأمور إلي حافة الانهيار فقد ظلت هذه القوي تعيش في عالم خيالي مختلف تماما عن واقعها مما جعلها غير قادرة علي رؤية مجمل الأزمات التي تعيق مسيرة بناء الدولة السودانية. المُتخيل الأساسي : من أكبر الأزمات التي عاقت مسيرة بناء الدولة السودانية كانت الحرب الأهلية التي دارت في جنوب السودان بدءاً من العام 1955م وظلت كل القوي السياسية والتيارات الأكاديمية تري في تلك الحرب نتاج لسياسات المستعمر وركنت إلي ذلك وقاد هذا بالطبع إلي قصور في رؤى الحل والتي قامت في مجملها علي الحسم العسكري وعدم الاعتراف بالمطالب العادلة التي قامت من أجلها الحرب ورؤية الواقع المتعدد داخل الدولة السودانية بشكل أحادي والتشكيك في كل خطوة تأتي من قِبل السياسيين الجنوبيين بإعتبارها تنفيذ لأجندة أجنبية وصهيونية هذا بالطبع لا ينفي جهد نفر قليل ممن إمتلكوا رؤى ثاقبة ولكنها وُجهت دوما بعقبة الايدولوجيا ولم تستطع أن تتخطاها ومن هنا يمكن أن نري بوضوح إشكال المناهج التي تطوع الواقع لتستوعبه في داخلها بدلاً من العكس أي تطويع الواقع للمنهج وتوجيهه لمخاطبة الأزمات الحقيقية بدلا من الهروب منها والذي يؤدي حتما الي تراكمها ومن ثم الانفجار كما هو حاصل الان. المُتخيل الثاني : فكل القوي السياسية بعد أن تتفق في أن السبب الاساسي هو المستعمر تأتي من بعد الي التنمية الغير متوازنة وهذا في مرحلة متقدمة من مراحل الصراع متناسين وعن عمد أن التنمية مفقودة تماماً في أغلب مناطق السودان ورغمأ عن ذلك هناك جهات بعينها هي التي رفعت السلاح (مثلا ماهي المشاريع التنموية في منطقة البطانة) ولماذا لم يختاروا الحرب للمطالبة بتنمية المنطقة؟ إذا نظرنا من هذه الزاوية نجد أن المشكل الاساسي يتمثل في سيطرة كيان ثقافي محدد علي مفاصل الدولة علي المستوي السياسي والاقتصادي واحتلاله لقمة الهرم في سلم التراتبية الاجتماعية . فالمشكلة إذا ليس مشكلة الجنوب وإنما مشكلة كل الهامش الثقافي في السودان حيث أتاحت ظروف تاريخية محددة لسيطرة الثقافة الاسلاموعربية مما جعلها في مواجهة بقية الثقافات السودانية الاخري, وظهر ذلك بشكل جلي بعد تفجر الوضع في دارفور وبوادر التفجر في في الشرق والذي يشهد مواجهات محدودة منذ فترة طويلة. ثم ماذا بعد :
نواصل إن بقيّ في القلم مداد
|
|
|
|
|
|
|
|
|